أصبح المنتخب البرازيلي، بعد إقصائه مبكرا من دور المجموعات ببطولة كوبا أمريكا في نسختها المئوية، فريقا يواصل السقوط في الجحيم الكروي، وبدون أي هوية مجددا بعيدا عن نجمه الأول نيمار، الذي غاب عن المنافسة.
وكان المدير الفني لـ”السيليساو”، كارلوس دونجا، يخطط لاستغلال هذه النسخة الاستثنائية من بطولة أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لتطوير الفريق ولإعداد كوكبة من اللاعبين البارزين لقيادة الفريق بالمشاركة مع مهاجم برشلونة، الذي اختار قيادة بلاده في الاوليمبياد، لكن توديع البطولة مبكرا زاد من الشعور بأن البرازيل أصبحت مثل الفرق الصغيرة التي لا تعتمد سوى على نجم واحد.
ولم تفز البرازيل سوى على منافس وحيد، وهو الفريق الضعيف للغاية هايتي، الذي سحقته بسباعية، لكن عيوبها ظهرت بشكل واضح أمام الإكوادور وبيرو، ولم تكن قادرة أمامهما حتى على هز الشباك مرة واحدة.
وحرمها هذا الإقصاء غير المتوقع من النضال أمام منتخبات أكثر قوة في أدوار أكثر أهمية، وهو الأمر الذي كانت تتمناه البرازيل لدعم عملية تطوير مجموعة الشباب التي التحقت مؤخرا بمنتخب الكناري، الأكثر تتويجا ببطولات كأس العالم (5 مرات).
فقط فيليب كوتينيو وجابرييل كانا الأكثر بريقا، أما ويليان فبدا أنه لا يستحق ثوب النجم، كما أن اللاعبين تحت 23 عاما الذين استدعوا للمشاركة في أوليمبياد ريو لم يحصلوا على الفرصة الكافية لكسب الخبرة في النسخة القارية الجديدة بالولايات المتحدة.
وربما كان النبأ الأفضل للبرازيل في كوبا أمريكا هو المردود الرائع الذي قدمه كاسيميرو في مركز لاعب الارتكاز والمستوى الكبير للظهيرين داني ألفيش وفيليبي لويس.
أما في الهجوم، فأثار المزيد من الشكوك، فحتى الآن لم يظهر أي شريك مضمون إلى جانب نيمار، ولايزال مركز المهاجم الصريح، الذي كان دوما هو الأهم للبرازيل، شاغرا.
كما أن أداء خط الدفاع متذبذب، فقد استقبلت شباك البرازيل أهدافا في جميع المباريات، وحتى الحارس أليسون، الذي انضم للمنتخب بعد التألق الذي قاده للتوقيع لنادي روما، ارتكب خطأ كبيرا بعدما سجل هدفا في مرماه أمام الإكوادور، لكن لحسن الحظ قام الحكم بإلغائه.
ويضاف إلى ذلك أن رصيد كارلوس دونجا أخذ في التضائل، فالمدير الفني لم يجر سوى تغيير واحد في فريقه الأساسي، أمام بيرو، بنزول هالك بدلا من جابرييل، ولم يكن قادرا على إيجاد حل عقب تأخره بهدف في تلك المباراة.
وعقب إقصاء البرازيل، طالب دونجا بالصبر واعتبر أنه بحاجة لمزيد من الوقت لكي تظهر النتائج، وضرب مثلا بألمانيا، التي انتظرت 14 عاما للفوز بالمونديال، وقال إن صيام البرازيل عن الألقاب قد يمتد لمزيد من الوقت لأن “السيليساو” بدأ للتو مرحلة التجديد.
ولكن جماهير منتخب الكناري لا تحتمل النتائج السيئة وفشل الفريق في التتويج بلقب كبير منذ نسخة كوبا أمريكا 2007.
ومنذ ذلك الوقت تذوق المنتخب البرازيلي طعم الفشل من بطولة لأخرى، باستثناء بطولة صغيرة ككأس القارات في 2013 ، حيث ودع مونديال 2014 على أرضه بطريقة مخزية بالخسارة 1-7 أمام ألمانيا بالدور نصف النهائي، في المباراة التي غاب نيمار عنها أيضا.
فالهزيمة أمام بيرو، الأولى للبرازيل منذ 1985 وإقصاءها التاريخي من دور المجموعات ببطولة كوبا أمريكا، تزيدان من الفشل وتؤكدان على انحدار مستوى البرازيل، رغم رفض مدربها دونجا لهذا الأمر.
وبدون أي وقت لإعادة لم الشمل، تستعد البرازيل لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية في أغسطس/آب المقبل، التي تشتاق فيها لحصد الميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخها، ولكن لايزال التحدي الأكبر أمامها هو مونديال روسيا 2018.
فبعد مرور ثلث مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال، تحتل البرازيل المركز السادس في الجدول، لتكون مؤقتا بعيدة عن المراكز المؤهلة للبطولة.
ولن يكون هناك أي هامش آخر للخطأ أمام بطلة العالم خمس مرات، وإلا فستتجرع أكبر فشل في تاريخها، والذي يبدو الآن أمرا قائما، وهو الغياب عن المونديال.
فعندما تستأنف التصفيات في سبتمبر/أيلول، ستواجه البرازيل مباريات صعبة، حيث ستلتقي مجددا أمام الإكوادور في كيتو، وبعدها ستستقبل كولومبيا.
وخلال هذه المباريات الحاسمة، سيعاني دونجا، إذا استمر في منصبه، مجددا من ضيق الوقت للإعداد، خاصة وأنه سيواجه منتخبات استمتعت بمزيد من المباريات في كوبا أمريكا.