اخبار العراق الان

ما بعد المباراة | برشلونة يَصدم جوارديولا بالحقيقة المُرة!

ما بعد المباراة | برشلونة يَصدم جوارديولا بالحقيقة المُرة!
ما بعد المباراة | برشلونة يَصدم جوارديولا بالحقيقة المُرة!

2016-10-20 00:00:00 - المصدر: موقع goal


لماذا خسر السيتي بهذه النتيجة العريضة؟ وما هي هفوات جوارديولا التي أهدت إنريكي المباراة وأراحت الثغرة «ماتيو» لأكثر من ٦٠ دقيقة؟


بقلم | محمود ماهر


تفنن برشلونة في إهانة الفريق الجديد لجوزيب جوارديولا «مانشستر سيتي» بهزيمته، مساء اليوم الاربعاء، على ملعب كامب نو، بأربعة أهداف مع الرأفة، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور مجموعات أبطال أوروبا.

واعتلى فريق المدرب لويس إنريكي صدارة المجموعة الثالثة التي تضم مونشنجلادباخ الألماني وسلتيك جلاسكو الاسكتلندي برصيد تسع نقاط، بفارق خمس نقاط عن السيتي وبفارق ست نقاط عن جلادباخ الذي عاد بفوز هام من ملعب سلتيك بهدفين دون رد في نفس توقيت لقاء البرسا والسيتي، ليقتحم المنافسة على مركز الوصافة في الجولات الثلاث القادمة.

البرسا تغلب على الضغط العالي الذي مارسه مانشستر سيتي على مدار الشوط الأول عن طريق تسجيل ميسي لهدف التقدم، في الدقيقة الـ١٧، وبعد انتصاف الوقت الأصلي للقاء، عاد ميسي ليسجل هدفين آخرين مستفيدًا من النقص العددي للسيتي بعد طرد الحارس كلاوديو برافو بالبطاقة الحمراء المباشرة بسبب تصديه لكرة من لويس سواريز باليد من خارج المنطقة القانونية.

واستطاع ميسي بثلاثيته أمام السيتي التسجيل في حارسين مختلفين في نفس المباراة للمرة الأولى في مسيرته الكروية، وأصبح أول لاعب يسجل هاتريك ضد مانشستر سيتي في تاريخ أبطال أوروبا، كما رفع رصيده من الهاتريك لسبع وأصبح أكثر لاعب تسجيلاً للهاتريك في تاريخ أبطال أوروبا، ليبتعد بذلك عن غريمه «كريستيانو رونالدو» بمرتين، حيث أحرز البرتغالي الهاتريك خمس مرات.

والآن نحلل معكم اللقاء على هيئة نقاط إيجابية وسلبية:

الإيجابيات |

«١» مُمارسة جوارديولا للضغط العالي على مدار الشوط الأول بجوندوجان وفرناندينيو وسيلفا وسترلينج ونوليتو، ساعد السيتي على خلق العديد من الفرص الصعبة أمام مرمى تير شتيجن، من بينها تسديدة صعبة للغاية من جوندوجان وهفوة فادحة من لوكاس دين بإبعاد كرة عرضية باليد من داخل المنطقة لم ينتبه لها الحكم الصربي مازيتش.

لو كان هناك بعض الحظ والتركيز أمام المرمى، ربما لانتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي ١/١ أو تقدم السيتي ٢/١، بالتالي تغير شكل المباراة تمامًا في شوطها الثاني، واكتساب حارسه «برافو» بعض الثقة وكذا قلبي دفاعه «ستونز وأوتاميندي» اللذين انهارا تمامًا في الشوط الثاني أمام الطوفان الكتالوني.

«٢» ربما تكون هذه النقطة مرتبطة نوعًا ما بالنقطة الأولى في الإيجابيات، تير شتيجن كان غصة في حلوق لاعبي السيتي بأتم معنى الكلمة. منعهم من التهديف بتصديات أوضحت استعادته لمستواه المعهود، في مواصلة منه للتكفير عن حماقاته السابقة أمام سيلتا فيجو في الدوري قبل أسبوعين، وواصل التألق في الشوط الثاني بإبعاد كرتين مؤكدتين للتسجيل.

«٣» أيهما يُفضل المدرب؟ هل اللاعب السريع، القوي، النشيط، المتحرك؟ أم اللاعب الأكثر قدرة على التأثير في مجريات المباراة؟ لو كانت الكرة بالقوة والسرعة والنشاط وكثرة التحركات، لرأينا أحد منتخبات أفريقيا متوجًا بكأس العالم في السنوات الماضية، لكن الكرة لا تعتمد على العضلات فقط، فمن المهم امتلاكك لعقل مدبر بصفات ليونيل ميسي وآندرياس إنييستا.

