اخبار العراق الان

إعادة تأهیل بارجة " خارک " الضخمة دون معونة أجنبیة + صور وفیدیو

إعادة تأهیل بارجة
إعادة تأهیل بارجة " خارک " الضخمة دون معونة أجنبیة + صور وفیدیو

2016-12-07 00:00:00 - المصدر: وكالة تنسيم


أضخم بارجة في منطقة غرب آسيا تظهر بحلة جديدة بفضل جهود الخبراء المحليين الإيرانيين لتدافع عن حياض الوطن وتقر الأمن والاستقرار في المياه الإقليمية والدولية وهي تحمل رسالة سلام واقتدار، وهناك أخبار بأن مهمتها الأولى بعد التأهيل ستكون في المياه المحاذية للقارة الأوروبية.

تسنيم / خاص

تقرير: حسين دليريان - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول القابليات العسكرية الفائقة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تمكن الفريق الإعلامي التابع لهذه الوكالة من تحقيق سبق صحفي عن طريق التواجد المباشر في مختلف المناطق الصناعية والمواقع العسكرية بشتى نواحي البلاد لبيان جانب من الإنجازات العظيمة لكافة قطعات الجيش وحرس الثورة الإسلامية عن طريق نشر معلومات جديدة لم تنشر سابقاً في أي من وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

وأفاد الفريق الإعلامي المختص بالملف العسكري في وكالة تسنيم أن بارجة " خارك " تعد أضخم البوارج الحربية في منطقة غرب آسيا حيث يبلغ وزنها 33 ألف طن، وقد خضعت طوال عامين لأعمال الصيانة وإعادة التأهيل بجهود محلية بالكامل ودون الحاجة إلى أي بلد أجنبي، بل وحتى لم تكن هناك حاجة إلى الاعتماد على خبرات البلد المصنع لها.

وكما أشرنا في التقارير الآنفة فإن الفريق الإعلامي لوكالة تسنيم تمكن من إنجاز سبق صحفي وتفقد أضخم منطقة صناعية للقوات البحرية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية، وفي هذا التقرير سيتم تسليط الضوء على أحد الإنجازات العظيمة التي تبهر العالم بأسره ألا وهو إعادة تأهيل أضخم بارجة في منطقة غرب آسيا " خارك ".

عندما يدخل الإنسان في المنطقة الصناعية التابعة للقوة البحرية يجد نفسه في مدينة عظيمة مترامية الأطراف ويرى فيها إمكانيات هائلة لدرجة أنها تؤمن الطاقة الكهربائية لمدينة بندر عباس بأسرها، وفي جانب من هذه المنطقة هناك بارجة عظيمة تستقطب الأنظار، إنها بارجة " خارك " الأكبر من نوعها في المنطقة بأسرها حيث كانت راسية هناك لعدة أشهر بغية إصلاح بعض قطعاتها وصيانة الأخرى وإضفاء تقنيات حديثة عليها لتظهر بحلة جديدة وقابليات أكثر تطوراً مما كانت عليه سابقاً.

هذه البارجة الضخمة تمتلك خصائص فريدة من نوعها في جميع جوانبها فهي كما ذكرنا تزن 33 طناً وبإمكانها تقديم الدعم اللوجستي لثلاث وحدات عسكرية في عمق البحار وتزويدها بالوقود والذخيرة الحربية ومختلف المعدات الضرورية الأخرى، كما لها القابلية على حمل ثلاث مروحيات وأكثر من 500 مقاتل، وطولها يبلغ 200 م لذا بما أن المنطقة الصناعية التي رست فيها لم يشيد فيها مرسى لاستقبال هكذا سفينة بحرية ضخمة فقد قام الخبراء المتخصصون بتشييد مرسى خاص بها لكي تستقر فيها وتجرى عليها عمليات الصيانة الخاصة.

يمكن لبارجة " خارك " حمل أكثر من 17 ألف طن من الوقود وحمل مواد غذائية وتخزينها لمدة ستة أشهر كما أنها قادرة على السير حول الأرض في مسار خط الاستواء لمرتين ونصف بشكل متواصل ودون توقف.

منذ عام 2009 م وحتى 2013 م قامت هذه البارجة بثمانية مهام أساسية أوكلت لها في مناطق نائية حيث يبلغ العدد الإجمالي لهذه المهام 720 يوماً ولكنها قبل سنتين دخلت مرحلة الصيانة وإعادة التأهيل وسوف تعود في القريب العاجل إلى الخدمة ويقول بعض المطلعين إن أول مهمة لها ستكون في المياه الإقليمية للقارة الأوروبية.

