اخبار العراق الان

"غزوة كركوك" تُثير مخاوف المحافظات المجاورة من عمليات مشابهة

"غزوة كركوك" تُثير مخاوف المحافظات المجاورة من عمليات مشابهة

2016-10-22 00:00:00 - المصدر: المدى برس


"غزوة كركوك" تُثير مخاوف المحافظات المجاورة من عمليات مشابهة

المدى برس/ بغداد

عادت القوات الامنية في كركوك، أمس السبت، للسيطرة على الاوضاع في أغلب مناطق مركز المحافظة بعد يومين من هجوم غير مسبوق شنه مسلحو داعش على الغنية بالنفط.

وكان مسلحو التنظيم قاموا بقتل مسؤول أحد الجوامع الواقعة جنوب كركوك وسرق شاحنته لينتقلوا بها الى صوب المجمع الحكومي وسط مركز المحافظة.

وقدر مسؤولون محليون أعداد المهاجمين بين 100 و200 مسلح، توزعوا على المناطق ضمن مجاميع صغيرة. وتذهب التكهنات الى ان المسلحين دخلوا كركوك في يوم الهجوم او قبله بـ24 ساعة.

وألقى مسؤولون باللائمة على الحكومة العراقية التي تركت خلفها الحويجة، جنوب غرب كركوك، واتجهت لتحرير الموصل. وحذروا من عمليات مشابهة في المدن التي لا تزال تحت سيطرة داعش، ولم يتم تحريرها بالكامل.

بالمقابل لاتبدو الاحداث في كركوك قد أثرت على سير العمليات في الموصل، على الرغم من ان تداول معلومات عن سحب البيشمركة لبعض قطعاتها وارسالها الى كركوك لمساندة باقي القوات في صد هجوم داعش.

ومع بدء اليوم الخامس لعمليات تحرير الموصل، تفاجأ سكان كركوك، فجر الجمعة، بانتشار مسلحي داعش داخل مدينتهم. وبدأت الاشتباكات في مناطق متفرقة من وسط كركوك، أعقبها هجوم على محطة كهرباء قيد الإنشاء في قضاء الدبس القريب.

وأعلنت قوات الأمن إثر الهجمات حظرا على التجوال في عموم المحافظة. وأكد المحافظ نجم الدين كريم، بعد ساعات من الهجوم، ان "التصدي والقضاء على عصابات التكفير سيكون بأيدي العراقيين دون تدخل أجنبي".

وكانت مصادر امنية أعلنت، امس، عن مقتل 46 شخصا وأصيب 133 آخرون بجروح أغلبهم من عناصر الأمن خلال الاشتباكات في كركوك.

ليلة الهجوم على كركوك

في غضون ذلك قدّر برهان العاصي، رئيس المجموعة العربية في كركوك، وهي حركة سياسية تضم عرب المحافظة، عدد المهاجمين "بين 100 الى 200 عنصر".

وقال العاصي في اتصال امس مع (المدى)، ان "المهاجمين تقسموا الى مجاميع صغيرة تضم 10 أفراد، وانتشروا في 15 منطقة"، مشيرا الى انهم انطلقوا من جنوب كركوك من احياء "حي الشركة، الدوميز، والنداء".

وكشف احد قادة عرب كركوك عن ان "المسلحين دخولوا الى المدينة في يوم الهجوم او قبله بيوم واحد"، مبينا "انهم قاموا بقتل احد شيوخ الجوامع في جنوب كركوك واستولوا على سيارته الحمل نوع كيا للانتقال الى وسط المدينة".

وكان مقطع فيديو بثه ناشطون، يوم الجمعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن لحظة دخول داعش الى كركوك، اظهر عددا من المسلحين وهم يستقلون سيارة حمل "كيا" زرقاء اللون.

ونفى العاصي ان يكون "مهاجمو كركوك قد انطلقوا من مخيمات إيواء النازحين او مقيمين عند احد الوافدين الى المحافظة"، مؤكدا ان "القوات تقترب من السيطرة بشكل شبه تام على المدينة، باستنثاء وجود بعض المسلحين المحاصرين في منازل بجنوب كركوك".

 

أمن هشّ وخلايا نائمة

وأعلن محافظ كركوك، أمس، عن وجود خلايا نائمة لداعش في المحافظة، مقدرا عدد المسلحين المشاركين في الهجوم بانه "يترواح بين 35 الى 50 مسلحاً".

وقال نجم الدين كريم، في بيان صحفي ان "أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من المناطق السنية الى كركوك"، مضيفا "من المرجح وجود خلايا نائمة لداعش في كركوك ونتوقع أن يقدم التنظيم على استخدامها لاستهداف المحافظة".

