اخبار العراق الان

فساد يزكم الانوف ومحسوبية بلا منازع في السفارة العراقية بامريكا

فساد يزكم الانوف ومحسوبية بلا منازع في السفارة العراقية بامريكا
فساد يزكم الانوف ومحسوبية بلا منازع في السفارة العراقية بامريكا

0000-00-00 00:00:00 - المصدر: جريدة العالم الجديد


بعد نشرها في 8 تموز يوليو الحالي، تقريرا استقصائيا حول إخفاق السفارة العراقية في واشنطن بمتابعة المراكز والمعاهد الأميركية المهمة بشأن ما تبثه من نشاط اعلامي حول العراق وحكومته، وصلت "العالم الجديد" ردود أفعال ايجابية مهمة ومثيرة من قبل ابناء الجالية العراقية المقيمة في الولايات المتحدة الاميركية، لأن ذلك يُعٓد المرة الاولى التي يتم خلالها استقصاء عمل السفارة على هذا النحو، لذا قامت "العالم الجديد" باستطلاع اراء العديد منهم حول عمل السفارة وعلاقتها بالجالية، الأمر الذي اشاع ارتياحا واضحا بين المستطلعين الذين ابدوا امتعاضا من عملها، مشترطين للحديث عن ذلك عدم ذكر اسمائهم الصريحة لأسباب تتعلق بالخوف من اجراءات انتقامية محتملة قد تقوم بها السفارة أو ملحقياتها عند مراجعتهم مستقبلا لأغراض تتعلق بإصدار جواز سفر أو تجديد هوية الأحوال المدنية او عمل وكالة، وما الى ذلك، كما حصل لواحد من أبرز أبناء الجالية نجاحا في الويات المتحدة وهو الدكتور رضا الجبوري الطبيب والأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون في واشنطن، والحاصل على شهادتي بورد أميركي للطب الباطني، ولطب الادمان، وهو اختصاص نادر، ويملك عيادتين، واحدة في ولاية ڤرجينيا والثانية في ميريلاند، حين أصدر السفير لقمان فيلي تعميما رسميا لملحقيات السفارة والجالية حرمه من التعامل او الاتصال بالسفارة أو ملحقياتها بسبب موقف شخصي، كما بين ذلك الدكتور الجبوري (الذي ستخصص "العالم الجديد" تقريرا مفصلا عن قصته المثيرة مع السفارة معززا بوثائق). إذ يقول المواطن (ج. ج . ف) من ولاية اريزونا "سنوات عديدة مرت ولم نلتق بالسفير او أحد من موظفي السفارة مطلقا، على الرغم من المصاعب الإدارية المتعلقة بجوازات السفر ووثائق التخرج وهويات الأحوال المدنية وامور اخرى كثيرة". وأضاف في حديث لـ"العالم الجديد" أمس الأحد، "ولكي لا نذهب بكم بعيدا شهدنا وبأم أعيننا والالم والحزن يغمرنا حين حضرنا مراسم تشييع ونقل جثة الشهيد الطيار العراقي (راصد محمد صديق) الى بغداد قبل أكثر من اسبوع تقريبا في مدينة (توسان) بولاية اريزونا بعد تحطم طائرته الـ(ف١٦) والتي لم يحضرها أي فرد من أفراد السفارة او حتى قنصلية لوس أنجلس في كاليفورنيا المجاورة والتي لا تبعد عنا كثيرا". وأوضح أن "القنصل يسكن في مقاطعة للاثرياء وهي (بيفرلي هيللز)، ببدل ايجار يبلغ 13 ألف دولار أي مايعادل راتب الرئيس الاميركي، وأما قيمة مشتريات أثاث البيت فقد تجاوزت الـ300 ألف دولار"، متسائلا "كيف نتأمل من مثل هؤلاء الاهتمام بمعاناة أبناء البلد". من جهته، قال رئيس إحدى البعثات الديبلوماسية الذي فضل عدم ذكر اسمه حينما عرج على وفاة التشكيلي العراقي عبدالأمير علوان الذي توفي في تكساس يوم الرابع من تشرين الثاني نوڤمبر الماضي، بالقول، "اتصل بي الفنان عقيل الجبوري من تكساس ليبلغني بوفاة الفنان التشكيلي الكبير عبدالأمير علوان متسائلا عن كيفية التعامل مع وصيته في نقل جثمانه