اخبار العراق الان

الجهاديون يحرمون حلب من إمكانية التقاط الأنفاس

الجهاديون يحرمون حلب من إمكانية التقاط الأنفاس
الجهاديون يحرمون حلب من إمكانية التقاط الأنفاس

2016-10-23 00:00:00 - المصدر: روسيا اليوم


تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى الهدنة الإنسانية في حلب؛ مشيرة إلى تعرض الممرات الإنسانية في المدينة لنيران المسلحين.

جاء في مقال الصحيفة:

لم تترك الهدنة الإنسانية، التي أعلنتها روسيا وسوريا في حلب، انطباعا يذكر لدى الزعماء الغربيين، الذين حضروا قمة "رباعية نورماندي" في برلين. فالرئيس الفرنسي هولاند يعتقد أن وقف إطلاق النار مؤقتا "غير كاف إطلاقا" لتسوية الأوضاع في المدينة، لأن المدنيين بحاجة إلى هدنة طويلة.

والهدنة التي كان على سكان حلب استغلالها لمغادرة مناطق القتال، انتهكها الإسلامويون كما كان متوقعا. ويشير مراسل وكالة "سانا" السورية إلى أن منطقة بستان القصر القريبة من أحد الممرات الإنسانية تعرضت لنيران القناصة والرشاشات ومدافع الهاون، دون أن يذكر اسم المجموعة. ولكن وكالات الأنباء الروسية أكدت أن أفرادا من "جبهة فتح الشام" هم الذين أطلقوا النار.

وتنقل "بي بي سي" تعليق هولاند على قرار الهدنة بالقول إنها "هدنة لبضع ساعات لا معنى لها"، وأضاف أن "ما يجري في حلب هو جرائم حرب". وأن "أحد المطالب الرئيسة هو وقف عمليات القصف التي يقوم بها النظام وحلفاؤه".

يذكر أن القسم الثاني من قمة "رباعية نورماندي" كان مخصصا لمناقشة الأزمة السورية من دون رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو. وقد وصفت المستشارة الألمانية المحادثات بعد انتهائها بالصعبة ولم تستبعد فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.

Sputnik

بوتين وميركل وهولاند في لقاء برلين

وكما هو معلوم، كانت قد فتحت ثمانية ممرات إنسانية في حلب، وقد أعربت الأمم المتحدة عن رغبتها بتمديد الهدنة إلى الأسبوع المقبل. والجانب الروسي أعلن عن تمديد الهدنة يوما واحدا أي إلى مساء هذا اليوم 21 اكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن المسلحين في حلب لم يتلقوا أي إشعار حول بداية الهدنة الإنسانية أو حول أي من الممرات الإنسانية التي فتحت لمغادرة المدنيين والمسلحين الراغبين بمغادرة المدينة. وتؤكد الصحيفة أن المنظمات الإنسانية نفسها لا تتمكن من إيصال المساعدات إلى حلب.

من جانبهم، أعرب الخبراء عن شكوكهم بفعالية هذه الهدنة الإنسانية على خلفية العمليات التي يقوم بها المسلحون.

يقول المستشرق غريغوري ميلاميدوف: "لقد سبق أن أطلق المسلحون النار على الذين حاولوا مغادرة المدينة. ولكن من جانب آخر إذا تمكنت مجموعة ما من الناس مغادرة المدينة وكذلك بعض المسلحين غير المتطرفين، فالأمر جيد".

ووفقا لرأيه، يختلف موقف المسلحين الموجودين في حلب بشأن السماح للمدنيين بمغادرة المدينة، إذ "يجب الأخذ بالاعتبار أن هذه المنظمات هي ائتلاف، أي خليط غير متجانس. لذلك، فلكل قائد منهم رأيه الشخصي، فمنهم من يطلق النار على المغادرين ومنهم من يحاولون مغادرة المدينة أيضا".

من جانبه، ألقى رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو باللوم على المجموعات المتطرفة لأنها أحبطت المبادرة الروسية، وقال: "كان من الممكن أن تكون هذه المبادرة فعالة، في حال سماح المسلحين بتحقيقها وموافقتهم على مغادرة المدينة. وأريد الإشارة هنا إلى أن موظفي الأمم المتحدة إلى جانب روسيا وسوريا، اقترحوا عليهم مغادرة المدينة. وموظفو الأمم المتحدة هؤلاء قد سبق لهم أن نفذوا نفس العمل في داريا، عندما طلب المسلحون نقلهم إلى إدلب".

هذا، وهاجمت الطائرات الحربية التركية قرية معرة أم حوش الواقعة شمال مدينة حلب قبيل إعلان الهدنة الإنسانية، حيث أعلنت وكالة الأناضول نقلا عن وزارة الدفاع التركية عن تدمير 18 موقعا كرديا. وقال إيغناتينكو بهذا الصدد "أعلنت الحكومة التركية السابقة على لسان وزير الخارجية، أن حلب وهذه المنطقة هي مناطق ستحميها تركيا، - وأوضح إيغناتينكو – (المناطق التي تكسبها أو تستولي عليها) -، فهم يعدُّون حلب جزءا من تركيا لأنها كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية. وقد تحدثوا مرارا عن هذا الموضوع. والأتراك يلعبون في سوريا دور القوة الثالثة التي يمكنها التدخل خلال عملية تحرير حلب وفي تسوية وضع المدينة بعد الحرب". واختتم الخبير حديثه بالقول، أنقرة في هذا المجال تتصرف باطراد.