اخبار العراق الان

المسؤول عن مكافحة الفساد في تونس: ليس صحيحاً أن الفساد جزء من ثقافتنا

المسؤول عن مكافحة الفساد في تونس: ليس صحيحاً أن الفساد جزء من ثقافتنا
المسؤول عن مكافحة الفساد في تونس: ليس صحيحاً أن الفساد جزء من ثقافتنا

2016-04-05 00:00:00 - المصدر: الكومبس


القاضي خالد العياري مسؤول مكافحة الفساد في تونس (عدسة الكومبس)

الكومبس – خاص: تشهد العلاقات التونسية السويدية تطورا لافتا، خاصة في مواضيع التعاون التي تشمل بالإضافة إلى الملفات الاقتصادية والتنموية، تطوير الإدارة الحكومية وتعزيز الديمقراطية وبناء دولة القانون. وجاءت زيارة الرئيس التونسي قايد السبسي للعاصمة السويدية في 4 نوفمبر العام الماضي، لتعزز أكثر هذه العلاقات، والتي سبقها وأعقبها زيارات مختلفة لوفود من البلدين.

حاليا يزور السويد وفد من الحقوقيين والقضاة العاملين في عدة وزارات وهيئات حكومية، وهدف الزيارة، كما أوضحت للكومبس السفيرة التونسية فاطمة العمراني الشرقي، الاطلاع على تجارب السويد في مجال تعزيز دولة القانون ومكافحة الفساد.

الزيارة التي يغلب عليها طابع الزيارات البحثية والدراسية، تتم من خلال منظمة المجمع الدولي للمساعدة القانونية ILAC "إيلاك" وهي منظمة سويدية المنشأ والتأسيس لكن لها طابع دولي ونشاطاتها تمتد إلى عدة مناطق عالمية. السفيرة التونسية في السويد والسفير السويدي في تونس وعدد من أعضاء الوفد

القاضي خالد العياري المسؤول عن مكافحة الفساد في تونس: الفساد أفة واحدة في العالم

على الرغم من تحفظه في الظهور الإعلامي وحرصة على عدم الخوض في حوارات صحفية، خص القاضي خالد العياري الكومبس بهذا الحديث بهدف تعريف القارئ العربي ببعض التوجهات التونسية الحديثة في مواضيع تعزيز بناء دولة القانون ومكافحة الفساد.

وأشاد أولا بأهمية هذه الزيارة التي تأتي في مرحلة انتقالية هامة من مراحل بناء المؤسسات الحكومية، التي تشهدها تونس.

ما أهمية هذه الزيارة في الوقت الحالي؟

نحن نعمل حاليا على إعادة بناء المؤسسات التونسية ولا شك أن الجانب القانوني هو أحد أهم الجوانب التي نعطيها اهتماما خاصاُ، والاطلاع على التجارب السويدية بهذا الشأن مسالة مهمة لأن الطرق القضائية والحقوقية تختلف هنا عما هو متبع لدينا في تونس، ودراسة هذا الاختلاف يقوي خياراتنا وأسس القرارات التي سنتخذها في عمليات إعادة البناء.

وهل انتم مستعدون لاتخاذ قرارات بالتغيير في حال وجدتم البدائل الأفضل بالنظام السويدي؟

طبعا لذلك نحن هنا، نحن مستعدون لإحداث تغيرات جذرية وعلى كافة المستويات، ولكن هذه التغيرات ستكون متلائمة مع ما يناسبنا ويناسب ثقافتنا وعاداتنا الإسلامية والعربية.

بما أنك المسؤول الأول عن مكافحة الفساد هل هناك اختلاف بين نوع الفساد في أوروبا وبين ما تعاني منه تونس؟

الفساد هو واحد في كل العالم، هو نفس الآفة أينما يوجد (كشف وثائق بنما مؤخراً أحد الأدلة) وهو يستشري عادة بعدة مجالات، فنحن نحارب الفساد الإداري والفساد المالي والفساد في أجهزة الدولة، لأن الفساد هو عائق للتقدم ويستنزف الاقتصاد، كما هو معروف تونس عانت من الفساد بشكل كبير جدا قبل الثورة، والآن نحن نمتلك الإرادة لمكافحة هذه الآفة.

ما هي الوسائل التي يجب أن تتوفر لديكم لتحقيق مهمة مكافحة الفساد والحد منه؟

كما قلت لك، أولا: الإرادة، يجب أن تتوفر لدينا إرادة قوية لنبني عليها خطط مكافحة الفساد، إلى جانب الوسائل القانونية والتشريعات، هذا بالإضافة إلى تعزيز دور الصافة السلطة الرابعة، لتأمين الشفافية. ويجب الإشارة أيضا إلى دور المنظمات المدنية، ولدينا في تونس دور قوي وناجح للمجتمع المدني يؤدي دوره في جميع المستويات، وحصول أربع جهات نقابية ومدنية على جائزة نوبل هذا العام، هو دليل على قوة هذا الدور.

أخيرا ما رأيك بمن يقال بإن محاربة الفساد بالدول العربية مهمة صعبة، لأن الفساد أصبح مرتبطا بالثقافة والعقلية للمجتمع؟

لا، هذا ليس صحيحا، الفساد هو مرض غريب عن ثقافتنا وعادتنا، وليس له علاقة بالقيم العربية الأصيلة، وهو مستجد، لكنه يجد بيئة له خصبة للنمو بأي مجتمع ضعيف. الفساد يهدم الثقافة ويخرب المجتمعات وأخلقها ويهدم اقتصاد الدول.

kompis2.geomedinfo.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2015/11/facebook