أنقرة أمام تحد جديد

آخر تحديث 2016-06-09 00:00:00 - المصدر: روسيا اليوم

ذكّرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية بالتفجير الأخير الذي هزّ الحي الروسي في اسطنبول وأزهق أرواح 11 شخصا، مشيرة إلى ثقل تحدي الإرهاب على كاهل حكومة بن علي يلدريم الفتية.

واعتبرت الصحيفة أن العمل الإرهابي الذي استهدف اسطنبول، كان أول تحد مباشر لرئيس الوزراء التركي الجديد الذي تعهد في مقدمة أولوياته بمكافحة الإرهاب.

وأشارت إلى أن هذا التفجير، إن دلّ على شيء، فعلى عجز السلطات التركية عن صياغة استراتيجيا فعالة لمكافحة التطرف، إذ أنه لم يمض على التفجير الذي سبق استهداف الحي الروسي يوم أمس، سوى ثلاثة أشهر.

ولفتت "كوميرسانت" النظر إلى أن تفجير الأمس، قد طغى على الأخبار وأصدائها في تركيا والعالم، حيث أعلنت أنقرة في نفس اليوم عن تعليق تطبيق الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي لإعادة اللاجئين إلى أراضيها.

وبالعودة إلى الحدث الرئيس في تعليقها، اعتبرت الصحيفة الروسية أن من وقفوا وراء العمل الإرهابي الأخير في اسطنبول، إنما استهدفوا به مجموعة من عناصر القوات الخاصة التركية، والمدنيين، بمن فيهم السياح، إذ أن محطة الحافلات التي وقع فيها التفجير تعج بالركاب صباحا، فضلا عن اكتظاظ الحي المذكور أصلا بالسياح، ناهيك عن قرب مكان التفجير من سوق للقماش يرتاده تجار الجملة الروس.

ونقلت "كوميرسانت" عن فيدور إيفانوف رئيس تحرير مجلة "تور اينفو"، والذي وصل إلى مكان التفجير بعد دقائق على وقوعه: "لقد بلغ التفجير حدا من الشدة أدى إلى تحطم زجاج النوافذ في المنازل الواقعة على 300 متر منه".

وأضاف أن الأجهزة المعنية عملت بشكل جيد، وتحققت باستخدام الروبوتات من خلو المكان من أي عبوات ناسفة أخرى في مكان الحادث أو محيطه، كما سمح رجال الأمن للصحفيين بتصوير مكان الحادث وإجراء المقابلات مع شهود العيان.

وأشار إلى أن رجال المخابرات قد هرعوا إلى موقع الحادث، وبدا من خلال تصرفاتهم أنهم لم يفاجؤوا بما حدث، وكانوا يترقبون وقوع التفجيرات في أي لحظة، نظرا لما اتسموا به من تنظيم ودرجة عالية من الجهوزية.

وفي تغطية الحادث وأصدائه، أشارت "كوميرسانت" إلى ما تعهد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما أكد أن "السلطات التركية سوف تواصل مكافحة الإرهاب حتى القضاء التام عليه، وأنه لا يمكن الغفران لمن يرتكب هذه الجرائم، أو تبرير أفعالهم".

وذكّرت الصحيفة الروسية، بأن الرئيس التركي كان قد أطلق نفس التعهدات بالقضاء على الإرهاب واجتثاثه قبل ثلاثة أشهر، في أعقاب تفجير مشابه استهدف رجال الأمن، وأعادت إلى الأذهان قوله: "حربنا على الإرهاب تتكلل بالنجاح، وسوف نركعهم".

واعتبرت أن الأشهر الثلاثة التي انقضت بلا تفجيرات في أنقرة، لم تكن كافية على ما يبدو لاتخاذ إجراءات أنجع في مكافحة الإرهاب والوقاية منه، الأمر الذي يعني أنه سيتعين على رئيس الحكومة التركية الجديدة استخلاص العبر اللازمة مما يحدث في بلاده، لاسيما وأنه تعهد لدى تسلمه مهام منصبه "بشطب خطر الإرهاب من على الأجندة، ومنع تقسيم البلاد".

وفي ختام تعليقها، أعادت "كوميرسانت" إلى الأذهان ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم أمس عن تعليق بلاده تطبيق جملة من الإجراءات في إطار اتفاقية تسوية مشكلة اللاجئين بين أنقرة وبروكسل، حيث قال: قبول عودة اللاجئين إلى أراضينا أمر ممكن، شريطة إتاحة زيارة مواطنينا الاتحاد الأوروبي بلا تأشيرة.

المصدر: "كوميرسانت"