اخبار العراق الان

ما بعد المباراة | جريمة مونتيلا الكروية، وجناحا ميلان !

ما بعد المباراة | جريمة مونتيلا الكروية، وجناحا ميلان !
ما بعد المباراة | جريمة مونتيلا الكروية، وجناحا ميلان !

2017-01-22 00:00:00 - المصدر: موقع goal


تحليل فني لخسارة ميلان أمام نابولي في السيري آ

     بقلم  | تامر أبو سيدو     تابعه عبر تويتر   


ميلان | أخطاء مونتيلا وجريمته، والأجنحة !

لماذا خسر ميلان اليوم؟ لا يُمكن لوم المدرب رغم أنه أخطأ في عدة قرارات، ولا يمكن لوم اللاعبين لأنهم قدموا أقصى ما لديهم فنيًا وبدنيًا. يُمكن فقط لوم عدم التوفيق وسوء الحظ في عدة هجمات خاصة رأسية بازاليتش المرتدة من العارضة، وضعف أو موت دكة البدلاء وغياب أي خيارات قد تدعم المدرب ليغير في الفريق باستثنلاء لابادولا، ويُلام أيضًا اللاعب الشاب كالابريا لأنه كان الثغرة البارزة في دفاع ميلان.

ميلان اليوم حافظ على إيجابيتين ظهرتا أمام تورينو في المباراة السابقة وتحدثت عنهما في تحليل اللقاء، الأولى هي رد فعله بعد قبوله للأهداف .. أظهر رد فعل قوي جدًا وبادر بالهجوم والضغط أمام فريق قوي مثل نابولي. الثانية هي الضغط القوي الذي مارسه في نصف ملعب منافسه والأهم أنه ضغط إيجابي لأنه نجح مرارًا في استخلاص الكرة ولم يفشل سوى نادرًا ... هذا حدث أمام التورو وتكرر اليوم وهو تطور ممتاز جدًا في شخصية الفريق وعقليته.

أفكار مونتيلا باتت واضحة في هجوم ميلان، لكن المشكلة أنها لا تطبق بالشكل المطلوب لضعف جودة بعض اللاعبين، مثلًا ..

  • دخول سوزو لعمق الملعب لترك المساحة اللازمة لانطلاق وتقدم أباتي .. ظهر هذا مرارًا في المباريات الأخيرة، لكن المشكلة أن الظهير الأيمن نادرًا ما ينجح في استغلال الأوضاع المثالية التي تسنح له جراء هذا التحرك ! دومًا إما تمريرة عرضية سلبية أو مراوغة فردية فاشلة. وفي نفس الوقت سوزو بدأ يُحفظ في إيطاليا، دخوله لقلب الملعب لمحاولة التسديد بالقدم العكسية بدأ يُواجه بضغط قوي وغالبًا ما ينجح !.
  • لعب بازاليتش دور سامي خضيرة مع يوفنتوس بدخوله لمنطقة جزاء الميلان ليكون المهاجم الثاني بجانب باكا، وقد تواجد اللاعب مرات عديدة في مناطق جيدة داخل منطقة الجزاء لكنه لم يستغل الفرص جيدًا، وأحيانًا كان يتمركز بشكل خاطئ مما يجعله لا يستفيد من دخوله المنطقة ... وهذا يُقابله خروج بونافينتورا للوسط ليصنع الهجمة وهو ينجح غالبًا، لكن يعيبه أيضًا عدم تميزه في التمريرة البينية الذكية القادرة على ضرب خط الدفاع بالكامل، جل تمريراته بالعرض وليس بالطول، إما على الأرض أو في الهواء !.
  • تقدم سوزا أو لوكاتيلي من وسط الملعب ليقوم بالتسديد، استغلالًا لانشغال دفاع المنافس ووسطه بالتغطية في الطرفين، لكن الأول لا يُقدم أي شيء رغم أنه لعب أفضل مباراة له اليوم مع الفريق خاصة دقائقه في الشوط الثاني، والثاني يتدم أحيانًا ويُسدد بنجاح لكنه بحاجة للنضج في التحرك والتمركز.

