اخبار العراق الان

زغب القصيدة....الى محمد علي الخفاجي

زغب القصيدة....الى محمد علي الخفاجي
زغب القصيدة....الى محمد علي الخفاجي

2017-01-15 00:00:00 - المصدر: نون


شعر:علاوي كاظم كشيش
......الى استاذي وصديقي محمد علي الخفاجي

في كربلاءَ
هنا
رأيتُ الموت والميلاد
يندلعان في زغب القصيده
والموتُ موتٌ غير أن الشعر طعنته الوحيده
فلأيّ معنى يذهب المعنى وهذا القلب قريته الأكيده
لو كان لي
لمنعت أحبابي من الموت السريع بلا خطى
وصلبتهم صبرا على باب القصيده
لكنني لا احتفي بالموت والموتى
فموتي شاعر والشعر غابته البعيده
هي دهشة وتلفّنا...
خطأٌ طباعيٌّ تصححه المقابر لاحقا
أو حفرة وتضمنا
لكننا شعراء هذا النزف والألم العتيد
ولأننا شعراء هذا العزف والسأم الجديد
فتح الحكاية نايُنا
نايٌّ جنوبيٌّ تهدج لحنه وطوى البعيد

ناموا جميعا أيها الأحباب ناموا فالريح تعول في القصيدة والظلامُ
خمدت مجامرنا لأنا ما انتبهنا أن الحكاية تعترينا والكلامُ

ضيّعتُ أمي في النخيل
ولم تكن برحية.لكن أذا هزت يداي بجذعها
إسّاقط الوجع الجميل
قلقي شظايا
وأنا ضحايا
قلقي ضحايا
وانا شظايا

حشد من الشهداء أتبعه وأعثر دائما بدموعهم
وأشد أحلامي وأزرعها بلا ظل ظليل
هذا المساء يريد قافية أو امرأة
ولكني فرغت من الغناء ولم ترد الريح قلبي
عن غوايته
هما امرأة وقافية
هما قلقي لتنولد القصيده
وقصيدتي قبري الذي أخضر فيه ولم يكن موتي هناك سوى ظل تكسر وانتهى
لأقول لامرأتي وقافيتي العنيده
لا موت في موتي فجيئي بالنهار اليّ ولا تردي الباب في سنة سعيده
الموت موت غير ان الفن طعنته الوحيده

قلقي شظايا
وأنا مرايا
قلقي مرايا
وانا شظايا

فرحي وأحزاني وصوتي وانتصاراتي
جنوني واختناقي وانكساراتي سأزرعها
فلا قبر ولا موت لنهر شقّ بالكلمات أيامي
أنا بردية ليدون الشعراء ملحمة البذار عليها
وأنا بلادي حين يأخذني الحنين بلا انكسارات اليها

قولوا جميعا أيها الأحباب عني ذهب الفتى من بعدما ذبل الحمامُ
هو شاعر كتب النخيل على هواه وعليكم الآن البداية والختامُ

من كربلاء الى مباهج كربلاء
ماء وصحراء وقتلى
وردة منسية وقصيدة
وظلال حزن في المساء
فرح طفيف
شارع يمشي الى التاريخ
تاريخ يوزع صرخة دون انتهاء

أتريد أن تصف المشاهد كلها وتحيط بالقتلى وبالشهداء دون قصيدة؟
أتريد أن تمشي الى اقصى القصيدة حافي الكلمات تنتظر المعاني وهي تنزل من سماء الله واضحة كحزن الأنبياء؟
خذ كربلا من كربلاء
حتى تصدق أنّ روحا في الهواء
وأنّ أرملة تحك غيومها تحت الظهيرة ثم تنزف برتقالا أو غناء
وعليك أن تطأ الأزقة باحثا عن خوفها العاري لتكبر شاعرا
وعليك أن تعطي النخيل ثباته العالي لتصبح شاعرا
وعليك أن تمشي الى ما ليس يدرك
أن يعض الملح جرحك في تضاريس القصيدة كي تردك شاعرا

خضراء في الفوضى تمر قصيدتي
كالفجر يأتي من دموع الكربلائيات في وهج الخريف
والعزف منفرد على هذا النزيف
حريتي ومدينتي
حرفان بينهما أنا
وأنا كظل حمامة في شارع العباس تطردها الظهيره
وأنا تؤرجحني الظلال ظلالها بين القصيدة والضفيره
مهرا لعينيها أمد حكايتي وأشيل صرختي الأخيره

قلقي سبايا
ويدي حكايا
قلقي حكايا
ويدي سبايا

صليت تحت الضوء فانتشرت حروفي كلها،ضاق الكلام وضاقت الرؤيا،أربّي هاجسا حرأًّ وأطرده وأخمش من هدوء النهر موسيقى لموتي..أيها النهر الجليل أما رأيت مدينتي الخضراء في هذا الأصيل
صدقتها ومشيت حتى أطرد الغربان عن شجر بلوت المر من أفيائه وأبحت روحي للمرايا في أزقتها لتتركني عليل
نهران ينشطران في قلبي وأعطش..لا تنام الروح تحت سمائها أبدا ولا هذا الهديل
بالله يا هذا الحمام..أما تعبت من الغناء لنحتسي ماء السبيل؟

ألمي عطايا
ودمي مرايا
المي مرايا
ودمي عطايا

ملك الظلال أنا،أنا ملك الكلام
موتي يرى خطوات روحي وهي تأخذني الى غزل الحمام
وأنا أصوغ صباح روحي من عصافير البساتين القريبة
كلما أيقظتُ أمي أطعمتني لحن خضرتها لينتبه النخيل اليها والسلام
الرمل قام
صاحت..وكان النخل يسقط في فرض القيام
نصبتْ عظامي نخلة وأبي غماما باسلا فانساب رعش حليبها ملء العظام
أنا شاعر النخل الذي لا تنحني شعفاته وبريد أمي لا ينام
في كربلاء
هنا
رأيت الموت والميلاد يندلعان من زغب القصيده
الموت موت غير أن الشعر طعنته الوحيده