اخبار العراق الان

عبد اللطيف بن اموينة: عن الزمن الضائع  في المغرب

عبد اللطيف بن اموينة: عن الزمن الضائع  في المغرب
عبد اللطيف بن اموينة: عن الزمن الضائع  في المغرب

2016-12-06 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


 

 عبد اللطيف بن اموينة

هل تستتجيب الحكومة المقبلة الجديد لطموح الأغلبية الصامتة هل تجد الآمال المعلقة على هذا الجنين السياسي القادم؟ الطريق سالكا أم أن قطاع الطرق  سيتصدون لاحلام الملايين من المغاربة

عاشت البلاد طيلة شهرين على إيقاع التردد والمناورة السياسية  الانتهازية المفرطة  للأحزاب السياسية التي باتت تتشابه في سلوكها ومواقفها حد العمى إنها للأسف الشديد تمارس نفس اللعبة المكرورة

مند سنوات طويلة أصبحت السياسة  والسياسيين عبئا كبيرا على كاهل الوطن  فالشعبوية المفرطة وغياب الأجوبة وتراكم القضايا  الحارقة والتطرف الذي يكتسي صبغة لاعقلانية زاد من تعقيد نظرة جيل بأكمله الذي امتلأ دهنه بالشكوك واليأس وغياب الأمل في منتصف الطريق الشائك نحو الديمقراطية جاء الأعيان وانهوا المعركة لصالحهم

 اليوم تتصدر هده الفئة المؤسسات الحزبية والسياسية والتمثيلية جاؤوا من عالم الريع والامتيازات وشبكات الزبونية الملتوية  ففي مناخ انعدام المساءلة ولامبالاة المجتمع  وانتهازيته أحيانا والموت التدريجي للضمير الأخلاقي سيطروا على كل مداخل الثروة وأصبح الوطن رهينة في أيديهم

حينما نرى كيف يبددون تلك الثروات الفاحشة في حياتهم المرفهة حد التخمة وكيف يتصرف أبناؤهم وسلالاتهم المتشعبة في الحياة الاجتماعية تستيقظ ألامنا الدفينة المنسية ويتورم الجرح الطبقي الغائر بين أضلعنا تصدمنا الحقائق المروعة ونتذكر بؤس الكثير من الساكنة منهم من يموت فوق سرير بارد في المستشفيات العامة دون أن يلتفت إليه احد ومن يقطع المسافات منهكا من اجل جرعة ماء نادرة ومن تغرق أقدامه في الأوحال بحثا عن حروف وكلمات ضائعة في مدارس بئيسة تفتقر إلى أدنى الشروط الأساسية

من يستطيع تحمل كل هده الاهانات والضجيج والألعاب الرخيصة المثيرة للغثيان

  من الضروري الآن  بعد ميلاد حكومة الانتظار ، أن تتوارى الكائنات القديمة التي باتت أيديها أكثر سوادا في تدبير الشأن العام و أن يستعيد الشباب موقعه ضمن الحقل السياسي والثقافي وفق رؤية جديدة مواطنة ومتفائلة

هناك مرحلة انتظار قاسية عمرت طويلا وكانت خسارتها فادحة ومهولة في كل القطاعات بؤس اجتماعي عميق واحتضار النظام التعليمي و أزمة ثقة في العمل السياسي والمؤسساتي واختلال واضح  في معدلات التنمية والحكامة هدا مجرد تشخيص بسيط

مر زمن طويل زمن ضائع تقريبا فقدت الأشياء معناها الحقيقي والنبيل كان مجرد التفكير في دلك يصيب المرء بالوجع والأرق

لدلك نطلق من أعماقنا هدا التساؤل المشروع هل تستعيد السياسة في وطننا بريقها ونقائها في لحظة ما علها تنسينا كل دلك الزمن الضائع الذي  كانت الأغلبية الساحقة من ضحاياه وكما يقال لقد انتهت اللعبة وعلى النخب أن تقدم الحساب اليوم وان تحتكم إلى القوانين الاجتماعية الصارمة وليس إلى منطقها الاعتباطي السخيف والمنغلق حول نفسه

من يتابع حراك الكثير من الشرائح والفئات من المهمشين والمظلومين والشباب الحر يضع يده على قلبه ويشعر بشيء الارتياح يسري في عروقه لكن هل يمكن لهدا الارتياح النفسي العابر أن يمنح الضمانات الواقعية في مغرب جديد يتساوى فيه المغاربة جميعا أمام القانون ويمكنهم من أن ينعموا أخيرا بحقوق المواطنة كاملة

نتمنى أن نفتح صفحة جديدة من دون الم أو ظلم آو تسيب نتمنى ألا نتذكر أبدا كل دلك الزمن الضائع .

شاعر وناقد اعلامي من المغرب