فيما أخطأ مونتيلا اليوم؟

  • أولًا اللعب بدفاع متقدم وضغط للهجوم منذ البداية أمام فريق يمتلك أفضل خط هجوم قادر على لعب الهجمة المرتدة واستغلال المساحات في إيطاليا، وهذا الأمر كلفه هدفين مبكرين سمحا لنابولي تنفيذ فكره وأسلوب لعبه الذي أراده. كان الأفضل الانتظار قليلًا ومحاولة دفع نابولي للهجوم واستغلال ضعف خط دفاعه ومباغتته بالهجمات المرتدة أو على الأقل دخول المباراة بشكل أهدأ قليلًا. ولو لاحظنا نرى أن تقدم أباتي للأمام بات أكثر حذرًا في الشوط الثاني حتى لا يجد إنسينيي مساحة أخرى.
  • ثانيًا البدء بكالابريا مجددًا في الجانب الأيسر من الدفاع رغم أنه كان أسوأ لاعبي الفريق ضد تورينو وكان ثغرة دفاعية هائلة، اليوم تكرر نفس الأمر .. اللاعب الشاب كان الثغرة التي مر منها نابولي مرارًا وتكرارًا وقد خسر جل مواجهاته المباشرة مع لاعبي نابولي ولم يقدم أي دعم للهجوم.
  • ثالثًا الحفاظ على كالابريا حتى النهاية !! باعتقادي هذا القرار يتعدى مرحلة الخطأ إلى الجريمة الكروية ! خاصة مع بقاء لوكا أنتونيلي الجيد جدًا على مقاعد البدلاء وكان يُمكن أن يكون مفتاح لعب وحل هجومي ممتاز في الجانب الأيسر لمساعدة بونافينتورا ليدخل لعمق الملعب ويُكرر ما يحدث في الجانب الأيمن .. هذا كان سيدعم الهجوم ويحرم نابولي من ميزة كالابريا !.
  • رابعًا التأخر في التغييرات، وإخراج باكا وإشراك لابادولا في وقت الخسارة ! هذا التغيير حرم ميلان من فرصة اللعب بمهاجمين في الأمام لأنه بالطبع لا أحد بات يثق في نيانج وقدرته على اللعب والتأثير ! كان الأفضل إشراك لابادولا بجانب باكا بدلًا من أحد لاعبي الوسط خاصة مع تراجع نابولي الحاد وسيطرة ميلان عليه دفاعيًا، وبعد التعادل قد يخرج الكولومبي للعودة للتوازن الدفاعي للوسط.

تلك الأخطاء أثرت على الفريق بالتأكيد، لكن رغم هذا لا يمكن لوم المدرب كثيرًا لأنه صنع بالفعل فريق جيد جدًا من خيارات متوسطة المستوى ! مونتيلا اليوم افتقد لخيارات حقيقية على دكة البدلاء .. خيارات قادرة على منحه القدرة على تطوير وتغيير شكل وأسلوب الأداء، لا يوجد أي لاعب وسط أفضل من الموجودين في الملعب، لا يوجد أي جناح أفضل، لا يوجد صانع لعب قد يغير الأسلوب ! الخيار الوحيد المتاح هو لابادولا ودونه لا شيء ! حتى بيرتولاتشي خيار لا يمكن الوثوق به كثيرًا، هو مجرد لاعب بلاعب من نفس الجودة والإمكانيات ولا يمكن صناعة الفارق.

