اخبار العراق الان

اردوغان يدعو جميع الاطراف الى احترام اتفاق وقف النار في حلب للسماح بمواصلة عملية الاجلاء من الاحياء الشرقية في المدينة

اردوغان يدعو جميع الاطراف الى احترام اتفاق وقف النار في حلب للسماح بمواصلة عملية الاجلاء من الاحياء الشرقية في المدينة
اردوغان يدعو جميع الاطراف الى احترام اتفاق وقف النار في حلب للسماح بمواصلة عملية الاجلاء من الاحياء الشرقية في المدينة

2016-12-16 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


اسطنبول – حلب- أ ف ب – د ب أ – دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة جميع الاطراف الى احترام وقف اطلاق النار في حلب للسماح بمواصلة عملية الاجلاء من الاحياء الشرقية في المدينة.

وكتب اردوغان في سلسلة تغريدات على موقع تويتر “اناشد جميع الاطراف والمجتمع الدولي احترام اتفاق الهدنة ودعم تنفيذ عملية الاجلاء“.

واضاف ان “الهدنة التي تفاوضت تركيا في شانها في حلب واستمرار عمليات الاجلاء هي الامل الاخير المتبقي للابرياء“.

وعمليات الاجلاء من شرق حلب جزء من وقف إطلاق النار الذي كان موضع تفاوض بين موسكو وانقرة، ودخل حيز التنفيذ الخميس بعد محاولة اولى فاشلة الاربعاء.

ومع ذلك، تم تعليق العمليات الجمعة من قبل النظام السوري الذي يتهم المعارضة بعدم احترام بنود الاتفاق.

كما كتب اردوغان ان “سكان حلب ليسوا وحدهم”، مضيفا “سنبذل كل ما في وسعنا لانقاذ ارواح بريئة“.

وكان قد قال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى إن استئناف عملية اجلاء المسلحين وعائلاتهم والمدنيين من أحياء حلب الشرقية ستكون فور وصول الحافلات التي ستقل المرضى والجرحى وعائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة من ريف ادلب الى مدينة حلب.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) اليوم الجمعة أن ” العمل يجري حاليا على انجاز الترتيبات النهائية لإرسال الحافلات التي تتجاوز الـ 200 إضافة الى عدد من سيارات الاسعاف من مدينة حلب باتجاه الريف الجنوبي الغربي الحلبي ومنها الى بلدتي كفريا والفوعة”.

وتوقع المصدر إنجاز العملية غدا السبت في حال لم تظهر أي عراقيل جديدة .

وكانت مصادر واسعة الاطلاع في المعارضة السورية كشفت لـ د ب أ عن عودة تنفيذ الاتفاق بين النظام السوري وفصائل المعارضة لإخراج المسلحين وعائلاتهم ومن يرغب من المدنيين من احياء حلب الشرقية مقابل خروج المرضى والجرحى وعائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة في ريف ادلب.

وقالت المصادر إن الاتفاق معلق لحين وصول أهالي كفريا والفوعة إلى مدينة حلب والتي من المنتظر ان يكون ليل الجمعة السبت . وقالت مصادر محلية في بلدتي كفريا والفوعة لـ د ب ا إن “الجرحى والمرضى لا زالوا ينتظرون وصول الحافلات التي ربما تصل مساء اليوم الجمعة “.

يذكر أن بلدتي كفريا والفوعة يزيد عدد سكانهما عن 40 الف نسمة وأغلبهم من الشيعة الموالين للنظام السوري .

وقال مسؤول في الهلال الاحمر السوري ان عدد الذين سوف يغادرون بلدتي كفريا والفوعة حوالي 15 ألف شخص .

وعلق الجيش السوري الجمعة عملية اجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من شرق مدينة حلب التي دمرتها المعارك معلنا ان السبب هو “عدم احترام المسلحين لشروط” الاتفاق الهادف الى اخراج الاف السكان العالقين في ظروف مأسوية.

سياسيا، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طوكيو الجمعة ان “المرحلة المقبلة” لسوريا ستكون “وقفا لاطلاق النار على كل الاراضي”.

وقال بوتين حليف الرئيس السوري بشار الاسد “نجري مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، خصوصا بفضل وساطة تركيا”.

بدأت عملية الاجلاء الخميس على ان تستمر اياما عدة يمكن بعدها للنظام السوري اعلان استعادة المدينة باكملها وتسجيل اكبر انتصار منذ اندلاع النزاع في 2011.

واتهم الجيش السوري المقاتلين بخرق الاتفاق الذي رعته تركيا وروسيا واتاح خروجهم من المدينة مع عائلاتهم بعد معارك ضارية.

وقال مصدر عسكري ان العملية “لم تنته، بل علقت (…) المسلحون خرقوا مضمون الاتفاق”.

وعزا المصدر تعليق العملية الى “اطلاق نار، ومحاولة اخذ مخطوفين (معهم من حلب الشرقية) ومحاولة تهريب اسلحة متوسطة في حقائب”.

