اخبار العراق الان

مصالحة الصدر مع زعماء الحشد تطوي صفحة "الخلاف والتراشق" الإعلامي

مصالحة الصدر مع زعماء الحشد تطوي صفحة
مصالحة الصدر مع زعماء الحشد تطوي صفحة "الخلاف والتراشق" الإعلامي

2016-10-19 00:00:00 - المصدر: المدى برس


مصالحة الصدر مع زعماء الحشد تطوي صفحة "الخلاف والتراشق" الإعلامي

المدى برس/ بغداد

من المفترض أن يطوي اللقاء "النادر" الذي جمع زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر، بقادة الحشد الشعبي، في منزله بالنجف، صفحة من "التراشق " الإعلامي الذي امتد لسنوات بين الطرفين.

لكن هذه المصالحة الشيعية - الشيعية، لم تقدم مؤشراً على تطبيع متوقع مع رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الذي تربطه علاقة "وثيقة" بفصائل الحشد، بحسب نواب عن الكتلة.

وتقول أطراف، حضرت اجتماع (الحنانة)، إن الصدر "لم يعترض على أي من الموجودين ضمن قيادات الحشد، على الرغم من خلافه الواضح مع بعضهم".

وأكدت تلك الجهات، أن المجتمعين "اتفقوا على تحويل الحشد الشعبي الى مؤسسة عسكرية منضبطة، وتجنب الصدام مع تركيا في معركة تحرير الموصل".

وفسرت بعض القوى السياسية تبدّل موقف الصدر من بعض الشخصيات، بأنه "مراجعة للمواقف المتشنجة"، فرضتها الأحداث في الموصل ومرحلة ما بعد (داعش).

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء،(الـ18 من تشرين الأول 2016)، جلوس الصدر في وسط قادة الحشد الشعبي، بضمنهم أبو مهدي المهندس، هادي العامري، الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة النجباء، أكرم الكعبي والأمين العام لـ"تيار رساليون"، عدنان الشحماني.

وفي المؤتمر الصحفي، الذي أعقب اللقاء، كشف الصدر عن اتفاق مع قادة الحشد بشأن "مستقبل العراق ما بعد تنظيم داعش"، مؤكدا أن "بعض مخاوفه قد بددت، أولها بعد أن تولى الجيش العراقي قيادة معارك التحرير"، معربا عن أمله بأن يتم "تبديد بقية مخاوفه في لقاءات أخرى".

بدوره، قال العامري، إن "اتفاقنا مع زعيم التيار الصدري مقتدى في أعلى درجاته"، مشددا على أن "الجميع يقدّر ظروف العراق الحرجة". فيما وصف قيس الخزعلي، مقتدى الصدر بانه "رمز وطني عراقي"، مؤكدا أن "تكامل الأدوار يكمن في موقف وطني واحد خلف القوات المسلحة".

الحشد مؤسسة "منضبطة"

وكشف النائب حنين قدو، عضو كتلة بدر، وأحد المشاركين في لقاء الحنانة، عن "اتفاق المجتمعين على تحويل الحشد الشعبي الى مؤسسة عسكرية منضبطة وتابعة للحكومة".

وأوضح قدو، في اتصال مع (المدى)، أن "الحشد الشعبي تحدث أمام مقتدى الصدر عن قرار تشكيل سيطرات لمنع المندسين داخل الحشد الشعبي، وإنشاء محاكم خاصة بهذا الشأن".

كما ناقش المجتمعون في منزل الصدر، التواجد التركي في الموصل. وقررت الأطراف، بحسب النائب قدو، "عدم الانجرار إلى صدام مع القوات التركية وتبني مواقف الحكومة".

كما أكدت الأطراف الشيعية على ضرورة "مشاركة أبناء الموصل في تحرير مدينتهم، والحفاظ على الحدود الإدارية لنينوى".

واتفق زعيم التيار الصدري، مع ضيوفه، على ضرورة "الحفاظ على السلم الأهلي في الموصل، ومنع الثارات والعمليات الانتقامية".

وانتقد الصدر مرارا أفعال ما وصفها بـ"الميليشيات الوقحة"، في المعارك التي تشارك فيها فصائل من الحشد الشعبي.

"لا فيتو" على الضيوف

بالمقابل قال النائب فالح الخزعلي، القيادي البارز في كتائب "سيد الشهداء"، وأحد الحاضرين في لقاء الصدر، إن "اللقاء مع زعيم التيار الصدري، كانت قد سبقته لقاءات فردية ومساعٍ شخصية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين".

وتابع الخزعلي، في تصريح لـ(المدى)، أن "اللقاء تحدث عن مسؤوليات الحشد بعد تحرير المدن"، لافتا إلى أن "دورهم سيكون تطهير المدن وإعادة النازحين".

وبين القيادي في الحشد الشعبي، أن "الصدر لم يعترض على أي من الشخصيات التي حضرت ضمن الضيوف".

وكان الوفد ذاته تقريبا، قد زار قبل أيام رئيس الحكومة، حيدر العبادي، وناقش معه الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل والحويجة.

وجاءت تلك المباحثات مكملة لاجتماعات أجراها قادة الحشد الشعبي، الجمعة الماضية، مع رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي.

مواقف الصدر

بدوره اعتبر موفق الربيعي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، أن "اللقاء كان مهماً لتوحيد الموقف الشيعي ودعم الحشد الشعبي".

لكن الربيعي نفى في حديث مع (المدى)، أن "يتوسع هذا التصالح ليشمل تقارباً جديدا بين الصدر والمالكي"، عازيا ذلك إلى "اختلاف منهج الطرفين في العملية السياسية".

بدوره وصف رسول أبو حسنة، النائب عن حزب الدعوة، اللقاء "الاستثنائي" بين الصدر وقادة الحشد، بانه "مراجعة حسابية" للمواقف السابقة لزعيم التيار ضد بعض الشخصيات في الحشد الشعبي، لاسيما "عصائب اهل الحق" بزعامة الشيخ قيس الخزعلي.

وقال أبو حسنة، في اتصال مع (المدى)، إن "الظرف الاستثنائي في الموصل كان ضاغطاً. وأن الصدر وسرايا السلام التابعة له لاتريد ان تبقى خارج سرب الحشد الشعبي في هذا التوقيت". واعتبر أبو حسنة ان "اللقاء أعطى جانباً إعلامياً مميزاً واظهر وحدة فصائل الحشد الشعبي".

من/ وائل نعمة