قد يكونا ضمن أقل اللاعبين ركضًا وبذلاً للمجهود في المباراة، لكنهما كانا الأكثر تأثيرًا بالتمرير الذكي والتحرك الواعي خلف المدافعين.

في لعبة الهدف الأول مرر إنييستا كرة خبيثة داخل منطقة الجزاء نحو ميسي المتحرك من دون كرة، ليستقبلها بخفة قبل مراوغة برافو من وضع الحركة ليسجل، بكل سهولة، وفي الهدف الثاني ضغط إنييستا واستخلص الكرة من دي بروينه ليضعها على طبق من فضة لميسي ليسجل مرة أخرى، وفي الهدف الثالث استفاد ميسي من عرضية لويس سواريز الذي مر ببراعة من جون ستونز، وفي الهدف الرابع مرر ميسي بدهاء إلى نيمار.

هناك مَن يُقلل من أهمية ميسي وإنييستا في فوز البرسا اليوم بسبب المجهود الخارق الذي بذله لويس سواريز في «هد» الدفاع، وبسبب التحرك المستمر دون كلل أو ملل من نيمار لجذب المدافعين خارج منطقة الجزاء، لكن أي طبخة في الدنيا تفقد طعمها دون ملح وبهرات. وميسي هو رئيس قسم البهارات.

«٤» الحلول الفورية من لويس إنريكي لمشاكل الإصابات التي ضربته خلال الشوط الأول عندما أصيب جوردي ألبا في الدقيقة العاشرة ومن بعده جيرارد بيكيه في الدقيقة ٣٩. نجح لحد ما في ترتيب الخط الخلفي، وساعده في العبور بفريقه لبر الأمان أمام الهجوم المرتد للسيتي تجربة هذه التوليفة الدفاعية في مباراة ديبورتيفو لاكرونيا الماضية بالدوري المحلي، حيث لعب لوكاس دين على اليسار وجيريمي ماتيو في قلب الدفاع، أما ماسكيرانو فكان يميل إلى اليمين في الوضع الدفاعي، وفي الوضع الهجومي كان دين يتقدم لتأدية المهام الهجومية تاركًا خلفه الثلاثي «ماتيو وأومتيتي وماسكيرانو» كقلوب دفاع، وهذه الزيادة العددية ساهمت في تسجيل البرسا لثلاثة أهداف في الشوط الثاني واستغلال النقص العددي في السيتي، ورغم طرد ماتيو في الدقيقة ٧٣، إلا أن الفريق واصل بنفس الخطة، وحصل على ركلة جزاء وهدد المرمى عدة مرات.

«٥» بصرف النظر عن التميز الوقتي لمانشستر سيتي في الضغط على حائز الكرة ومحاولاته المكثفة على فترات مقاربة خلال المباراة، لم أجد سوى جوندوجان وسترلينج يستحقان الإشادة على مستواهما في الفريق اليوم، بالإضافة للحارس البديل «كاباييرو» صاحب التصديات المذهلة من بينها ركلة جزاء لنيمار.

السلبيات |

«١»كيف كان السيتي قبل وبعد الطرد؟ وكيف كان البرسا قبل وبعد الطرد؟ الفرق كبير جدًا بين الفريقين.

أين هي شخصية الفريق الكبير يا مانشستر سيتي؟ الفريق ينشط في دوري أبطال أوروبا منذ عام ٢٠١١، ولم يتعلم كيف يواجه أعظم أندية القارة.

تيكسيكي بيجرستين قد ينجح في شراء أميز وأفضل لاعبي أوروبا، لكن هل يستطيع شراء شخصية وعقلية وفخامة أندية مثل بايرن ميونخ ومانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي عند مواجهة نوعية برشلونة في أبطال أوروبا؟. لا أعتقد ذلك. لا يزال السيتي فريق ضعيف الشخصية لا يلعب كما تلعب أعظم الأندية العالمية.

برافو مع برشلونة لا يشق له غبار، وحارس مرمى أسطوري بحق، مع مانشستر سيتي حارس درجة ثالثة؟.

في آسيا، ضخت الهند والصين مليارات اليوروهات لضم أشهر وأفضل لاعبي أوروبا، لاقتحام سوق كرة القدم وسحب البساط من دوريات مثل الإيطالي والفرنسي والألماني والإسباني، لكن هيهات، لا يمكنك بالمال شراء شخصية أيًا من تلك الدوريات، لا يمكنك استنساخ بطولة عظيمة مثل البريميرليج أو الليجا، نفس الشيء يخص مانشستر سيتي، لن يستطيع اللعب بنفس الشخصية التي كان يلعب بها ليفربول أو تشيلسي أمام برشلونة، واليوم برشلونة كشف هذه الحقيقة المُرة لجوارديولا الذي عليه الانتظار لخمس أو عشر سنوات ليجعل من السيتي «عظيمًا» يهابه أي منافس مهما كان!.

