اخبار العراق الان

د. ابوبكر خليفة ابوبكر: هل نملك ترف تغيير العلم والنشيد الوطني الليبي؟

د. ابوبكر خليفة ابوبكر: هل نملك ترف تغيير العلم والنشيد الوطني الليبي؟
د. ابوبكر خليفة ابوبكر: هل نملك ترف تغيير العلم والنشيد الوطني الليبي؟

2017-01-15 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


د. ابوبكر خليفة ابوبكر

أثار مقترح تغيير العلم والنشيد الوطني لليبيا زوابع صاخبة من ردات الفعل ، وقد تقدمت بهذا المقترح مجموعة من أعضاء مجلس النواب بدعوى أن “العلم والنشيد هما عائقان أمام تحقيق المصالحة الوطنية والشاملة ، ويجب تغييرهما لتحقيق المصالحة “…وقد وافق عليه رئيس مجلس النواب”عقيلة صالح” ، وأمر بتعميم المقترح، من أجل عرضه في جلسة برلمانية. …وكانت أبرز ردات الفعل المناهضة والرافضة لهذا المقترح جملة وتفصيلا قد صدرت من طرف كتلة”الميثاق”بمجلس النواب” وقد عبروا عن ذلك في بيان رسمي ،ذكروا فيه أن هذا المقترح يمثل”خلطا للأوراق وزعزعة للراي العام”، ورأى بعض المحللين فيه هذا المقترح إختراقا لمجلس النواب من طرف أنصار النظام السابق.

وقد شهدت العديد من الدول جدل تغيير أو تعديل الراية الوطنية خاصةً ،وكذلك الرغبة في تغيير أو تعديل النشيد الوطني؛ عربياً / نجد أن موريتانيا مثلاً شهدت جدلاً محتدما في عام 2016 حول فكرة تعديل العلم الوطني وتغيير النشيد ، حيث يرى المطالبون بتعديل العلم بأنه بشكله الحالي يشير الى جهة معينة، فيرون أنه يجب إضافة خطان أحمران كإشارة الى تضحيات كل الموريتانيبن من أجل وطنهم، وأيضاً يطالبون بتغيير النشيد بحجة أن النشيد الحالي هو أقرب الى المواعظ والابتهالات الدينية ،ولايوجد فيه مايشير الى التضحية من أجل الوطن…. أفريقيا/ نجد أن دولة “ملاوي” والتي يعتبر علمها الأقرب الى علم “ليبيا “، بخطوطه الثلاثة الأفقية المتساوية بين الأحمر والاسود والأخضر ،مع إضافة شمس حمراء مشرقة في مساحة الخط الأسود ، وقام الرئيس السابق”موثاريكا” بتعديل علم الاستقلال في عام2010 هذا  العلم والذي يعود الى سنة 1964، بأن وضع شمسا بيضاء مكتملة الشروق ، كإشارة الى التقدم والرخاء الإقتصادي اللذان شهدهما عهده، الأمر الذي لم يرق للرئيس″جويس باندا” الذي قام بإرجاع راية الاستقلال عندما تم إنتخابه في سنة2012.

وعالمياً/ نجد أن دولة نيوزيلندا شهدت طرح خطوة تغيير العلم الوطني في سنة 2015 ،للمبررين التاليين:1- أن العلم الحالي يشبه العلم الأسترالي، مما جعل أستراليا تطغى على نيوزيلندا 2-كما أن هذا العلم يقع في أقصى اليسار منه رمز الإتحاد البريطاني ، مما يشير الى الماضي الاستعماري الذي يريد النيوزيلنديون تجاوزه ونسيانه.. لذلك تقرر أن تقوم لجنة بإختيار أربعة تصاميم لعلم جديد، وإستقرت إختيار اللجنة على تصميم براية وطنية بنبتة “سرخس″ بيضاء على خلفية زرقاء وسوداء وأربعة نجوم، على ان يطرح للاستفتاء أمام الناخبين في في شهر مارس من 2016، وهو ما حدث بالفعل لكن الناخبين صوتوا لصالح العلم القديم … بعيداً عن كل التحليلات والتأويلات والرفض والقبول  نرى:

أولاً: بأننا لسنا في حالة نملك فيها ترف التغيير والتعديل أو الإلغاء والتبديل ، في ظل كل هذا الإنقسام والتشظي والتشتت السياسي ، وتردي الأوضاع الإقتصادية والأمنية، والتجاذبات والاستقطابات، والحرب على الإرهاب والحرب الأهلية، وأيضاً فإن هذا الصوت المنادي بهذا الاقتراح جاء من قبل مجلس النواب “السلطة التشريعية”في شرق ليبيا ، أي أنه من قبل إحدى الحكومات فحتى لو تم تنفيذ هذا المقترح في هيأة قانون أو قرار، فلربما يكون مصيره كبعض القوانين والقرارات التي أصدرها مجلس النواب، كقانون العفو العام وإلغاء قانون العزل السياسي،  حيث لم يتم الإلتزام بهما غربا خاصة في العاصمة “طرابلس″، والتي تتمركز بهاما حكومتان موازيتان ، إلا بعض المناطق الغربية التي تتبع في ولائها لمجلس النواب في الشرق ، أيضا فإنه عند تغيير العلم والنشيد يكون الوضع أخطر، حيث سييزيد التنازع ويفتح بابا لللتقسيم لامحالة.

ثانيا : نرى بأن هذه الراية ليست راية مؤدلجة كراية بعض المنظمات المتطرفة، والتي تحمل على القتل والدمار،  فماهي إلا راية وطن تعبر عن إستقلاله وترمز الى جهاته وأقاليمه الثلاثة المؤسسة لكيانه، وكذلك فإن النشيد الوطني، يعبر خاصة عن تضحيات الأجداد ويحث على الفداء من أجل الوطن، والتعديل الوحيد الذي حدث به ، هو حذف المقطع الذي يشير الى الملك الراحل”إدريس السنوسي، والذي يطالب البعض بإعادته.

ثالثاً:إن تغيير العلم والنشيد يجب أن يكون بإرادة الشعب بأكمله ، ولا يمكن  أن يقر ويمرر عن طريق”برلمان”مهما كانت شرعيته،لإن تغيير أو تعديل الراية والنشيد الوطنيين في نظرنا هو كتغيير أو تعديل الدستور لايمكن أن يحدث إلا ياستفتاء الشعب عليه، عندما تكون الأوضاع مستقرة.

كاتب ليبي

 ihneed_hero@hotmail.c