وعند معبر الراموسة الذي تسيطر عليه القوات الحكومية السورية، سمع صوت اطلاق نار قبل الظهر فاضطرت سيارات الاسعاف والحافلات التي كان يفترض ان تنقل مزيدا من الاشخاص من الاحياء التي لا يزال يتحصن فيها مسلحون الى العودة خالية.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا اليزابيث هوف “طلب من موظفي الصليب الاحمر والهلال الاحمر ومن منظمة الصحة العالمية (وهي الجهات المشرفة على عمليات الاجلاء) مغادرة الموقع″، من دون تلقي تفسير لذلك.

واعربت هوف عن قلقها على مصير المدنيين العالقين في حلب. وقالت “هناك اعداد كبيرة من النساء والاطفال دون الخامسة من العمر يجب ان يخرجوا (…) هؤلاء يجب ان يعودوا الى منازلهم بعد وقف المعارك وهذا يقلقنا كثيرا لاننا نعرف مدى معاناتهم”.

– آخر الجيوب –

وكان الجيش الروسي اعلن في وقت سابق انتهاء عمليات اجلاء المقاتلين وعائلاتهم، وان الجيش السوري يقوم بتصفية “اخر الجيوب المقاومة” في حلب.

من جهته، قال مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس انه لا يزال نحو 40 الف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 الى 5000 مقاتل مع عائلاتهم.

ومنذ الخميس، تم اجلاء نحو 8500 شخص بينهم 3 الاف مقاتل نحو اراض تسيطر عليها فصائل المعارضة وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقالت وسائل الاعلام السورية ان العدد بلغ نحو 8 الاف.

واكد احمد الدبيس الذي يقود وحدة اطباء ومتطوعين ينسقون اجلاء الجرحى ان 250 جريحا على الاقل اخرجوا من المدينة وان بعضهم نقل الى تركيا.

وعزا مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن تعليق عملية الاجلاء الى عرقلة بعض الفصائل المقاتلة اخراج الجرحى من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما في محافظة ادلب المجاورة.

وكان اخراج الجرحى احد شروط الاتفاق حول حلب.

وفي حلب، ارغمت ميليشيات شيعية موالية للنظام موكبا من اكثر من 800 شخص تم اجلاؤهم على العودة الى حي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة.

وقبل تعليق عملية الاجلاء، قامت سيارات اسعاف وحافلات امنتها السلطات السورية بالانتقال طوال الليل بين حلب ومناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في مناطق اخرى في ريف حلب.

وقال الدبيس انه الى جانب الحافلات وسيارات الاسعاف التي ارسلتها الدولة، خرج بعض سكان شرق حلب بسياراتهم الخاصة الى خان العسل الى الغرب من حلب.

واضاف الدبيس الموجود في خان العسل التي يتجمع فيها القادمون ان “العديد من العائلات تصل مع اغراضها بشاحنات صغيرة (…) انهم يتجمعون هنا ثم يتوجهون الى مخيمات او اصدقاء او اقرباء في المنطقة”.

– اجتماع لمجلس الامن –

وبعد حصار استمر اكثر من اربعة اشهر، سمح هجوم واسع وعنيف بدأ قبل شهر للجيش السوري وحلفائه باستعادة اكثر من تسعين بالمئة من الاحياء التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب منذ تموز/يوليو 2012.

وتأتي عملية الاجلاء في اطار اتفاق تم التوصل اليه برعاية تركية روسية لاجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، اثر هجوم واسع لقوات النظام السوري ضد الاحياء الشرقية استمر شهرا.

وتعتبر محافظة ادلب المعقل الاخير المهم للفصائل المسلحة التي لم تعد تسيطر الا على القسم الاكبر من محافظة درعا الجنوبية ومناطق قريبة من دمشق يحاصرها النظام.

وعانى سكان حلب خلال المعارك التي استمرت شهرا ظروفا مأسوية تحت وابل من الصواريخ والبراميل المتفجرة. وقتل خلال هذه الفترة مئات من المدنيين ودفع الحصار والجوع اكثر من مئة الف الى الهرب من المدينة التي تحولت الى خراب امام اعين المجتمع الدولي العاجز.

وكان التدخل الروسي في 2015 اتاح لقوات النظام السوري استعادة زمام المبادرة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة “نجري مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، خصوصا بفضل وساطة تركيا”، معلنا ان “المرحلة المقبلة” لسوريا ستكون “وقفا لاطلاق النار على كل الاراضي السورية”.

واضاف “اتفقنا في اتصال هاتفي مع (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان ان نقترح على مختلف اطراف النزاع مكانا جديدا لمحادثات سلام، قد يكون عاصمة كازاخستان استانا”.

ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا عاجلا الجمعة لمحاولة التوصل الى نشر مراقبين دوليين للاشراف على اجلاء المدنيين والمقاتلين من من حلب.