ميلان أمام تورينو أظهر لنا شيئًا جديدًا هو اللعب من عمق الملعب، وقلت أن وجود بيرتولاتشي مع بازاليتش أدى لهذا وتمنيت أن يتم تطوير هذا الجانب في ميلان .. لكن للأسف اليوم عاد الفريق لنقطة الصفر في هذا الأمر ! ميلان لم ينفذ أي هجمة من العمق رغم تواضع مردود وسط نابولي الأول (قبل أن يتم تغييره من ساري) ! كل الهجوم والمحاولات الهجومية من الطرفين، تبدأ هناك وتنتهي بتمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء ! رغم أن جل التمريرات العرضية كانت سلبية ونجح دفاع نابولي في التعامل معها ! ورغم أن الهدف الوحيد جاء من لعبة في العمق بدأت بضغط وانتهت داخل العمق ! أكثر من كرة أخرى بدأت بضغط وفي العمق لكنها نقلت للأطراف ثم عادت للعمق وبالتالي ضاعت !

نقطة أحب الحديث عنها، بونافينتورا سجل هذا الموسم 5 أهداف وسوزو سجل 4 أهداف .. هل تلك الحصيلة مقبولة للاعبين يلعبا في خط الهجوم؟ باعتقادي أنها حصيلة فاشلة ومخيبة للغاية للاعبين في خط الهجوم، لكنها مقبولة تمامًا للاعبين في خط الوسط ... وفنيًا، أداء اللاعبين يصلح أكثر للوسط لأنهما يصنعان الفرص ويمررات التمريرات العرضية ويسددان من بعيد ويخترقان منطقة الجزاء أحيانًا، لكن لا وجود فعلي لهما داخل منطقة الجزاء .. فلا نجد تمريرة عرضية من سوزو ينتظرها بونافينتورا في منطقة الجزاء إلا نادرًا، والعكس صحيح .. بعكس ما يحدث مع جناحي الإنتر أو جناحي نابولي مثلًا !! لهذا أرى أنه من الأفضل أن يلعب اللاعبين في وسط الملعب بطريقة لعب 4-4-2 ويتم الزج بمهاجم ثانٍ يلعب بجانب باكا في الهجوم، قد يكون لابادولا أو حتى بيرتولاتشي أو سوزو نفسه مع وجود جناح أيسر آخر في الوسط !

أخيرًا أحب القول أن المنطق يقول أن ميلان هذا لا يمكنه التغلب على نابولي وروما والإنتر في صراع المركز الثالث، جودة لاعبيه وخاصة دكة بدلائه لا تسمح له بذلك أبدًا أبدًا، لكن ما حدث خلال الدور الأول هو اللامنطق ! كيف؟ بأن قدم الفريق أداءً يفوق المتوقع سواء فرديًا أو جماعيًا وقد ساهم المدرب في هذا، وتعثر المنافسون وقدموا أداءً ونتائج مخيبة للغاية ساعدت ميلان على التقدم في جدول الترتيب. ما يحدث الآن هو عودة المنطق ليفرض نفسه بعدما تراجع أداء ميلان ونتائجه نتيجة غياب الخيارات على الدكة وشيء من سوء الحظ في بعض المباريات، وأيضًا صحوة المنافسين وبداية زحفهم للأمام. إنقاذ الموقف يتطلب تدخلًا من الإدارة ودعم الفريق بلاعبين أو ثلاثة على الأقل، ولكن لا يُمكن أبدًا لوم المدرب أو اللاعبين على ما سيحدث بقية الموسم، لأن المدرب قدم أفضل ما لديه وأعاد للميلان الشخصية والجرينتا وأفكاره واضحة، واللاعبون قدموا أقصى ما لديهم فنيًا وبدنيًا، ولكن ليس بالإمكان أحسن مما كان ! لا يمكن لسوزو أن يُصبح دوجلاس كوستا فجأة، ولا يمكن لبونافينتورا أن يتحول لإنيستا ! ولا يستطيع باكا أن يُصبح لويس سواريز أو زلاتان إبراهيموفيتش ! الكل قدم ويُقدم بالفعل أفضل ما لديه ولكن أفضل ما لديه لا يكفي ميلان ليعودة كما يريده جمهوره ولذا الآن دور الإدارة للتحرك سواء القديمة أو الجديدة.

نابولي | الهجوم يُنقذ الوسط والدفاع !

