اخبار العراق الان

لماذا لا يستغل نتنياهو علاقته ببوتين لإحباط المبادرات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة؟

لماذا لا يستغل نتنياهو علاقته ببوتين لإحباط المبادرات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة؟
لماذا لا يستغل نتنياهو علاقته ببوتين لإحباط المبادرات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة؟

2016-10-26 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين


علينا ألا ننسى أن الدولة الأكثر صداقة لإيران في العالم هي روسيا. فمن بين الدول الست الموقعة على الاتفاق النووي (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) روسيا هي التي تقود الجهود والموارد لترميم مكانة إيران في العالم. وكتعويض على السياسة التصالحية تجاه إيران، منح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، إسرائيل 38 مليار دولار.

نتنياهو الذي يقيم مع بوتين علاقات صداقة قلق وبحق من مبادرة سلام فرنسية

حول ماذا يتحدث رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وماذا يخبر كل منهما الآخر، وعلى ماذا يطلعه؟ وهل أوضح بوتين في المحادثة الهاتفية الأخيرة، التي تمت في الأسبوع الماضي، لنتنياهو لماذا أيدت روسيا وصوتت إلى جانب قرار اليونيسكو الذي نص على أنه لا توجد علاقة للشعب اليهودي مع حائط المبكى (حائط البراق)؟ وبوتين، كما هو معروف، يتطلع ويسعى إلى تحقيق مكانة الدولة المؤثرة والرائدة لروسيا على الساحة الدولية. إذاً فكيف يحصل أنه في الطريق، إلى مكانة كهذه، يقوم بوتين بضم روسيا إلى مجموعة الدول التي صوتت إلى جانب قرار يثير الزيف الكامن فيه الخجل حتى لدى المعادين للسامية على مدى العصور؟  لقد اعتذر رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي لأن بلاده قد امتنعت عن التصويت في اليونيسكو. كما أن المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ارينا بوكوبا قد أبدت خجلها وهي تحاول تليين التشويه الفظيع الموجود في القرار. إلا أن صديق نتنياهو، فلاديمير بوتين، لا يتأثر ويشعر أنه مرتاج جداً لتأييد روسيا للقرار المعادي للسامية.  ربما يكون الرئيس الروسي قد أوضح في المحادثة الهاتفية لرئيس حكومة إسرائيل السبب الذي دفع سفيره في الأمم المتحد فيتالي تشوركين، خلال النقاش غير الرسمي الذي جرى في مجلس الأمن حول المستوطنات، إلى إلقاء واحد من أشد الخطابات وأقساها ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية؟ إن روسيا دولة عظمى تعاني من عزلة دولية بمستوى وبدرجة لا تسبقها فيها سوى كوريا الشمالية. كما أن بوتين هو رئيس دولة منبوذ يمتنع رؤساء الدول الغربية عن إجراء أي لقاء معه بشكل علني. والرئيس الروسي نفسه يعرف جيداً سمعته المريبة، ولذلك قرر على ما يبدو أنه لا يوجد لديه ما يفعله في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الشهر الماضي وعليه فإنه من الأفضل التغيب عن هذا الحدث العالمي الذي شارك فيه أكثر من مائة رئيس دولة وحكومة.  رئيس الحكومة، الذي يقيم مع بوتين علاقات صداقة، قلق وبحق من مبادرة سلام فرنسية (محتملة) في مجلس الأمن، ولديه شك في أن الولايات المتحدة الأميركية ستستخدم حق النقض (الفيتو) لإفشال المبادرة. ولكن روسيا تمتلك أيضاً حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. والسؤال الذي يجب طرحه هنا هو: لماذا لا يستغل رئيس الحكومة علاقاته الطبية مع بوتين ليطلب منه أن يصدر تعليماته لسفيره في الأمم المتحدة لإحباط أية مبادرة ضد إسرائيل عن طريق استخدام حق النقض (الفيتو)؟  إن روسيا شريكة وداعمة، بشكل أوتوماتيكي، لأية مبادرة مناهضة لإسرائيل في أورقة الأمم المتحدة، ولا يمكن هنا تذكّر أية حالة حاولت فيها روسيا احباط أو رفض أية قرارات ضد إسرائيل. فهل أوضح الرئيس بوتين في محادثته الهاتفية مع رئيس الحكومة الدوافع القائمة خلف هذه السياسة الروسية المثابرة المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة؟ علينا ألا ننسى أن الدولة الأكثر صداقة لإيران في العالم هي روسيا. فمن بين الدول الست الموقعة على الاتفاق النووي (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) روسيا هي التي تقود الجهود والموارد لترميم مكانة إيران في العالم. وكتعويض على السياسة التصالحية تجاه إيران، منح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، إسرائيل 38 مليار دولار. وخلال زيارته المرتقبة لإسرائيل في الشهر القادم، سيبحث رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف مع نتنياهو موضوع توثيق العلاقات بين الدولتين، ويبقى لنا أن نأمل في إطار تعويض كهذا أن تقوم روسيا بتخفيف دعمها لإيران، والتي حسب أقوال نتنياهو هي العدو الأكبر والأخطر الذي يهدد إسرائيل.


ترجمة: مرعي حطيني

المصدر: معاريف