اخبار العراق الان

العراق يطالب العالم بدعم "مؤثر" وعمل "منتج" لصالح أمن الجميع واستقرارهم

العراق يطالب العالم بدعم
العراق يطالب العالم بدعم "مؤثر" وعمل "منتج" لصالح أمن الجميع واستقرارهم

2016-10-25 00:00:00 - المصدر: المدى برس


العراق يطالب العالم بدعم "مؤثر" وعمل "منتج" لصالح أمن الجميع واستقرارهم

المدى برس/ بغداد

أكد العراق، اليوم الثلاثاء، أنه يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وفي حين عد أن التضامن والتعاطف معه "يفرح العراقيين ويجعلهم يشعرون حقا بالانتماء الصادق للأسرة الإنسانية"، شدد على أن ما يحتاجه "أبعد وأعمق" من مجرد "التضامن والتعاطف" ويتجلى في "الفعل المؤثر والعمل المنتج" لأن عوائد ذلك لصالح أمن الجميع واستقرارهم.

وقال نائب رئيس البرلمان، آرام الشيخ محمد، في كلمته أمام مؤتمر البرلمانات الدولية في جنيف، "نتقدم لكم جميعا بشكرنا وتقديرنا على ما تقدمونه من عمل جاد وبناء في خدمة التنمية والحكم الرشيد وبناء الأجيال في شتى اصقاع الأرض"، مشيراً إلى أن في "جعبة القادم من العراق قضايا مهمة وضاغطة كثيرة لا تؤثر في وضع العراق السياسي والأمني والاجتماعي فقط، لكنها تؤثر في المنطقة والعالم بقدرٍ مساوٍ وبطرق شتى".

وأضاف محمد، أن "العراق استعاد في العام المنصرم بعضا من مكانته المستحقة على خارطة الاهتمام الدولي بعدما أدرجت أهواره على لائحة التراث الإنساني، وللتنويه فقط نقول إن منطقة الأهوار هي المكان الذي نشأت فيه الحضارات السومرية والاكادية والبابلية وحضارة لكش وأوروك وأريدو، هي ذات المكان الذي يسمى مهد الحضارة حيث انطلق گلگامش في رحلته صوب الخلود وانطلق إبراهيم الخليل أبو الأنبياء (ع) إلى العالم بقصد التنوير واخراج بني البشر من الظلمات إلى النور"، مبيناً أن "العراق تصدى وما يزال لأعتى عصابة دموية عرفتها البشرية، وكان العراق وما يزال ينزف دم أبنائه وينفق ثرواته وتهدم فيه مواريث الأنبياء وحواضرهم من أجل الإنسانية ونيابة عن دول العالم أجمع، فهل قام العالم بمسؤولياته تجاه العراق".

وأوضح نائب رئيس البرلمان، أن "العراق يفقد أبناءه يوميا وتتراجع فيه مسيرة الاعمار والتنمية لأن قدرنا هو أن نواجه أفواج الإرهابيين القادمين إلى بلدنا من كل فج عميق"، داعياً المشاركين بـ"شدة" إلى "التفكير الجاد بنساء العراق اللائي عانين من وطأة الحروب وتبعاتها والتفكير الجاد بأطفال العراق الذين حرموا على مدى أربعة عقود من أبسط مقومات الحياة الكريمة الآمنة، ندعوكم لنعمل من أجل شباب العراق الصاعد المعروف بذكائه وقدراته الخلاقة، لأن عملنا المشترك سيحقق لنا جميعا النجاح المنشود ويغرس في نفوسنا أملا جديدا في الحياة".

وتابع محمد، أنه في "غمرة سكوت العالم وتخليه عن مسؤولياته تجاه العراق وما يلاقيه من عنت وتحديات تأتي الجارة تركيا لتجرب بعضا من أحلامها و طموحاتها اللامشروعة على أرض العراق وترسل جنودها وعتادها برغم رفض العراقيين شعبا وحكومة لذلك التواجد غير الشرعي، الذي يهدد علاقات حسن الجوار وينذر بشرٍ مستطير يعم المنطقة والعالم"، عاداً أن "البرلمانيين في العالم أمام مسؤولية أخرى إذ يطالبكم العراق الاضطلاع بها وإنجازها كما ينبغي".

