اخبار العراق الان

مفاوضات جنيف تنطلق اليوم بغياب وفد النظام

مفاوضات جنيف تنطلق اليوم بغياب وفد النظام
مفاوضات جنيف تنطلق اليوم بغياب وفد النظام

2016-04-13 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


تبدأ اليوم الجولة الثالثة من المفاوضات السورية في غياب وفد النظام السوري المنشغل في الانتخابات البرلمانية ليعود ويلتحق بطاولة جنيف بعد غد (الجمعة)، بحسب ما أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في حين أنهى أمس المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا جولته التشاورية بزيارة إلى طهران، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي عبّر عن قلقه حيال ما قال إنها «مضاعفة الأعمال العسكرية للمجموعات المسلحة وانتهاك وقف إطلاق النار في سوريا». وقال عبد اللهيان للتلفزيون الإيراني، إن «هذه المسائل مقلقة ويمكن أن تؤثر سلبا على العملية السياسية الجارية»، وانتقد مجددا وجود بعض المجموعات التي تصفها طهران بأنها «إرهابية» في مفاوضات جنيف. وأوضح أن «دي ميستورا شدد على أنه لا يوجد أي صلة بين المحادثات السورية والمجموعات الإرهابية، لكن لائحة المجموعات الإرهابية ما زالت مسألة فيها غموض». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن دي ميستورا قوله إن مفاوضات جنيف «مناسبة لإيجاد سبيل لتسوية المشكلات في سوريا بفعالية»، مشددا على «ضرورة وقف الأعمال القتالية». وأضاف أن «موقف إيران وأفكارها مهمان»، وأنه سيأخذ توصياتها في الاعتبار.
وكان دي ميستورا اعتبر الاثنين الماضي في دمشق، حيث التقى وزير الخارجية وليد المعلم أن مفاوضات جنيف المرتقبة ستكون «بالغة الأهمية»، لأن التركيز خلالها سيكون «على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور».
ويوم أمس، قال المقداد، في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، إن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة، معتبرا أنه يجب بحث وثيقة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال المفاوضات المقبلة، وأن الجانب السوري ينوي إدخال بعض التعديلات على هذه الوثيقة وتحسينها. وهو ما رفضه منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، مؤكدا أن المعارضة حاسمة هذه المرة في قرارها لجهة التأكيد على أن البحث يجب أن ينحصر في نقطة أساسية واحدة هي الانتقال السياسي وقطع الطريق أمام محاولات النظام للمواربة وممارسة الضغوط لجعل الهيئة العليا تتراجع عن مشاركتها. وأوضح، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تمّ التصويت في اجتماعات الهيئة على عدم القبول ببحث أي موضوع خارج تشكيل هيئة حكم انتقالية، وهو ما سبق لدي ميستورا أن أعلنه أيضا أكثر من مرّة، وسيكون لنا موقف حاسم في حال لمسنا محاولات للالتفاف على هذا الأمر».
ورأى ماخوس، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «جولة المبعوث الدولي قبل بدء المفاوضات إلى عدد من الدول لا سيما منها دمشق وطهران، هي للوقوف على الحدود التي قد يصل إليها النظام السوري في مفاوضات جنيف مقابل الموقف الحاسم والنهائي للمعارضة، في وقت باتت فيه جهات دولية عدّة تشعر أن العملية السياسية أصبحت مهدّدة بسبب عدم تجاوب النظام».
واعتبر ماخوس أن «ممارسات النظام وتصريحات مسؤوليه تؤكد محاولاته الدائمة لإفشال العملية السياسية، مراهنا على مقاطعة المعارضة وتراجعها عن قرار المشاركة للهروب من الاستحقاق وتحميلها مسؤولية الفشل، وهو ما تثبته وقائع عدّة، أهمّها عدم التزامه بالقرارات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة برفضه السماح بإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، كما وتنفيذ البند المتعلّق بإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى محاولته الدائمة بخرق الهدنة التي أصبحت أساسا على وشك الانهيار»، مضيفا: «رغم ذلك نعتبر أن الجولة الثالثة من المفاوضات استحقاق نهائي وحاسم، سلبا كان أم إيجابا، ولن نقبل بأي محاولات للترقيع من قبل النظام مثل اقتراحاته المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية أو مناقشة أمور إجرائية. الشعب السوري انتفض للوصول إلى التغيير الشامل، ولن نقبل بأقلّ من ذلك».
وفي حين أكّد ماخوس أن المعارضة لن تقدّم إلى النظام فرصة لتحميلها مسؤولية فشل العملية السياسية، وهي ستشارك في المفاوضات وستتابع بدقة كل مجريات المفاوضات وتطورها، قال: «رغم ذلك لسنا متفائلين بأننا سنصل إلى حلّ للأزمة»، مضيفا: «مع العلم أنّ الهيئة العليا التفاوضية ستكون موجودة بكامل أفرادها في الرياض للوقوف على أي مستجدات واتخاذ القرارات المناسبة فورا».

الشرق الأوسط