اخبار العراق الان

الوضع في الأردن أخطر من داعش

الوضع في الأردن أخطر من داعش
الوضع في الأردن أخطر من داعش

2017-01-23 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين


هل تخشون إرهاب داعش؟ إن خشيتكم هذه تكاد لا تساوي شيئاً مقارنة بما هو سائد في المملكة الأردنية المجاورة لنا. فقبل حوالي ثلاثة أسابيع شنّت خلية إرهابية هجوماً على قلعة الكرك التاريخية الواقعة إلى الشرق من البحر الميت. وقد قُتل جراء هذا الهجوم عشرة أشخاص، بينهم سبعة من رجال الشرطة وسائحة واحدة. والحقيقة هي أن الحديث هنا يدور عن ضربة أخرى لصناعة السياحة الأردنية التي تعرضت مؤخراً للعديد من الضربات.

الهجوم الارهابي في الكرك الأردنية

ويُنظر إلى حقيقة أن الاقتصاد الأردني لا يزال قادراً على الصمود على أنها نوع من المعجزات. فالوضع خطير، والمشكلة أعمق بكثير من مجرد الإضرار بالسياحة. فوفق معطيات البنك الدولي فإن ميزانيات المملكة تسجِّل المزيد من العجز، كما يسجَّل تراجع في ميزان المدفوعات. وإمدادات المياه غير مستقرة، والخدمات الصحية والتعليمية متهالكة. كما أن بدلات الإيجار قد ارتفعت بحوالي ثلاثة أضعاف خلال العامين الأخيرين، والفقر والبطالة في أوساط الشباب يخلقان حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي.
 ومن أصل حوال 7 ملايين شخص، هم عدد سكان المملكة، هناك حوالي ميلوني شخص هم من اللاجئيين الذين وصلوا إليها خلال السنوات الأخيرة من كل من سوريا والعراق. ووفق التقديرات الرسمية الحكومية في الأردن فإن الكلفة المالية لمعالجة تدفق سيل اللاجئيين قد وصلت حتى نهاية 2016 إلى أكثر من 4 مليارات دولار. ويمكن أن نضيف إلى هؤلاء اللاجئيين بضع عشرات آلاف الفلسطينيين الذين انتقلوا من الضفة الغربية إلى الأردن خلال فترة الانتفاضة. والحديث يدور هنا، بشكل أساسي، عن أصحاب المهن ورجال الأعمال الذين سئموا الانتظار في الصفوف التي لا تنتهي على الحواجز (الإسرائيلية) واختاروا، بدلاً من ذلك، الاستقرار والهدوء النسبيين اللذين كانا سائدين في الأردن. واليوم هناك لكل عائلة فلسطينية من يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ومن القدس الشرقية أقارب لها، وفي بعض الأحيان تمتلك عقارات خاصة بها، في المملكة المجاورة لنا. ويشكل الفلسطينيون عصب الاقتصاد الأردني، فهم يسيطرون على مختلف فروع التجارة والصناعة والأعمال، بينما يعمل سكان الأردن الأصليين بشكل رئيسي في الوزارات الحكومية والأجهزة الأمنية. وهناك عامل آخر يؤثر سلباً على الاقتصاد الأردني المتآكل وهو يتمثل ببعض الركود السائد في دول الخليج، وذلك في أعقاب تراجع أسعار النفط. وبدون الأموال من دول الخليج، من الصعب أن نرى الاقتصاد الأردني قادراً على الصمود. فبالإضافة إلى المساعدات المالية، فإن 10% من قوة العمل الأردنية تعمل في إمارات الخليج وفي السعودية. والكثير من هؤلاء العمال هم من الفلسطينيين الذين انتقلوا إلى الأردن، والأموال التي يرسلوها إلى عائلاتهم تشكل مصدر دخل هام للمملكة. وبالإضافة إلى ذلك فإن النقص في امدادات الطاقة يربك كل القطاعات في الدولة. فقد كان الأردن يستورد النفط في السابق من مصر، إلا أن نشطاء داعش قاموا بتفجير الأنابيب التي تنقل الغاز الإسرائيلي في سيناء، كما قاموا بضرب الأنابيب التي تنقله إلى الأردن. وكانت الحكومة الأردنية تقوم عادة بدعم أسعار الوقود، إلا أنه عندما حاولت مؤخراً رفع هذا الدعم اندلعت أعمال عنف في مختلف أنحاء المملكة الأمر الذي دفع الحكومة للتراجع عن قرارها. وبهدف تحقيق الاستقرار في استيراد الطاقة وقعت شركة الكهرباء الأردنية قبل عدة أشهر على اتفاق مع شركة نوبل انيرجي لتزويد 40% من استهلاك الكهرباء في المملكة من حقل الغاز (الإسرائيلي) لفيتان.  ترجمة: مرعي حطيني

المصدر: كلكاليست