ومضى نائب رئيس البرلمان، قائلاً، إنه برغم "كل التحديات التي نواجهها في العراق حكومة وشعبا إلا اننا أحبطنا جميع محاولات بث الفرقة ومشاعر العداء بين مكونات شعبنا، وفي البرلمان العراقي كنّا ومازلنا نمارس عملنا بدرجة عالية من الشفافية واحترام الفصل بين السلطات والديمقراطية الحقيقية"، لافتاً إلى أن "مجلس النواب تفاعل مع مشروع الإصلاح الذي طالبت به الجماهير التي احتجت وتظاهرت بطرق سلمية وحضارية، واستجاب المجلس لتلك الجماهير بالعمل على تصحيح مسار العملية السياسية ومساءلة المقصرين في السلطة التنفيذية ومفاصل الدولة الأخرى ومحاسبتهم، فأقيل عدد من الوزراء وحوسب غيرهم من مسؤولي الدولة العراقية ولن نحيد عن هذا المسار حتى ترسخ في بلدنا مفاهيم وقيم الديمقراطية و الحكم الرشيد".

واستطرد محمد، أن "أبطال العراق الغيارى من جيش وقوات أمنية وأبناء بلدنا المتطوعين في سرايا الحشد الشعبي والبيشمرگه والعشائر الأصيلة، يقاتلون الدواعش المجرمين نيابة عن الإنسانية والعالم أجمع، وهم يحررون تباعا مدينة الموصل في محافظة نينوى، حاضرة التأريخ والممتدة إلى آلاف السنين حيث انتهك فيها الدواعش ما لا يخطر على بال إنسان من المحرمات"، مؤكداً أن "العراق سيزف للعالم أجمع تباشير تحرير العراق كاملا وسحق عصابات الظلام والهمجية إلى غير عودة".

واسترسل نائب رئيس البرلمان، أنه برغم أن "التضامن والتعاطف مع العراق يفرح العراقيين ويجعلهم يشعرون حقا بالانتماء الصادق للأسرة الإنسانية، لكن في مثل ظروف العراق ما نحتاجه أبعد وأعمق من التضامن والتعاطف، نحتاج إلى فعلٍ مؤثر وعمل منتج لأن عوائد ذلك ستكون لنا جميعا، ولأجيالنا القادمة"، مطالباً المشاركين "العمل معنا على استقرار العراق والعالم ففي ذلك خيرنا وفلاحنا جميعا".

وكان الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس مجلس النواب، آرام شيخ محمد، وصل إلى مدينة جنيف السويسرية، الأحد الماضي، الموافق (الـ23 من تشرين الأول 2016 الحالي)، للمشاركة في أعمال الدورة 135 للمؤتمر العام لاتحاد البرلمانات الدولي (IPU)، الذ يعقد بحضور ألف برلمانى من مختلف دول العالم منهم 100 رئيس برلمان، ويضم الوفد العراقي مجموعة من أعضاء المجلس من مختلف الكتل واللجان المختصة، إضافة إلى الأمين العام للمجلس.

و الاتحاد البرلماني الدولي Inter Parliamentary Union منظمة دولية تتألف من شعب تمثل المجالس البرلمانية في العالم، ويرجع تاريخ المنظمة إلى عام 1899، عندما انعقد في باريس بمبادرة من وليم راندل كريمر من بريطانيا وفريديريك باسي من فرنسا أول مؤتمر برلماني للتحكيم الدولي، حضره مندوبون من تسعة بلدان، وفي عام 1894 تأسست منظمة دائمة لها نظامها الأساس وأمانتها الدائمة باسم الاتحاد البرلماني الدولي، ومنذ ذلك الحين، وعلى الرغم من التطورات الكبيرة التي شهدها العالم، ومنها الحربان العالميتان، يواصل الاتحاد أنشطته موسعاً بالتدريج مجالات عمله ومكيفاً وسائله مع الظروف المتغيرة.

   يهدف الاتحاد البرلماني الدولي إلى تنمية الاتصالات الشخصية بين أعضاء جميع البرلمانات التي تؤلف شُعباً وطنية والجمع بينهم للقيام بعمل مشترك لضمان إسهام دولهم إسهاماً تاماً في دعم المؤسسات التمثيلية وتطويرها وتنمية العمل من أجل السلام العالمي والتعاون الدولي ولاسيما عن طريق مؤازرة أهداف الأمم المتحدة. وتحقيقاً لهذه الغاية يعبر الاتحاد البرلماني الدولي عن رأيه في جميع المسائل الدولية التي يمكن تسويتها بالعمل البرلماني، ويقدم المقترحات لتطوير المؤسسات البرلمانية بهدف تحسين سير أعمالها.