المحلل السياسي / باسم العوادي أعلنت مصادر اعلامية ، ان مؤتمر “باريس القطري” لتجميع ( عملاء المخابرات القطرية) الذي من المقرر عقده في يومي 28-29 ايار الحالي ، سيشهد انبثاق كيان سياسي جديد قوامه من داخل وخارج العراق ، تحت اسم “المشروع الوطني العراقي”. وهذه كذبة مخبراتية “قطرية ــ بعثية” كبيرة فعنوان المشروع الوطني، هو تأطير وتطوير لأفكار رجل الأعمال البعثي الطائفي “خميس الخنجر” المشهور بصلاته المشبوهة برغد صدام حسين وبالمخابرات القطرية تحديدا، والذي كان يتحرك في الساحة السياسية العراقية تحت إطار حزب سياسي أسمه “المشروع العربي”، وهو تجميع لبعض المتطرفين الطائفيين المنبوذين في المنطقة الغربية وغالبيتهم من المطلوبين للأجهزة الأمنية والقضاء العراقي بتهم متعددة وخطيرة وهاربين خارج سلطات الدولة الإتحادية في أربيل أو عمان أو دول أخرى. لكن لابد من الإعتراف ان “خميس الخنجر” قد لعب دورا اساسيا في إعتصامات المنطقة الغربية، قبيل دخول داعش، وكان من أبرز من مهد الأرضية السياسية والتثقيفية لدخول داعش للمدن السنية، بأعتبارها أداة سنية لموازنة الصراع مع الشيعة، وأن أغلب من معه في هذه المؤتمر ظاهرا أو سرا هم ممن كان يعتلي منصات الخطابة لتحريض الشارع السني بالضد من الحكومة وبقية شرائح المجتمع العراقي، وان تجميعهم وان لم يشكل خطرا كبيرا على العملية السياسية، لكنه يشكل خطرا على البيئة السنية الحاضنة في المنطقة الغربية السهلة الإنقياد للتحريض الطائفي ، حيث أن المنطقة الغربية للأسف لم تستفد من درس قاعدة الزرقاوي الأول في البدء، وكررته ثانيا مع داعش بنفس الاسلوب ، ولايوجد حقيقة أية ضمان بان لا تكرر المنطقة الخطأ للمرة الثالثة في مشروع قادم يتم الإعداد له من هكذا مؤتمرات. وقد شاع خلال الأيام الماضية بأن الحكومة العراقية قد تطالب بإستعادة أبنة المعدوم “صدام حسين” بناء على خلفية شكوك حول صلات لها بهذا المؤتمر ، في حين ذكرت مصادر إعلامية عربية بأن العراق كان قد أرسل وفدا أمنيا برئاسة، فالح الفياض، الى باريس، للحديث حول المؤتمر، ولكن الظاهر ان باريس، اصبحت ضعيفة أمام المال الخليجي، فهي لاترفض مؤتمرا للإرهاب سوى كان للاطراف سورية او عراقية او غيرها ان يعقد على أراضيها ولاسيما وان المبررات السياسية جاهزة من اجل تغطية هكذا مؤتمرات تعتبرها باريس فرصة جيده لأخذ أجرتها كمشاريع في الخليج وابتزاز الحكومة العراقية بمشاريع أيضا. تتدافع قطر أخيرا مع العراق حول موضوع ” الصياديون المختطفون” وهي تحاول جاهدة ان تجد سبيلا ما للإضرار بالعراق بأي شكل ، أو تحاول ان تجعل في يديها ورقة يمكن ان تفاوض العراق عليها، لذلك عمدت الى وكلائها للمباشرة بمؤتمر باريس، لكي يكون مهمته فقط هو مقايضة بعض الأطراف الشيعية ـ المشاركة في الحكم او الخارجة عنه ــ بهذا المؤتمر الذي هو عبارة عن تجميع لبعثيين وطائفيين مستهلك اعتقادا منها ان ذلك يعتبر تهديدا لبعض الأطراف الشيعية. وفي نفس الوقت فهذا المؤتمر هو شكل من أشكال “الصراع السني” على السلطة في المنطقة الغربية، صراع محلي سني عراقي ، وصراع مخابراتي خليجي عليها حيث اجهزة مخابراتها في السيطرة على الساحة