اخبار العراق الان

التعامل التركي والإيراني مع إقليم كوردستان

التعامل التركي والإيراني مع إقليم كوردستان
التعامل التركي والإيراني مع إقليم كوردستان

2017-01-15 00:00:00 - المصدر: رووداو


قام رئيس الوزراء التركي والوفد الرفيع المرافق له، بزيارة الى اربيل، وتم استقبالهم من قبل المسؤولين في إقليم كوردستان بحسب البروتوكولات الدولية، والصور التي تم نشرها من داخل اجتماع الطرفين كانت تجزم بأن هناك لقاءات تعقد بين دولتين كبيرتين وليس بين دولة وإقليم، ولكن لماذا تقوم انقرة بوضع علم كوردستان حينما تستقبل الوفود القادمة من إقليم كوردستان، إلا ان طهران لا تقوم بذلك؟

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي يصل تأسيسها الى اكثر من اربعين عاما، لديها علاقات مع الثورات في إقليم كوردستان منذ ذلك الوقت، ناهيك عن الدعم والمساعدات التي قدمتها للأحزاب المتواجدة في إقليم كوردستان ولأية اسباب كانت، وإذا كانت انقرة تعرف القيادات في إقليم كوردستان، إلا انها لن تكون بقدر معرفة ايران لجميع القيادات في الإقليم.

حينما تم تأسيس حكومة إقليم كوردستان، كان هناك تعامل ايجابي من قبل ايران مع هذه الحكومة، بحيث لا يمكن مقارنتها بالتعامل السلبي التي ابدته انقره، فقد طالب الجانبان ومنذ البداية بالتصدي لأحزاب شرق وشمال كوردستان،إلا ان طهران تدخلت في المشروع السياسي لإقليم كوردستان، وفي خلال الإقتتال الداخلي كانت تقف يوما مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتقف يوما آخر مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، واحياناً كانت تقف بين الإثنين بحيث لا تستطيع اية قوة ان تفرض نفسها على الجهة الاخرى، وكانت طهران دائما تقوم بدعوة الوفود الرئاسية الى طهران واورمي وكرماشان للحيلولة في حل هذا النزاعات.

اما الاجندات التركية، فقد كانت تحوم حول ضرب حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان، بالإضافة الى حفظ حقوق التركمان في المنطقة، وهذا ما جعل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وتحت اطار حكومة إقليم كوردستان، ان تبعد حزب العمال الكوردستاني عن حدود الدولة التركية وجاءت بهم الى حدود ايران وتحديداً في منطقة ديوي بشدر.

ان وجود الصراعات بين الاطراف المتنوعة في طهران، قد انعكست على علاقات هذه الدولة مع إقليم كوردستان، ولهذا وخصوصاً خلال الـ25 عاماً الماضية كانت هناك اجندات للحرس الثوري في إقليم كوردستان، تقربهم من الاتحاد الوطني الكوردستاني، وفي المقابل كانت هناك اجندات للمخابرات الايرانية تقربهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واحيانا يحصل العكس.

اما تركيا، فقد اصبحت علاقاتها قوية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومع الاتحاد الوطني الكوردستاني ومع الاحزاب التركمانية، أما قاعدة انجرليك فقد كانت القاعدة التي تحمي إقليم كوردستان.

ولكن في السنوات الأخيرة، أصبحت الصورة معكوسة تماماً، فهناك علاقات اقتصادية وسياسية ومختلف المجالات ترتبط بها انقرة مع اربيل، بحيث لا يمكن مقارنتها مع طهران بعد الآن، حالياً تتعامل انقرة مع حكومة إقليم كوردستان وتستفاد من هذا التعامل، وطهران بقيت كما هي، ولا تزال لا تتعامل مع حكومة الإقليم، بل تريد ان تحقق اجنداتها عن طريق بعض الاحزاب.

النقاط المشتركة بين طهران واربيل كانت اكثر بكثير من النقاط المشتركة بين انقرة واربيل، إلا ان طهران تنظر الى اربيل وهي تستعمل الطريقة القديمة التي كانت تستعملها تركيا مع إقليم كوردستان، أما انقرة فتعرف هذه الطريقة التي كانت قد استعملتها طهران في الماضي، وبالنتيجة فأن تركيا اصبحت تستفيد اقتصاديا اكثر من اربيل وطهران.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية‬‬‬.