اخبار العراق الان

مورو: عارضت غزو العراق للكويت بخلاف النهضة ج14

مورو: عارضت غزو العراق للكويت بخلاف النهضة ج14
مورو: عارضت غزو العراق للكويت بخلاف النهضة ج14

0000-00-00 00:00:00 - المصدر: الجزيرة


لم تدم فترة الوفاق أو التعايش طويلا بين الإسلاميين ونظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بعد انقلابه على نظام سلفه الحبيب بورقيبة في أبريل/ نيسان 1987، فقد وقع الصدام بين الطرفين عقب الانتخابات التي جرت في أبريل /نيسان 1989 وشاركت فيها حركة النهضة. فعقب ظهور النتائج التي قيل إنها كانت مزورة لصالح النظام، أعلنت النهضة سحب ثقتها من نظام بن علي بحجة أنها اكتشفت عدم جديته وتلاعبه بمشاعر الشعب التونسي وبالإسلاميين، كما يكشف عبد الفتاح مورو -أحد مؤسسي حزب حركة النهضة التونسية- في شاهدته الرابعة عشرة لبرنامج "شاهد على العصر". الإسلاميون أدركوا -بحسب مورو- أن معركتهم مع بن علي ليست سياسية أو مسألة مظهر خارجي، وإنما هي معركة "حضارية وفكرية"، وأن جهاز الدولة سيسخر لأنه يفرض على التونسيين توجها جديدا في وطنهم، وهي القضية التي لم يجرأ عليها حتى نظام بورقيبة. وكان تعيين محمد الشرفي وزيرا للتربية والتعليم، وهو من عرف بوزير تجفيف المنابع، قد أثار غضب نشطاء حركة النهضة خاصة بعد أن جاء بما أسماها إصلاحات قال مورو إنها توجهت إلى "قصقصة" الكيان الإسلامي في التربية التونسية. ولذلك عرض نشطاء النهضة على مورو كتابة بيان لبن علي من أجل إقالة الشرفي، وهو ما حدث رغم امتعاض ضيف "شاهد على العصر" من الفكرة لمعرفته بطريقة تفكير الرئيس التونسي في تلك الفترة. وفعلا كتب مورو البيان للرئيس نزولا عند رغبة الحركة، لكن الوزير بقي في منصبه لسنتين إضافيتين لأن بن علي رفض الطلب، رغم أنه كان يهيئ -كما يؤكد مورو- لإقالة الرجل من منصبه وزيرا للتربية والتعليم. مغادرة البلاد ومع تزايد الضغوط والملاحقات التي شنها نظام بن علي في تلك الفترة على الإسلاميين، غادر راشد الغنوشي تونس عام 1989، لكن مورو رفض مغادرة البلاد في آخر لحظة، بحجة "أن خروجي لن يساعد على تغيير شيء"، وأنه كان "رمزا للتصدي لواقع سيئ". وبحسب ضيف "شاهد على العصر"، فإن تحامل نظام بن علي على النهضة كان بمعية بعض اليسار وبعض العلمانيين، أو من أسماها الفئة المأجورة التي كانت تسعى للقضاء على الإسلاميين وتجفيف منابعهم. وقد واجه الإسلاميون في عهد بن علي -يضيف مورو- معاناة أكبر من تلك التي عانوها في عهد بورقيبة، حيث التعذيب في السجون والإهانات وغيرها من الممارسات التي يقول إنها كانت تستهدف الكرامة الإنسانية. غزو الكويت وفي ظل التطورات التي كانت تعيشها النهضة على صعيد الداخل التونسي، كانت لها مواقف إزاء القضايا العربية، ومنها غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت عام 1991، وهو الحادث الذي يقول مورو إن الحركة أيدته لكنه عارضه من منطلق أن هناك شرعية دولية ينبغي احترامها. موقف مورو المعارض لغزو الكويت من طرف صدام، وكان يعارضه أيضا القيادي في الحركة حمادي الجبالي، كان سببا في زيارة وزيرين كويتيين -أحدهما وزير الأوقاف الكويتي- مورو في أحد فنادق تونس، لكن بن علي أرسل رجاله الذين حالوا دون إتمام اللقاء الذي ضم أيضا السفير الكويتي في تونس. وقد دفعت تلك التصرفات الكويت إلى الاحتجاج لدى السلطات التونسية. كما أن النهضة غيرت موقفها لاحقا من مسألة غزو الكويت، مثلما يؤكد ضيف "شاهد على العصر" في شهادته.