اخبار العراق الان

يوميات حلب47.. حلب الشرقية.. المعارضة تلفظ أنفاسها مستجديةً!

يوميات حلب47.. حلب الشرقية.. المعارضة تلفظ أنفاسها مستجديةً!
يوميات حلب47.. حلب الشرقية.. المعارضة تلفظ أنفاسها مستجديةً!

2016-12-08 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو – أربيل

القوات السورية حققت في الساعات الأخيرة تقدماً ملموساً ضد فصائل المعارضة في حلب القديمة وحلب الشرقية، حيث سيطرت على كامل حلب القديمة حول القلعة والجزء الأكبر من الأحياء الشرقية، بينما انسحبت فصائل المعارضة نحو الجنوب الشرقي للمدينة، مخلفة وراءها العديد من أشلاء المدنيين والمسلحين، بينما تقوم القوات الحكومية وحلفاؤها بتمشيط حلب القديمة التي تقع وسط حلب الشرقية.
تحت ضربات القوات الحكومية وحلفائها تقهقرت فصائل المعارضة مولية الأدبار، حيث لم يبق لها إلا النزر القليل من الأحياء والمساحات الضيقة التي لا تستطيع من خلالها المناورة، فاضطرت تطلب هدنة لمدة خمسة أيام لإخراج ما يقارب الـ700 مريض وجريح من أقبية الأحياء التي بحوزتها، بعد أن سمحت للمدنيين بالخروج إلى منطقة أعزاز حيث تسيطر المعارضة، ووفقاً للمصادر المحايدة فقد نزح حتى الساعة ما يقارب الـ80 ألفاً من مدنيي حلب الشرقية باتجاه حلب الغربية والأحياء التي بحوزة الوحدات الكوردية.

روسيا الآمرة الناهية في سوريا رفضت مبادرة المعارضة بصدد الهدنة، حيث رأت في تلك الهدنة استجماعاً لقوى المعارضة، لأن تلك المعارضة بحسب الخارجية الروسية لطالما استفادت من الهدن السابقة، ولم تعر تلك المعارضة أي اهتمام بالوضع الإنساني المزري للمدنيين الذين حسب المصدر ذاته كانت تتخذهم كرهائن ودروعاً بشرية، موظفةً معاناتهم الإنسانية لصالحها ليس إلا.

من جانبها دعت ست دول غربية من ضمنها أمريكا، كلاً من روسيا وإيران إلى الضغط على النظام السوري لوقف إطلاق نار فوري في حلب الشرقية، داعيةً إلى إعطاء الأولوية القصوى لإدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب الشرقية، ومساعدة أولئك النازحين الذين فروا من أتون القتال، إلا أن احتمال وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة بحسب المراقبين سيكون ضرباً من الفانتازيا، لأن الوتيرة التي تمضي بها القوات الحكومية نحو استعادة كامل حلب الشرقية تسير نحو النهاية التي ينشدها الأسد، عندما أعلن الرجل ليلة أمس أن استعادة كامل حلب هي بداية استعادة كامل سوريا من أيدي الإرهابيين حسب قوله.

روسيا وأمريكا من جانبهما عادتا إلى جادة الدبلوماسية من أجل حلب الشرقية، وحسب قول الدبلوماسيين الروس فإن تبادلاً مكثفاً للوثائق المتعلقة بوضع حلب قد جرى بين الدولتين العظميين، وأضاف المصدر الروسي أن الجانبين على وشك التوصل إلى تفاهم مشترك بعيداً عن المبالغات في التفاؤل، حيث يقتضي التفاهم على مغادرة مسلحي فصائل المعارضة في سلام، بعدما توعدهم سيرغي لافروف بالويل والثبور إن هم لم يسلموا أنفسهم أو ثابروا على القتال. 

حسب المراقبين الإقليميين والدوليين فإن سيناريوهات ما بعد استعادة كامل حلب على أيدي القوات الحكومية، تتجه بوصلة الحكومة السورية نحو محافظة إدلب، لأن روسيا حسب أولئك المراقبين تراهن على عدم ممانعة ترامب في تعاونها ضد ما يسمى الإرهابيين، وعند استعادة إدلب من أيدي المعارضة، سوف تتفرغ القوات الحكومية والحليفة لمعركة الرقة ضد داعش، إلا أن الاستراتيجيات التي أفرزت التفاهمات المرحلية بين الفسطاطين في الأشهر المنصرمة قد تنقلب إلى سياسات تناحرية تقلب الطاولة رأساً على عقب، وتعيد جميع الأطراف إلى المربع الأول، وتدخل السياسة الدولية مرة أخرى إلى خنادق الاستنزاف وربما المواجهة التي طال انتظارها بين القيصر الروسي والكلادياتور الأمريكي.