اخبار العراق الان

د. نورا المرشدي تكتب: ترسيم أم تسليم ياسليم سلم

د. نورا المرشدي تكتب: ترسيم أم تسليم ياسليم سلم
د. نورا المرشدي تكتب: ترسيم أم تسليم ياسليم سلم

2017-02-09 00:00:00 - المصدر: مقالات عراقية


 مابين القول إنها ( إتفاقية ترسيم الحدود بين العراق والكويت) والقول إنها ( إتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبدالله) فرق كبير على مستوى السياسة والإقتصاد والنزاعات والإعلام والمزاج الوطني. فلو إفترضنا جدلا أن الإتفاقية التي تمضي حكومة بغداد في تنفيذها بناءا على قرارات أممية ستكون خاصة بترسيم الحدود فإن الوضع سيكون مختلفا، وهذا يعني أن الكويت هي الرابحة لأن الإتفاقية إنما تمت في وقت كان العراق فيه مهزوما، وكان جنوده يجرون ذيول الخيبة والعار وهم هاربون من الأراضي الكويتية بعد محاولة من صدام لإستعادتها، ولم يكن يعلم أنه سيسلم وطنه لقرية كانت في يوم تابعة لمدينة البصرة العظيمة.

    هذا يعني أن الشعب العراقي لايدري مايحاك له في السر، ولايعلم أن المتربعين على سدة الحكم فيه مجرد تجار، وليسوا سياسيين، وهم غير قادرين على فعل شيء، ولايؤمنون إلا بالمكاسب الشخصية التي يسعى الفرد وراءها، وينسى أنه مسؤول عن وطن وتاريخ وقيم وإنسانية ومستقبل أجيال كاملة، وبالتالي يتحول السياسي الى شخص عاجز أشبه بالمتسول بالضائع المشرد بالباحث عن ثياب أو لباس، ولايعود جديرا بوصف سياسي وقائد ووطني، ولابد للشعب من نفيه ورفضه وإلحاق العار به، وهذا العار لحق بحاكم سابق للعراق عندما تنازل للشاه الإيراني عن أراض عراقية ومياه، ولحقه عندما سلم مناطق حدودية للأردن، وعندما سمح لتركيا بضرب الأكراد في الشمال لأنه يعاديهم، وعندما تنازل للسعوديين وللكويتيين، وعندما قبل أن يكون أداة للحروب والنزاعات، ويجابه بالنيابة عنهم ضد الجيران.

    وإما إذا كانت الإتفاقية خاصة بتنظيم الملاحة فإن العراق في وضع الآن يتيح له مساحة من المناورة تمنع عنه التنازل عن حقوق طبيعية في ممرات مائية مخصصة للملاحة الدولية خاصة وإنه لايمتلك الكثير من تلك المساحات على العكس من الكويت التي تتقدمه في الجغرافية، ولديها مساحة أكبر، وتمتلك موانئ عدة على شاطيء الخليج، وإذن فلابد من فعل سياسي ثوري ومتقدم ينبري له نخبة من القانونيين والبرلمانيين والنخب الفاعلة والمؤثرة لوقف مسلسل التداعي العراقي.

    توفي من أيام الممثل الأردني القدير حابس العبادي، وكان مثل العديد من الأدوار، وإشتهر بشخصية ( شيخ سنان) وينطقه العراقيون بالصاد فيقولون( شيخ صنان) وكان هذا الشيخ فرط بمكتسبات القبيلة البدوية وتعامل بإزدواجية وتسبب بمشاكل مع القبائل الأخرى، وتنازل عن حقوق جماعته. وكان المتملقون ينشدون الشعر في خيمته ليمجدوه زورا فيقول الشاعر الكبير( مصيول)

شيخ صنان شيخ صنان

عيونك زرك سنونك فرك

وصيتك والع بالعربان

رحمه الله.

 

 

 

د. نورا المرشدي