نابولي لم يلعب مباراة كبيرة في سان سيرو، بل مباراة متوسطة المستوى ولكنه خرج منها فائزًا لأن قوة خط هجومه ونقاط تميزه مقارنة بنقاط ضعف دفاع منافسه نجحا في حماية وسطه ودفاعه والخروج بالنقاط الكاملة من المباراة الصعبة. النتيجة العادلة تبدو التعادل ولكن تفاصيل صغيرة منحت عملاق الجنوب الفوز.

أحسن ساري بتكرار ما فعله ميهايلوفيتش هجوميًا ... استغلال أطراف ميلان والمساحات الشاسعة خلفها نتيجة تقدم الظهيرين وغياب الأدوار الدفاعية عن الجناحين. فعلها تورينو ونجح وكرر نابولي الأمر ونجح أيضًا !! استغل المساحة خلف أباتي المنطلق للأمام دون أي تغطية، وكذلك المساحة خلف كالابريا المتقدم للأمام دون أي تغطية ! وساهم في هذا بطء قلبي الدفاع خاصة جوميز، إذ ينجح باليتا في تعويض تلك السلبية بالتمركز السليم، وهذا الأمر منحه هدفين وعدة فرص خطيرة للغاية، والأهم أن الهدفين منحا المدرب فرصة اللعب بأسلوب العودة للدفاع والمباغتة بالهجمات المرتدة وهذا الأفضل له في ظل الغيابات التي يُعاني منها خط دفاعه والتي أجبرته اليوم على تقوية الوسط دفاعيًا لحمايته.

جملة نابولي الهجومية الواضحة مع ساري منذ الموسم الماضي نجحت اليوم أيضًا، وهي انطلاق جناح في جانب ولعبه تمريرة عرضية أو بينية للجناح الآخر الذي يتحول لمهاجم داخل منطقة الجزاء .. دومًا ما كانت تحدث بين إنسينيي وكاييخون، أو إنسينيي وميرتينز، أو أيًا كانت الأسماء .. ودومًا ما كانت ناجحة وهي السبب الأهم خلف أهداف الأجنحة الكثيرة مع الفريق. هذه الجملة نجحت اليوم أيضًا وسجل بها نابولي هدفين وأضاع عدة فرص.

سلبية نابولي الأهم في لقاء الليلة كانت عجزه عن الخروج من كماشة ضغط ميلان في نصف ملعبه، فالفريق لم يتمكن من الخروج من هذا الضغط بنجاح إلا نادرًا، وكثيرًا ما فقد الكرة أو اضطر لإخراجها لخارج الملعب ... ميلان سجل هدف نتيجة هذه الوضعية وكاد أن يُسجل أهداف أخرى لولا عدم التوفيق في لمساته الأخيرة.

ولهذا رأينا أن ساري انتبه للأمر وأخرج لاعبه الريجيستا "جورجينيو" وأشرك دياوارا الذي نجح نوعًا ما في تفادي ضغط ميلان، ومن ثم أخرج ساري هامسيك وآلان وأشرك زيلينسكي وروج ! تغيير خط الوسط بالكامل ناتج عن تراجعه فنيًا وبدنيًا نتيجة ضغط ميلان الهائل وقد تحسن أداء نابولي كثيرًا بتلك التغييرات. ساري لم يُغير في الدفاع لأنه لا يمتلك أي خيارات أفضل ولم يغير في الهجوم لأنه يقوم بما عليه بامتياز.

هذا الانتصار قد يكون نقطة انطلاق نابولي نحو صراع الاسكوديتو الحقيقي، إن سقط يوفنتوس من جديد فلا أتوقع أن يفوت له ساري وهامسيك والبقية الفرصة للعودة ! الفوز على ميلان وسط تلك الظروف الصعبة مهم وقادر على أن يكون نقطة تحول ونقطة انطلاق لمسيرة ممتازة، لكن كل شيء مازال بيد السيدة العجوز.

 

تواصل مع تامر أبو سيدو  

images.performgroup.com/di/library/GOAL/48/54/juraj-kucka-milan-napoli-seria-a_1wk90ds8944rz1c9z1afa9ocj4