في يوم باريسي.. العالم يعبر في يوم السلام العالمي عن تعاطفه مع مملكة القصب “اهوارنا الجميلة”
متابعة – واع
اقيمت في العاصمة الفرنسية باريس يوم امس الاربعاء، فعاليات يوم السلام العالمي الذي اعتادت منظمة اليونسكو على احيائها كل عام.
وشارك في الفعاليات وفد عراقي رفيع ضم من بين اعضائه مختصين في شؤون الاهواروالمياه والبيئة يمثلون عددا من الوزارات ذات العلاقة, فضلا عن البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية ,وفنان منظمة اليونسكو من اجل السلام الموسيقارالعالمي الدكتورنصيرشمه.
وتبنى المشاركون الذين زاد عددهم على الف شخص يمثلون مختلف دول العالم ومنظماته المعنية فضلا عن مسؤولين وسفراء وشخصيات ثقافية وعلمية رفيعة ,جميع التوصيات التي تقدم بها الوفد العراقي الهادفة الى الحفاظ على الاهوارالعراقية وديمومتها واستمرارتدفق المياه اليها والواردة من دول الجوار , من اجل الحفاظ على التوازن البيئي والبشري ومنع اندثارها بفعل الجفاف والابقاء عليها باعتبارها احدى المحميات التي اقرتها منظمة اليونسكو.
وطرحت خلال الاجتماعات مقترحات تدعو الى مقايضة اطلاقات المياه التي تحتاجها الاهوارالواردة من الاراضي التركية ,من اجل ديمومة الحياة في الاهوار, مقابل مد انقرة بالنفط الخام العراقي باسعارتفضيلية ,وفقا للبروتوكول المبرم سابقا بين البلدين ، ومن بين القرارات التي تبناها المجتمعون تنظيم ورشة عمل في مبنى ” المحطة” في بغداد لمناقشة معاناة الاهواربمشاركة مختصين بامور المياه والبيئة, والبحث عن كيفية انهاء هذه المعاناة حفاظا على هذا المعلم السياحي الكبيرالذي بات مهددا بالجفاف بسبب شحة المياه الوافدة اليه من نهري دجلة والفرات.
واوضح الوفد العراقي للمشاركين بالافلام الوثائقية والندوات وورش العمل, ماساة الاهوارالتي ضمتها منظمة اليونسكوالى لاتحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية لتلحق بالمدن الاثرية العراقية القديمة التي تحيط بها” اور واريدو والوركاء” .
وكعادته فقد نجح الموسيقارنصير شمه بانغام عوده, في تجسيد ماساة الاهوار من خلال معزوفة / مملكة القصب/ التي مثلت ايقونة لهذا اليوم الذي تخللته ندوات ومعزوفات حكت للمشاركين قصة الاهوارعبرالتاريخ, قصة تروى ليس بالكلام فقط, وانما بالموسيقى ايضا ,قصة تحكي معاناة الاهوار والمخاطرالجمة التي تهددها.
وكما سبق شمه ارثه الفني الابداعي الى لندن والقاهرة وبيروت ,فقد سبقه الى باريس وبالموسيقى والافلام الوثائقية التي اعدها مخرجون عراقيون بارزون على مدى ثلاثة اشهر,تمكن الوفد العراقي الذي ضم مسؤولون كباروشخصيات مثلت العديد من منظمات المجتمع المدني, في مقدمتها رابطة المصارف الخاصة العراقية ممثلة برئيسها وديع الحنظل ,تمكن من اطلاق صرخة انذار في ساحة مهمة من ساحات المجتمع الدولي ,صرخة تحث على ابعاد خطرالاندثاروالتصحر عن اهوارنا الجميلة.
وهي مسؤولية مشتركة بين دول العالم ومنظماته الدولية ,في مقدمتها منظمة ” اليونسكو” التي تبنت مهمة مراقبة اوضاع الاهواروالمدن العراقية الاثرية الثلاث المحيطة بها,من منطلق موقع الاهوار الفريد ,وخصائصها النادرة ,كمحمية دولية طبيعية للكثيرمن النباتات والحيوانات والطيورالداجنة والمهاجرة ,وكونها, ملاذا لتنوع بايولوجي لمدن حضارات مابين النهرين عبر التاريخ, لقد صفق جمهوراليونسكو طويلا لفن وابداع الموسيقارنصيرشمه الذي جسد من خلال معزوفته الشهيرة “مملكة القصب” قصة الاهوار وصمودها, رغم الانواء والمحن والخطوب ,وظلم دول الجوار المتحكمين بالمياه.