وأشار كريم الى ان "داعش كان يهدف الى السيطرة على مبنى المحافظة ومقرات الشرطة وعدد من الأحزاب السياسية"، مؤكداً مقتل جميع عناصر داعش الذين شاركوا في الهجوم.

في هذه الاثناء اعتبرت لجنة الامن والدفاع البرلمانية قرار الحكومة بـ"تخطي" الحويجة والانطلاق الى تحرير الموصل بانه "خطأ ستراتيجي فادح".

واستغرب عضو اللجنة النائب هوشيار عبد الله، في بيان صحفي امس، ما وصفه بـ"الإصرار العجيب من الولايات المتحدة الأميركية على الإسراع في البدء بعملية الموصل وإبقاء الحويجة في قبضة داعش". محملاً الحكومة العراقية والتحالف الوطني "مسؤولية تأخير تحرير الحويجة".

وكان برهان العاصي، واطراف في الحشد الشعبي دافعوا، خلال الفترة الماضية، عن فكرة البدء بتحرير الحويجة قبل التوجه الى الموصل، خلافا لرؤية واشنطن التي اصرت على انهاء ملف الموصل قبل بدء الانتخابات الاميركية.

ويقول العاصي "مازلنا نسمع عن تحرير الحويجة لكننا لم نر اية قوات جديدة وصلت الى المحافظة".

دفع الخرق الامني الكبير في كركوك، بقية المحافظات المجاورة لاخذ تحوطات امنية مشددة. وتهدد احداث كركوك محافظات اخرى مازالت تعاني من هشاشة امنية، كديالى وصلاح الدين، والانبار، لجهة وجود "بؤر" للمسلحين في محيطها.

وكان مسلحون هاجموا، قبل اسبوعين، الضفة المحررة من الشرقاط. وهذه كانت النكسة الثانية التي تزامنت مع بدء تحضيرات الهجوم على الموصل. وكانت القوات الامنية تعرضت لنكسة اخرى في قرية الزوية، الواقعة الى جنوب الشرقاط، بعد 24 ساعة من تحريرها.

وتكررت في الاسابيع الاخيرة الهجمات على القوات الامنية في منطقة الرطبة، وهو ما دفع مسؤولي الانبار الى التحذير من خطورة عودة داعش الى المناطق المحررة اذا استمر الارباك الامني.

 

الموصل خارج التشويش

رغم الارتباك الامني الذي تسببت به عملية كركوك، لكنها فشلت في عرقلة تقدم القوات المشتركة في الموصل. فقد اعلنت القيادة العسكرية، امس، عن تحرير مركز ناحية الحمدانية جنوب شرق الموصل. كما توجهت القوات الى قضاء تلكيف، على الرغم من ان انسحاب بعض قطعات البيشمركة من الموصل الى كركوك، كما كشف ذلك برهان العاصي.

بدوره كشف ابنيان الجربا، عضو مجلس محافظة نينوى في حديث مع (المدى) امس، عن قرب انطلاق محور سد الموصل الذي لم يشارك منذ انطلاق عمليات التحرير قبل 6 أيام.

ويتواجد في (محور السد) قطعات من الفرقة 16 التابعة للجيش العراقي التي تلقت تدريبات سابقة على يد ضباط من المارينز.

وأكد الجربا "وجود فصائل من حشد عشائر نينوى من بينهم الحشد النجيفي".

ولفت عضو مجلس نينوى الى ان "الحشد العشائري، الذي سيشارك في معركة الموصل، سيكون تحت إمرة قائد المحور العسكري ولن يتبع لاي طرف آخر".

إلى ذلك أكد الجربا السيطرة على حريق كبريت المشراق بعد وصول تعزيزات الى المنطقة مكونة من جرافات وآليات للمشاركة في جهد اخماد النيران.

وكان مسؤولون في الموصل حذروا، الجمعة، من حدوث حالات نزوج في البلدات المحيطة بالموصل، نتيجة انبعاث الغاز المتولد عن إحراق داعش لكميات كبيرة من مادة الكبريت في معمل المشراق.

وقال المسؤولون لـ(المدى) ان "الغاز المنبعث من الكبريت قد يكون قاتلا خصوصا للاطفال، اذا استمر الشخص باستنشاقه لفترة طويلة".

كما رجحوا ان تغير الرياح وجهة "الغازات المنبعثة"، وقد تصل الى القيارة، او مناطق اخرى مثل الشرقاط او الموصل او حتى الى إقليم كردستان.

من : وائل نعمة.