اخبار العراق الان

مهندس العلاقات بين الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي سفيراً لإيران في العراق

مهندس العلاقات بين الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي سفيراً لإيران في العراق
مهندس العلاقات بين الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي سفيراً لإيران في العراق

2017-01-17 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو – أربيل

سلمت الجمهورية الاسلامية الايرانية، أرفع مناصبها الدبلوماسية في العراق، لمن يملك علاقات عمرها أكثر من 30 عاماً مع الكورد، ويُعرف بأنه "مهندس العلاقات بين الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني". ويرجع مسؤول كوردي ذلك الى رغبة ايران بتنفيذ مخططاتها في العراق بشكل أفضل.

وعُيّن ايرج مسجدي، وهو القيادي البارز في فيلق القدس والذراع الأيمن لقائد الفيلق، قاسم سليماني، سفيراً جديداً لايران في العراق، فطهران تريد زيادة نفوذها في العراق وترى أن مسجدي سيكون قادراً على تحقيق ذلك. 

ايرج مسجدي، ذو الـ60 عاماً، هو المستشار الأعلى لقاسم سليماني. وقضى سنوات عمره في فيلق القدس، ويرى مسؤولون كورد أن تعيينه في المنصب سيساهم في تعزيز العلاقات بين طهران وأربيل.

المقاطعة بين العبادي ودنائي فر

وحول تعيين مسجدي سفيراً ثالثاً لايران في بغداد منذ 2003، قال ممثل حكومة اقليم كوردستان في طهران، ناظم دباغ، إن "اختيار مسجدي لهذا المنصب يعكس مدى اهتمام ايران بالعراق والاطراف السياسية في بغداد واقليم كوردستان ومن الواضح بأن ذلك جاء لتحسين تنفيذ أجندة ايران". 

وقال مسؤول مقرب من ايران، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "الحكومة العراقية قطعت تعاملاتها مع  السفير الايراني السابق في بغداد، حسن دانائي فر منذ عام بسبب تدخله في جميع المؤسسات العراقية أبان حكم رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، في حين أن العبادي لم يقبل بذلك".

وأضاف أن "فيلق القدس اقترح لرئيس ايران، حسن روحاني، تعيين مسجدي في المنصب، منذ 7 أشهر، لكن روحاني لم يوافق عليه في البداية لاعتراضه على تعيين شخصية تابعة لفيلق القدس سفيراً لبلاده في العراق، لكنه وافق في النهاية بعد مرور شهرين".

ويظهر هذا الخلاف بين الحكومة وفيلق القدس الثغرة الكبيرة بين سياسات الحرس الثوري والحكومة الايرانية، ويبرهن على حجم السلطة للحرس الثوري في تحديد السياسة الخارجية لايران في العراق حيث تهيمن طهران على الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية، نتيجة العلاقات التاريخية مع الشخصيات والاحزاب والميليشيات الشيعية العراقية.

مقترح من قاسم سليماني 

اقترح مسجدي لمنصب السفير من قبل قاسم سليماني. وفي إيران ليس من السهل رفض طلبات قائد فيلق القدس.

وقال مسؤول العلاقات بالجماعة الاسلامية في اقليم كوردستان، بلال سليمان: "في ايران، يتم تعيين الاشخاص ذوو الخبرة بالاوضاع العراقية في المناصب المتعلقة بالعراق بموافقة قائد فيلق القدس، ومسجدي مقرب جداً من سليماني".

وبعد عام 2003، استطاعت ايران تقوية نفوذها في العراق، الى الحد الذي لا يتم تشكيل الحكومات العراقية دون موافقة إيران.

وعينت ايران ثلاثة سفراء لها في العراق منذ 2003 كلهم كانوا قادة بارزين في فيلق القدس الايراني، وأولهم كان حسن كاظمي قمي الذي شغل المنصب لمدة 6 سنوات ونصف، فيما تولى حسن دنائي فر الذي كان القائد العام للقوات البحرية في فيلق القدس، ومسؤول القسم الاقتصادي فيه، منصب سفير بلاده في بغداد لمدة 6 سنوات أخرى.

ويدل تعيين السفراء الثلاثة باقتراح وموافقة من فيلق القدس، حقيقة إن السياسة الخارجية الايرانية مع العراق مرتبطة بشكل وثيق مع مصالح الأمن الاستراتيجي لإيران في المنطقة.

ويأتي شغل مسجدي للمنصب في الوقت الذي يتجه فيه داعش الى نهايته، ما يعني أن عراق ما بعد داعش بات قريباً، وكذلك ظهور مجموعة من القضايا الجديدة مثل سلطة الحشد الشعبي في العراق، ومصير المناطق المحيطة بالموصل والقريبة من الحدود السورية، والانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات في العراق، وسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة حول العراق وقضية استقلال كوردستان. الاضافة إلى أنه بعد ابرام الاتفاق النووي مع ايران، فإن الحرس الثوري أصبح أقل حرية في مجال التجارة مع الخارج، ولذلك فإن العراق يمكن أن يتيح فرصة جديدة للمتاجرة مع شركة "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثوري.

مسجدي والكورد

وصف مسؤولون كورد مسجدي بأنه "صديق مقرب للكورد"، مشيرين إلى أنه سيكون سبباً في تعزيز الروابط بين ايران وإقليم كوردستان.

وقال مسؤول علاقات حكومة اقليم كوردستان مع ايران، عبدالله آكريي، إن مسجدي شخص "معتدل"، مضيفاً أن "لدى مسجدي علاقات مع الكورد منذ 30 عاماً".

وأكد أن مجيء مسجدي سيساهم في تحسين العلاقات بين أربيل وطهران، مشيراً الى أنه "ليس للكورد أي ملاحظات على مسجدي"، لافتاً إلى "أنه تابع لفيلق القدس وسيكون له دور فعال في التطورات بالشرق الأوسط، ولطالما زار رئيس اقليم كوردستان، مسعود البارزاني بالنيابة عن اللواء قاسم سليماني".

لكن بلال سليمان، الذي كان ممثلاً للجماعة الاسلامية في طهران، كشف عن معلومات جديدة بخصوص الأحزاب الكوردستانية ومسجدي بالقول: "كان لمسجدي دوراً كبيراً في التقريب بين الأطراف الكوردستانية بل كان مهندس التقريب بين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني".

ترجمة: شونم عبدالله خوشناو