اخبار العراق الان

يوميات حلب72.. حلب الشرقية.. تحت التهديد التركي تتجه المعارضة إلى الأستانة!

يوميات حلب72.. حلب الشرقية.. تحت التهديد التركي تتجه المعارضة إلى الأستانة!
يوميات حلب72.. حلب الشرقية.. تحت التهديد التركي تتجه المعارضة إلى الأستانة!

2017-01-15 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو – أربيل

لم يبق للمعارضة السورية في شأن حرية اتخاذ القرار أو المناورة حيال الصراع مع الحكومة أي مساحة من شأنها فرض رؤيتها، بل باتت تركيا سيدة الموقف في ملف المعارضة، تلك المعارضة و"أقصد المسلحة منها" التي سلمت أمرها للسلطان العثماني  أردوغان الذي يسيّر الفصائل المسلحة وفق مصالحه وأجنداته، فقد أصبحت تلك الفصائل منذ بدء عملية درع الفرات مطيّةً طيّعةً للركب التركي، استطاع السلطان أردوغان أن يستخدم تلك الفصائل في جميع مناوراته السياسية مع روسيا والمحيط الإقليمي.
الاجتماع الأخير للفصائل المسلحة في أنقرة مع المسؤولين الأتراك تخلله حسب المراقبين تهديد تركي صريح لتلك الفصائل إذا هي لم توافق على الذهاب إلى مؤتمر الأستانة الذي يهدف إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة، والتهديد بحسب المراقبين جاء على شكل معادلة العصا والجزرة، فإذا رفضت الفصائل المسلحة متمثلةً بقادتها الذهاب إلى مؤتمر الأستانة، فسوف يُطرد ممثلوها من الأراضي التركية، ليس هذا فحسب، بل ستقطع عنها الإمدادات وتغلق في وجهها الحدود، وإن وافقت الفصائل على الذهاب إلى مؤتمر الأستانة، فسوف تُفتح في وجهها الآفاق التركية وستحظى بدعم تركي-روسي غير مسبوق للحصول على حصتها من الكعكة السورية.

الفصائل المسلحة بحسب المراقبين وافقت مرغمةً تحت التهديد التركي، بعدما تلقت إشارة الموافقة من الهيئة العليا للمفاوضات التي اجتمعت من أجل القضية ذاتها في رياض السعودية، فقد اتبعت الهيئة البراغماتية في تلقّي الضغط التركي والتوجيه نحو أفق أرحب إلى جنيف جديدة في الشهر القادم برعاية الأمم المتحدة، بمعنى استيعاب الصدمة التركية بالذهاب إلى مؤتمر الأستانة، ومن ثم تفريغ نتائجه في مؤتمر جنيف الذي سيكون أشمل حضوراً ونتائجَ بالمحصلة النهائية فيما يخص المعارضة والملف السوري عموماً.

في الجانب الآخر من اللوحة السورية الرمادية، فإن اشتباكاً سياسياً يجري الآن بين إيران وتركيا بصدد التقارب الحميم بين القيصر بوتين والسلطان أردوغان، هذا الاشتباك جاء غداة الاتفاق الصفقة بين الرجلين حيال المعضلة السورية، حيث شعرت إيران أنها في التخريجة السورية باتت في الحديقة الخلفية رغم وجودها العسكري الفعّال على الجغرافيا السورية، إلا أن الرد التركي على الامتعاض والاشتباك الإيراني معها جاء عن طريق محاججة دينية في لبوس اتهام طائفي، مفادها أن إيران تتبع دستوراً طائفياً وتدير حرباً طائفية في سوريا، ليس هذا فحسب، ففي اللوحة الرمادية السورية أبدت الحكومة السورية كذلك امتعاضها الشديد من عقد مؤتمر الأستانة، وتقول الحكومة السورية إنها وافقت على حضور مؤتمر الأستانة لكي لا تتهم بأنها المعرقل أو المعطل في سير العملية السياسية، بل بحسب وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية، علي حيدر، ستكون الحكومة إيجابية في التعاطي مع الحضور رغم شكوكها من التحرك التركي المريب حيال الأزمة السورية.

ميدانياً مازالت جبهات القتال مشتعلةً رغم التأكيد من قبل كافة الأطراف أنها ملتزمة بالهدنة المفترضة، فالطيران الحربي الروسي بحسب المعارضة أحدث تدميراً هائلاً ببلدات الريف الإدلبي، وفي وادي بردى مازالت القوات الحكومية والمجموعات الرديفة تتقدم نحو مواقع المعارضة مستوليةً على عدة بلدات وقرى في الوادي، حيث أعدمت في الأثناء ضابط التفاوض من قبل المعارضة إبان التفاوض، ما حدا بالفصائل المسلحة  والهيئات الأهلية في الوادي أن تطلب من الفصائل السياسية والعسكرية تعليق مشاركتها في مؤتمر الأستانة، ما يوحي بأن التفاوض تحت التهديد والقصف بالنسبة للمعارضة هو زواجٌ بالإكراه سينتج ذريّةً شوهاء ومآله طلاقٌ بائنٌ لا رجعة فيه بعد حين.

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم