اخبار العراق الان

في عملية القدس ايضا زعمت الشرطة أن المخرب ينتمي لداعش لكنها لم تقدم حتى لو دليل واحد على ذلك

في عملية القدس ايضا زعمت الشرطة أن المخرب ينتمي لداعش لكنها لم تقدم حتى لو دليل واحد على ذلك
في عملية القدس ايضا زعمت الشرطة أن المخرب ينتمي لداعش لكنها لم تقدم حتى لو دليل واحد على ذلك

2017-01-19 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


بقلم: عاموس هرئيل

  حادثة النقب أمس، التي قتل فيها مواطن بدوي وشرطي، هي علامة فارقة وخطيرة في العلاقة بين دولة اسرائيل والبدو في جنوب البلاد. عملية شرطية لهدم بيوت قرية أم الحيران تعقدت وتدهورت الى مواجهة عنيفة، التي خلالها، حسب رواية الشرطة، قام أحد المواطنين بدهس شرطي وقتله. وعندما قُتل على أيدي رجال الشرطة. واصابة رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة زاد الطين بلة.

  السكان البدو زعموا أمس أن السائق يعقوب موسى أبو القيعان قتل بدون سبب. وهذا الزعم يثير الشك لأن الحقيقة هي أن الشرطي ايرز ليفي قُتل في الحادثة. ومع ذلك، رواية الشرطة تحتاج الى اثباتات اخرى. الافلام التي نشرت حول الحادثة حتى الآن تقنع المقتنعين. ومن اعتقد مسبقا أن اطلاق النار كان مبررا يزداد قناعة، وكذلك الحال في الاتجاه المعاكس. هذه حادثة تحتاج الى التحقيق الاساسي من قبل قسم التحقيقات مع الشرطة، رغم استقامة الحكومة الفورية مع قيادة الشرطة التي أعلنت أن الحديث يدور عن عملية. الحادثة تثير الكثير من علامات الاستفهام. وقبل بضعة اشهر فقط اتضح أن ما وصف كعملية دهس في شعفاط في شمالي القدس، أنه سوء فهم تسبب باطلاق النار وقتل السائق على أيدي رجال الشرطة.

  يمكن أن يكون ما تقوله الشرطة دقيق تماما، لكن حتى الآن يبدو أن هناك مبالغة من قبل المتحدثين بلسان الشرطة. ويبدو أنهم هم الجهة الحكومية الاولى التي تضع علامات التعجب في اعلاناتها لوسائل الاعلام.

  لا مناص من القول إنه بسبب الحرائق في بداية كانون الاول الماضي أعلن وزير الامن الداخلي جلعاد اردان وقادة الشرطة والاطفاء أن جزءً كبيرا من الحرائق كان على خلفية قومية. يحتمل أن صدقهم سيتحقق في المستقبل، لكن في الوقت الحالي تم اطلاق سراح العربي الاسرائيلي الاخير المشبوه بالاحراق دون تقديم أي لائحة اتهام واحدة ضده.

  إن السرعة التي تقوم فيها الشرطة بالربط بين السائق وداعش مفاجئة. فقد كان السائق نشيطا في الحركة الاسلامية في اسرائيل، وكان نشيطا ضد اخلاء القرية، لكن القول بأن هناك صلة بينه وبين داعش يبدو مبكرا. ايضا في الاسبوع الماضي ادعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان بعد زيارة موقع العملية في ارمون هنتسيف في القدس، أن المخرب الذي قام بالدهس ينتمي لداعش. وحتى الآن لم تقدم أدلة على ذلك. صحيح أن الشباك يقلق من ارتفاع التضامن مع داعش في اوساط البدو في الجنوب. وقبل سنة قام باعتقال عدد من الاساتذة البدو الذين تم اتهامهم بعلاقتهم مع التنظيم. لكن القفز الفوري من عضوية الحركة الاسلامية الى النشاط في داعش يحتاج الى أدلة، وهي لم تقدم بعد.

  إن هدم البيوت في أم الحيران جاء بعد اسبوع من هدم بيوت في قلنسوة في المثلث. في نهاية كانون الاول توقفت الدولة عن الحركة تقريبا بسبب ازمة اخلاء البيوت في عمونة. والى الآن لم يهدم في عمونة أي بيت. وجهود تشريع قانون التسوية فشلت. في المقابل، يهتم نتنياهو واردان بالفائدة السياسية في اعقاب الخطوات ضد العرب. ونشأ انطباع بأن ازمة عمونة، اضافة الى توقع الجمهور اتخاذ خطوات حاسمة ضد الارهاب بعد عمليات مثل عملية ارمون هنتسيف، تشجعان على فرض القانون بشدة داخل الخط الاخضر. وحتى اذا استنفدت الدولة النقاش القضائي حول اخلاء البدو من أم الحيران والتزمت بالعمل، فان السؤال هو كيف يمكن القيام بهذه العملية. والرسالة التي أعطيت للشرطة وللجمهور البدوي هي أن الحكومة مصممة.

  اذا قدمت الشرطة قريبا أدلة مقنعة عن عملية الدهس، وسعت الى تهدئة التوتر، فبالامكان وقف النار ومنعها من الانتشار الى باقي المناطق البدوية والى المجتمع العربي ككل. ايضا لاعضاء الكنيست العرب تلقى عليهم المسؤولية لاعادة الهدوء، وبعضهم لا يبادر الى ذلك.

  الاعلان الانفعالي الذي صدر أمس عن اعضاء الكنيست لن يساهم في تهدئة الخواطر، رغم أنه على حق. لا شك أنه توجد هنا مادة قابلة للاشتعال يمكن ملاحظتها في النقب منذ فترة طويلة.

  مشكلات المجتمع العربي في اسرائيل لا تبدأ أو تنتهي بالتوتر مع الحكومة أو ألشرطة. وحسب شهادات مواطنين عرب هي ترتبط بالجريمة التي تنتشر في القرى العربية وعدم فرض القانون ووجود السلاح غير القانوني. ولكن اضافة الى المظاهرات والصدامات العنيفة يجب الانتباه ايضا الى الحقيقة التالية وهي أنه منذ الاول من كانون الثاني السنة الماضية، اليوم الذي قتل فيه المواطن نشأت ملحم من المثلث ثلاثة مواطنين اسرائيليين في عملية اطلاق نار في تل ابيب، قتل 23 اسرائيليا في العمليات. أكثر من نصف القتلى تم قتلهم على يد مخربين يحملون بطاقة الهوية الاسرائيلية، بعضهم مواطنون عرب من اسرائيل والبعض من سكان شرقي القدس. وهذا تطور مقلق يدركه الشباك ايضا.

هآرتس   19/1/2017