«٢» مجازفة لويس إنريكي ببعض اللاعبين المشكوك في جاهزيتهم، أدى لحدوث العديد من المشاكل في بداية المباراة، لوكاس دين لعب مباراة متميزة أمام الديبور ببداية الأسبوع، فلماذا لم يواصل اللعب كأساسي؟.

«٣» ضعف الترابط ما بين دفاع ووسط مانشستر سيتي، المشكلة الأبرز في الفريق الأول، جميع لاعبي الوسط متهمين في نظري، بما فيهم سيلفا ونوليتو وجوندوجان.

لو نظرنا على الجانب الآخر، معظم لاعبي وسط وهجوم برشلونة كانوا يعودون إلى الخلف لمساندة الدفاع ولبدء الهجمة، إنييستا وراكيتيتش وبوسكيتس وحتى لويس سواريز ونيمار.

«٤» نقطة أخرى مفصلية وحاسمة في النتيجة النهائية للمباراة، كانت تتعلق بتألق شتيجن والانحدار الكبير في مستوى كلاوديو برافو.

برافو متأثر بخلافة حارس مرمى متميز مثل جو هارت رحل عن النادي بحجة فشله في بناء الهجمات، ليسيطر هاجس مستمر ودائم على برافو بأنه مطالب بالبناء السليم، ورأينا هفواته القاتلة في ديربي مانشستر ثم في مباراة اليوم أمام البرسا، كل هذا بسبب ما قاله جوارديولا عن رغبته في حارس يبدأ الهجمة!

وبمناسبة الحديث عن حراسة المرمى، قبل مجيء برافو، كاباييرو كان يسير بخطى ثابته للغاية في حراسة المرمى، ويُقدم أداءًا مشرفًا، لماذا لم يواصل؟ ولماذا كل هذه المصاريف على حارس مثل برافو ليس مميزًا لهذه الدرجة التي تدفع للاستغناء عن هارت.

عمومًا لا هارت ولا برافو يستحقان حراسة مرمى السيتي، بل كاباييرو الذي صَبر وثابر واجتهد في الأعوام الماضية وكل مرة يثبت نفسه.

«٥» أطراف مانشستر سيتي المكشوفة أدت لكوارث حقيقية، ميسي فعل ما يحلو له أمام كولاروف، ونيمار لم يتوقف عن الركض خلف زاباليتا.

تقاعس نوليتو وسترلينج عن تأدية الأدوار الدفاعية والمساندة الصحيحة، والغياب التام لفرناندينيو وجوندوجان في التغطية أثناء تقدم الظهيرين والجناحين لتأدية الدور الهجومي، كلها أمور أدت لإرهاق السيتي بشكل تام، بالتالي لم يستطع الفريق الاستفادة من النقص العددي للبرسا في آخر ١٥ دقيقة بتسجيل ولو هدف لحفظ ماء الوجه.

«٦» أخيرًا، إدارة جوارديولا للمباراة عليها العديد من الدوائر الحمراء، مستوى دي بروينه وفرناندينيو ونوليتو كان سيئًا بشكل واضح في الشوط الأول، وهناك ثغرات حقيقية في الخط الخلفي للبرسا في وجود جيريمي ماتيو - بديل بيكيه - وكلنا نعرف ما فعله سيلتا فيجو في ماتيو وشتيجن قبل ١٥ يومًا من الآن.

كيف غاب عن جوارديولا خلال شوطي المباراة إجراء تغييرات لتنشيط خط الهجوم وتعديل الوسط واستغلال الثغرة الدفاعية للبرسا في العمق؟.

لماذا لم يقم بإشراك لاعب يعرف الليجا وكامب نو جيدًا «خسيوس نافاس» بدلاً من نوليتو للعب على الرواق الأيمن محل سترلينج، ونقل سترلينج إلى اليسار في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني ويأخذ المبادرة الهجومية هو، ويباغت البرسا بهدف التعديل، ويقلب الطاولة تمامًا؟

لماذا لم يفكر جوارديولا في الزج بأجويرو وفرناندو بدلاً من دي بروينه وفرناندينيو في الدقيقة ٥٠ مثلاً؟ ربما لو فعل ذلك لضاعف من حيازته على الكرة وتفادى طرد برافو في الدقيقة ٥٣ ثم تلافى استقبال الهدف الثاني في الدقيقة ٦١.

جوارديولا لم يبدأ الشوط الثاني كما أنهى الشوط الأول في الهجوم، وسرح ونام تمامًا، ترى هل استمتع بالحديث مع لويس إنريكي في الممر المؤدي لغرفة خلع الملابس كما ظهر بين الشوطين عبر الشاشات؟.

images.performgroup.com/di/library/Goal_Japan/ee/ab/2016-10-20-barcelona-enrique_1c5hkjzj1k91sq61a0bw7sn6