اخبار العراق الان

باريس ـ “رأي اليوم”:

يترقب المغاربة خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد الجلوس غدا السبت وهل سيتطرق الى ما أصبح يعرف في المغرب الأقصى بـ “عقارات خدام الدولة” للتقليل من الاحتقان الاجتماعي الذي تمر منه البلاد.

وانفجرت الفضيحة التي يسميها الاعلام المغربي “خدام الدولة” منذ أيام بعدما سربت الجريدة الرقمية الشهيرة هسبريس خبر حصول محافظ الرباط على أرض مساحتنها 3700 متر مربع في حي راق في العاصمة بثمن يقل عشرات المرات عن السومة الحقيقية للأرض في هذا الحي.

وأعرب المغاربة عن دهشتهم من وقوع أعمال وأفعال اعتقدوا أنها من حقبة الماضي التي يسمونها “حقبة سنوات الرصاص”، لكن الملف أخذا بعدا كبيرا عندما تبين استفادة ما يفوق الستين من مسؤولي الدولة منهم مقربين من الملك محمد السادس ووزراء سابقين وأشخاص من عائلات ثرية.

وحاولت وزارة الداخلية والمالية تبرير  منح هذه البقع الأرضية الى مسؤولين أغلبهم من المقربين من السلطة، لكن البيان الذي أصدرته زاد من حالة الهيجان. وكتب نقيب الصحفيين عبد الله البقالي أن البيان يعتبر من أسوأ البيانات الصادرة عن الداخلية.

وكتبت مدير أخبار اليوم، توفيق بوعشرين أمس الذين مدوا أيديهم إلى الملك العمومي للدولة، وأخذوا آلاف الأمتار من الأرض بثمن بخس، هؤلاء ليسوا خدام الدولة، هؤلاء عبيد الدرهم. خدام الدولة الحقيقيون هم الجنود الذين يحرسون الحدود ليل نهار في رمال الصحراء الحارقة، ويرجعون بعد عقود من الخدمة العسكرية للسكن في منازل اقتصادية يعلقون في جدرانها علم المغرب وخريطته، ويعلمون أبناءهم «منبت الأحرار مشرق الأنوار”.

وتساءلت هسبريس في مقال لها اليوم “هل يرغم ضغط الملك على التدخل في ملف خدام الدولة؟ واستعرضت مواقف الشارع المغربي الذي يوجد في حالة ذهول مما لحق من استحواذ على الملك العمومي بطريقة تحايلية على القانون.

وتلتزم أغلب الصحافة الناطقة بالفرنسية الصمت في المغرب لأنها تعبر عن مصالح هذه الفئة المستفيدة، لكن جرائد مثل لوموند الفرنسية خصصت مقالا هاما للفضيحة. وصمت الاعلام الرسمي المغربي عن الفضيحة، لكن قناة فرانس 24 تهتم بها كثيرا.

ويترقب المواطنون تدخل الملك في هذا الملف رغم تورط الكثير من المقربين منه فيه بعدما أعلن رئيس الحكومة الإسلامية عبد الإله ابنكيران عدم قدرته على التدخل، في إشارة الى  أن المستفيدين ينتمون الى الدولة الموازية التي ندد بها في أكثر من مناسبة. وكان وزير العدل مصطفى الرميد قد أعرب عن عجزه عن التدخل تحت مبرر عدم الاختصاص.