الى النجف الأشرف، ما حدا بي الاتصال بالسيد السفير لقمان الفيلي الذي أجابني دون تردد بعدم استعداد السفارة لتقديم اي دعم مادي في نقل الجثمان لعدم وجود تخصيصات لمثل هكذا حالات". وأردف "بعد ذلك سألت السفير عن إمكانية تكفل السفارة بمراسيم الفاتحة لتعذر ذلك على ذويه، لكن السفير كان شفافا حين ابلغنا بأن السفارة باستطاعتها التعجيل باستكمال أوراق المتوفى فقط، الأمر الذي حث عددا من الفنانين وأبناء الجالية على جمع مبلغ لا بأس به رغم قصوره في تغطية نفقات نقل الجثمان الى النجف، لنعلم بعدها أن السفير نفسه تبرّع بثلاثة آلاف دولار لأحد العراقيين المتوفين، لأن عائلته مقربة من السفير، وأن المتوفى لم يكن يوما فنانا او كاتبا أو شخصية مؤثرة". من جهته، قال أحد الموظفين العاملين في السفارة سابقا (ن.ع)، والالم يعتصر قلبه بأن "السفير لقمان الفيلي حال تسنمهِ المنصب شرَّع باصدار أمرين متتاليين خلال أقل من شهرين على استلام مهام عمله الجديد، يقضيان بانهاء خدمات تسعة موظفين في السفارة ينتمون الى مكون عراقي واحد وانا من بينهم، وتعيين اقرباء له بدلا عنهم". ويواصل الموظف السابق الذي آثر عدم ذكر اسمه خلال حديثه لـ"العالم الجديد" بالقول إن "سعادة السفير عيّن فور تسنمه مهامه، ابن خالته، وابن عم زوجته الذي استدعاه من لندن كموظٓف في السفارة"، موضحا "كما انه أطلق يد زوجته (وهي ربة بيت) للتصرف في السفارة والاجتماع بموظفيها من دون صفة رسمية، مبدية توجيهاتها لهم بما يتطلبه تواجدها في السفارة من اصطحاب اطفالها الذين يقوم موظفو السفارة بتقديم الخدمة لهم والانشغال بهم اثناء الدوام الرسمي (وهذا ما تأكدت منه "العالم الجديد" من مصادرها في السفارة والملحقيات التابعة لها)". ولفت الى أنه "أصبح من المعروف أيضا أن مصاريف التسوق الشخصية لزوجة السفير تتم جميعها من حساب السفارة، ما يتطلب تزوير مفردات ووصولات التسوق بمساعدة محاسب السفارة المعروف (أحمد صباح فخري)، بما في ذلك استضافة افراد من عائلة تلك المرأة من لندن واقامتهم في واشنطن على حساب السفارة". أما (أ.س) وهو موظف سابق في احدى الوزارات العراقية بدرجة مدير عام، فقال "لقد دأب السيد السفير منذ تسنّمه مهام منصبه في واشنطن على اختيار اسماء المدعوٌين بنفسه من أبناء الجالية من قوائم تُقدّم له بأسمائهم لحضور اي دعوةٍ، وليمة، مناسبة أو لقاء مع مسؤول قادم من بغداد الى واشنطن يود الاستماع الى ما يشغل أبناء الجالية وما يجول في خواطرِهم". وبين المواطن العراقي المقيم بولاية فرجينيا، في حديث لـ"العالم الجديد" قائلا "بادئ الأمر كان يختار المدعوين من طائفة واحدة، لكنه أصبح بعد حين، يختار المدعوين من حزبٍ واحدٍ من تلك الطائفة، ثم استمر في تطوير نهجه ليتحول الى التركيز في اختياره للمدعوين من أبناء ومؤيدي ذلك الحزب الذين لديهم ولاء محدد الى جهة معينة دون غيرهم، وفقا لمشاعر انتمائه ومزاجه، وهذا مالا يمتّ بصلة للانتماء الوطني الذي ننشده"، مؤكدا "وهذا ما حدث بوليمة الجمعة الفائتة التي اشارت اليها (العالم الجديد) في تقريرها السابق". ونظرا للاتصالات والرسائل العديدة التي تتلقاها "العالم الجديد" من مختلف أبناء الجالية في العديد من الولايات الاميركية حول هذا الموضوع، فانها ستواصل نشر تلك الاراء والتجارب الشخصية بتقارير لاحقة.