السنية العراقية، فقوام من يشكل مؤتمر باريس، هم من الشخصيات السنية البعيده عن السلطة والتأثير الواقعي على الأرض في المنطقة الغربية، في حين ان أكمال تحرير المدن السنية من داعش، سيعطي القوى والشخصيات السنية المشاركة في العملية السياسية سطوة وسلطة اكثر على المنطقة الغربية، مما يخلق حالة صراع من اجل النفوذ والسيطرة والحكم والمشاريع والمصالح، وبالرغم من ان “سنة السلطة” يرفضون هذه المؤتمرات لكنها في النهاية تصب في صالحهم كثيرا حيث يستخدمونها كأدوات ضغط على الأطراف الشيعية لتحقيق مصالح أكثر، فيما يكون هؤلاء المؤتمرون كالكرة تتقاذفها أرجل الشيعة والقطريين وسنة المنطقة الغربية، لستجيل أهداف بالضد من الآخر. تعتقد بعض الدوائر الخليجية ومعها وكلاء سنة لهم في العراق ، ان الصراع الشيعي ـ الشيعي، على وشك الحدوث وأنه لابد من الإستعداد لتشكيل أطر سنية لأستثمار هذه الفرصة من خلال تشكيلات في الخارج تطرح نفسها وكأنها ممثل للسنة في الداخل العراقي . خلاصة المؤتمر ، قطر تريد ان تقايض به الصياديون المختطفون وتجعل منه أداه سياسية لمناكفة العراق، وخميس الخنجر ، يريد ان يحارب به غرمائه من القيادات السنية في العملية السياسية، ويريد ان يثبت لهم بأنه فاعل وقادر على مضايقتهم وإيجاد بدلاء عنهم والإضرار بهم لدى الاجهزة الخليجية وكل ذلك لكي يبتزهم سياسيا وماليا ويحصل على مزيد من الصفقات التجارية والإقتصادية، والمؤتمرون، (عظامه) سنة ، ان نجحت الفكرة فهم سيحصلون على بعض الفتات، وان فشلت فلن يخسروا شيئا أيام جميلة في فنادق الدرجة الأولى في باريس وخمر فرنسي ومصروف جيب وظهور إعلامي، وما السيء في ذلك ؟! وكان آخر مؤتمر لنفس الجماعة قد عقدته المخابرات القطرية لهم في العاصمة الدوحة، في مطلع الشهر التاسع 2015، اي قبل 8 أشهر، والظاهر ان ذلك المؤتمر قد فشل فشلا ذريعا بسبب الخلافات السياسية والمالية الحادة بين أطرافه ومحاولات كافة الوجوه فيه بالتجسس على الأطراف الأخرى لصالح قطر، والصراع على الفوز بالقسم الأكبر من المنح المالية، لكن المفاجئة كانت هي وصول رئيس البرلمان الحالي “سليم الجبوري” الى الدوحة، في أول أيام المؤتمر مما قاد الى حملة إعلامية قويه ضده انحنى أمامها مصرحا بأنه لم يشارك في المؤتمر لكن الواقع غير ذلك، فهو كان على صلة بالمؤتمر ومن عقده ولعله كان يحاول ان يستمثر جماعة خميس الخنجر في صراعه مع النجيفي والمطلك وغيرهم من الشخصيات السنية. ستكثر المشاريع والمؤتمرات كلما أنحسر داعش في المنطقة الغربية، فالصراع السني المحلي، والسني الخليجي، على المنطقة الغربية قاتل ومميت، وهو أعقد وأصعب من المشاكل الشيعة ـ الشيعية ، والكوردية ـ الكوردية، لان صراع منغمس في الدم وراح ضحيته العشرات من الوجوه خلال السنوات الماضية تحت يافطة القاعدة او داعش بينما كان الاصل هو عمليات تصفية جسديه لخلافات سنية داخلية او خارجية، الضحية ستكون مثل كل مرة “سنة العراق” القاعدة الجماهيرية في المنطقة الغربية والتي قد لا تتحمل اي خطأ ثالث بعد خطأ قاعدة الزرقاوي ، وداعش البغدادي، ولعل الخطأ الثالث ” مشروع الخنجر” سيكون الحلقة الأخيرة في تحطيم المنطقة الغربية للأسف.