اخبار العراق الان

خلافات بين واشنطن وانقرة بسبب تعاطي الاخيرة مع حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية

تناقلت وسائل الإعلام التركية في الآونة الأخيرة أنباء عن وجود نية لدى الجيش التركي للانقلاب على الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بدعوى حياده عن المبادئ العلمانية المؤسسة لدعائم الجمهورية التركية، وجر تركيا نحو مستنقع عدم الاستقرار.

لم تستغرق ردة فعل الجيش التركي على هذه الأنباء طويلًا، حيث نفى الجيش، عبر موقعه الإلكتروني، نفيًا قاطعًا تفكيره في أي محاولة للانقلاب على الديمقراطية في تركيا.

من جهته، أكّد أكبر أحزاب المعارضة التركية، حزب الشعب الجمهوري، أيضًا رفضه القاطع لأي تدخل للجيش في مسار العملية الديمقراطية، وذلك في تصريح لزعيم الحزب كليجدار أوغلو لصحيفة خبرترك تناوله كاتب في صحيفة في مقال بعنوان "الجيش أظهر احترامه للديمقراطية".

كليجدار أوغلو شدد في تصريحه على ضرورة تجنب الساسة والصحفيين ومؤسسات المجتمع المدني دعوة الجيش إلى الميدان السياسي، مبينًا أن دخول الجيش إلى السياسة يعني جرائم وأخطاء وتخلفا سياسيا واقتصاديا، وتركيا ليست بحاجة إلى هذا المشهد الذي منع تقدمها لثمانين عامًا.

مشيرا إلى أن عقلية قادة الجيش تغيّرت كثيرًا عما كانت عليه في السابق، مبينًا أن الجيش نأى بنفسه عن التدخل في السياسة منذ عام 2007، ولا يبدو أنه بحاجة إلى تكرار تدخله في السياسة، لأنه يعي تمامًا الثمن الباهظ الذي ستدفعه تركيا نتيجة لهذا الانقلاب، فالمنطق ومستوى وعي الجيش التركي تغيّر بشكل جذري.

وكشف كليجدار أوغلو عن عدم استيعابه لأسلوب تفكير الكُتاب والصحفيين الذين يدعون الجيش إلى الانقلاب، مشددًا على ضرورة مراجعة هؤلاء الكتاب والصحفيين لمفهوم الديمقراطية والحرية، ومتسائلًا: ألا يعلم هؤلاء الصحفيون أنهم أول فئة سيتم تجميد عملها في حال حدوث انقلاب في تركيا، بصرف النظر عن انتمائهم؟

وأكّد الزعيم المُعارض أن الانقلاب لن يصب في مصلحة أي جهة سياسية، لذا فإن حزب الشعب الجمهوري يرفض الحديث عن ذلك رفضًا قطعيًا.

وفيما يتعلق بتغيير الدستور التركي، أفاد كليجدار أوغلو بأن الدستور الحالي دستور انقلابي يجب تغييره، ولا أحد في تركيا يعارض ذلك، مشيرًا إلى أن العامل الأساسي الذي دفع حزب الشعب الجمهوري للانسحاب من لجنة إعداد مسودة الدستور الجديد، هو "إصرار حزب العدالة والتنمية على النظام الرئاسي الذي، حسب توقعنا، سيساهم بشكل كبير في تأجيج الانقسام والأزمات في تركيا".

وفيما يتعلق بقضية رفع الحصانة عن بعض نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي لتقديمهم للمحاكمة، ألمح كليجدار أوغلو إلى أنه حين النظر إلى القضية عن كثب، يُلاحظ أن القضية تتعلق بالأمن القومي وليس بحصانة هذا أو ذاك، لذا فإن حزب الشعب الجمهوري لن يتوانى عن دعم هذا القرار.

وفي تقييمه للعلاقات التركية الأمريكية وزيارة أردوغان الأخيرة لواشنطن، أكّد كيليجدار أوغلو أن السبب الرئيس في تدهور الأوضاع في سوريا هو حزب الاتحاد الديمقراطي ، الكوردي السوري PYD، الذي يعرقل مساعي الحل السياسي،حسب قوله، مبينًا أنه يجب أن نعترف بأن السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا لم تكن ناضجة ومتكاملة، بل كان يشوبها الضبابية والتردد، وكان من الأفضل لتركيا أن تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

وفي ختام لقائه عبر كيليجدار أوغلو عن أمله في تتمكن تركيا من الخروج من الأزمة السورية بنتائج إيجابية، مشيرًا إلى أن دعم تركيا للتحرك السياسي الدولي سيكفل لها الحصول على نتائج إيجابية فيما يتعلق بالمسألة السورية.

في هذه الاثناء،اشارت تقارير صحفية الى أن ثمة مخطط أمريكي لتطويق تركيا والاستغناء عنها، مشيرًة إلى أن الولايات المتحدة نشرت من قبل قوات خاصة لدعم وحدات حماية الشعب الكوردية PYD وإن القوات الأمريكية الآن موجودة على الارض شمال سوريا لدعم الكورد هناك .

هذه التقارير أشارت ايضا إلى توتر العلاقات الأمريكية - التركية، بسبب الخلاف بين الطرفين على طريقة تعاطي تركيا مع حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

يشار إلى أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الإدارة الأمريكية تدرس خطة لزيادة عدد القوات الخاصة الأمريكية، التي أُرسلت إلى سوريا بشكل كبير.

وقد اعادت وحدات الحماية الكوردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، منذ مطلع العام الماضي، السيطرة على عدد من المناطق الاستراتيجية وحررتها من قبضة داعش ،  شمال وشمال شرق سوريا، بمساندة من التحالف الدولي، أبرزها مدن كوباني (عين العرب) شمال شرقي محافظة حلب، وتل أبيض شمالي محافظة الرقة، والشدادي جنوبي محافظة الحسكة.

وكان مصدر عسكري رفيع في قوات سوريا الديمقراطية،كشف في وقت سابق من هذا الشهرعن أن القوات الامريكية باشرت ببناء مطارين عسكريين كبيرين في كوردستان الغربية (شمال وشرق سوريا).

وأكد المصدر  الذي فضّل عدم الكشف عن هويته،في تصريح لـ(باسنيوز) أن "القوات الامريكية تبني مطارين عسكريين في مناطق كوردستان الغربية (شمال شرق سوريا), سوف يستخدمان لأغراض عسكرية ومدنية معا".

وأضاف المصدر "المطار الأول تبنيه القوات الامريكية في محيط  "المطار الزراعي" في منطقة رميلان بمقاطعة الجزيرة", مشيرا الى "الانتهاء من بناء مدرج طويل, وسط استمرار عمل عشرات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين فيه".

ونوه المصدر الى ان "المطار الثاني بدأت أعمال إنشائه في محيط،قرية خراب عشك،الواقعة جنوب شرق مدينة كوباني", لافتا الى "تخصيص مساحة  تقدر بعشرة هكتارات لموقع المطار", مؤكدا أن "جهودا كبيرة تبذل من قبل القوات الامريكية للانتهاء من بناء المطارين في أقرب وقت ممكن لاستخدامهما لأغراض عسكرية ومدنية معا".

 يذكر أن قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية تساند جويا عمليات قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكوردية السورية عمادها الرئيسي،ضد تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) في شمال شرق سوريا.