وقد تمكنا من الصعود على متنها وفور وصولنا استقبلنا قبطانها مع بعض التقنيين وأعرب عن استعداده للإجابة عن أسئلتنا واستفساراتنا حول البارجة، فطلب منا الذهاب معه ولكن لم نكن ندري إلى أين فنزلنا عدة طوابق في قلب بارجة " خارك " حتى وصلنا إلى محركها فشاهدنا المهندسين والخبراء المختصين يجرون أعمال الصيانة على محركها الكبير، وأخبرنا القبطان بأنها مزودة بخزاني تبخير يؤمنان الطاقة لها وهذه ميزة خاصة لا تتوفر في الكثير من البارجات المتطورة، وفي كل خزان يتم جمع أكثر من 11 طناً من الماء وإثر تبخيره تتزود البارجة بالطاقة اللازمة لها عن طريق حركة التوربينات الضخمة، وحسب ما أخبرنا التقنيون فيها فإن هذين الخزانين في غاية التعقيد والدقة وقد تعرضا لخلل إثر كثرة الاستهلاك لسنوات متمادية لذلك اتخذ قرار بإعادة تأهيلهما وصيانتهما بشكل أساسي، والمثير للفخر والاعتزاز أن هذه العمليات الهامة تجرى على البارجة دون معونة أي طرف أجنبي وبما في ذلك البلد المصنع لها، والأروع من كل ذلك أن القطعات الهامة التي تم استبدالها كلها محلية الصنع ولم يضطر خبراؤنا لاستيراد أية قطعة كانت صغيرة أو كبيرة.

خرجنا من غرفة المحرك ودخلنا في دهاليز ضيقة بباطن البارجة حتى وصلنا إلى مكان مليء بالمعدات والأجهزة الدقيقة، فشاهدنا خزانات بخار أخرى، ولما سألنا عنها قيل إنها خزانات احتياطية يعتمد عليها إلى جانب الخزانين الأصليين، وذلك أنها تعمل في بادئ الأمر لتشغيل الخزانين الكبيرين، وهي الأخرى كانت خاضعة لأعمال الصيانة بأيادي المتخصصين الإيرانيين الذين أجروا تصليحات عليها واستبدلوا بعض قطعاتها الهامة بالاعتماد على الصناعة المحلية.

وعلى مقربة من هذه الخزانات شاهدنا جهازين لتوليد الطاقة الكهربائية إذ لهما القابلية على إنتاج 500 كيلو واط من الطاقة وهما الآخران كانا تحت عمليات الصيانة وإعادة التأهيل، إضافة إلى ذلك فبارجة " خارك " الضخمة مزودة بأربعة أجهزة لتوليد الطاقة المتناوبة وبإمكانها تأمين 6000 واط وهي الأخرى كانت خاضعة للتصليح والصيانة وتم تغيير العديد من قطعاتها واستبدالها بقطعات جديدة إيرانية الصنع.

ومن جملة القطعات التي تفقدناها في هذه البارجة العظيمة، منظومة الأمان والسيطرة حيث كانت معطلة عن العمل طوال سبع سنوات ومهمتها تدقيق مختلف معدات البارجة بشكل متواصل لذا فإن حدوث عطل فيها أسفر عن تعقيد مهام التقنيين المختصين بالصيانة طوال تلك السنوات وذلك أنهم كانوا مضطرين للبحث عن مكامن الخلل في مختلف القطعات لكي يتمكنوا من تشخيص المكان الدقيق عن طريق البحث العيني ودون مساعدة أية منظومة إلكترونية، ولكن الحال قد تغير اليوم بعد أن تمكن الخبراء من إصلاح ما يمكن إصلاحه واستبدال القطعات التالفة لإعادة تأهيل هذه المنظومة الحساسة المعقدة.

التجول في المنطقة المحاذية لغرفة المحرك صعب للغاية نظراً لضيق المكان وحراة الجو، ولكن مع ذلك ذهبنا إلى هناك وشاهدنا 16 منفذاً لدخول ماء البحر حيث يتراوح قطر كل واحدة منها بين 200 ملم إلى 800 ملم ووظيفتها إدخال الماء من البحرللتوازن، وهي الأخرى كانت خاضعة لأعمال الصيانة.

كما أن الأنظمة الإلكترونية والرقمية للبارجة كانت خاضعة للصيانة والتطوير وهذا الأمر يعد إنجازاً عظيماً بحد ذاته إذ لم تكن سابقاً تمتلك هذه التقنية الحديثة مما يسهل مهمة القبطان والطاقم في التواصل مع بعضهم.

إن بارجة "خارك " ضخمة جداً وفيها الكثير من القطعات والمعدات التي لا يمكن تفقدها وكسب معلومات عنها طوال ساعات عديدة، لذلك كنا بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير ولكن مع هذا بذلنا قصارى جهودنا لمعرفة ما أمكننا معرفته عنها، ولكن الأمر الذي ثبت لنا بالدليل القاطع أن القابليات المحلية تقوم بإنجازات عظيمة لا يمكن وصفها بالقلم والكتابة فهذه البارجة التي تعد الأكبر من نوعها في منطقة غرب آسيا سوف يتم تأهيلها قريباً وتطويرها بجهود محلية بحتة دون الاعتماد على أية جهة أجنبية وبما في ذلك البلد المصنع.

وللاطلاع على الجزء الأول والثاني من سلسلة تقارير تسنيم حول انجازات وقدرات القوة البحرية للجيش الإيراني، يرجى النقر هنا  وايضا على هذا الرابط. ولمعرفة المزيد حول قدرات البحرية الإيرانية يرجى متابعة تقارير تسنيم خلال الايام القادمة.

/ انتهى /