رئيس وزراء صربيا يتصرف بصورة غير غربية

آخر تحديث 2016-06-22 00:00:00 - المصدر: روسيا اليوم

تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى قرار رئيس وزراء صربيا إلغاء زيارته إلى أوروبا والولايات المتحدة، مشيرة إلى تأزم العلاقات مع الغرب، في حين تؤكد بروكسل على ان علاقاتهما طبيعية.

 جاء في مقال الصحيفة:

ألغى رئيس وزراء صربيا ألكسندر فوتشيتش زيارته إلى بروكسل وواشنطن بصورة مفاجئة، متهما الغرب في محاولة خلق الفوضى في صربيا بهدف الإطاحة بقيادتها. كما نشرت وسائل الاعلام الصربية معلومات تشير إلى خطة لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في صربيا بالقرب من بلغراد. وتشير المعلومات إلى وجود أزمة جدية في العلاقات بين صربيا والغرب وتوجهها نحو روسيا.

حسب مصادر "كوميرسانت" في بلغراد، أن بإمكان رئيس الحكومة الصربية استخدام هذه الشائعات للحصول على دعم أفضل من الغرب.

كان على فوتشيش افتتاح خط الرحلات الجوية بين بلغراد ونيويورك ولقاء مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باوير. أما في بروكسل فكان سيجتمع بقيادة الاتحاد الأوروبي. ولكنه ألغى هذه الزيارة بصورة مفاجئة دون توضيح الأسباب. ولكن وسائل الاعلام المقربة من الحكومة الصربية أوضحت أن فوتشيتش غير راض على الشروط الجديدة للاتحاد الأوروبي بشأن انضمام صربيا إلى الاتحاد، وهذا ما أكده بصورة غير مباشرة وزير خارجية صربيا إيفيتسا داتشيتش حيث قال "لا تُحترم بالمستوى المطلوب جهود صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

من جانبه اتهم فوتشيتش الغرب بصورة غير مباشرة، بمحاولاته المستمرة لخلق الفوضى والاضطرابات في صربيا والاطاحة بحكومتها. هذا الموضوع بين فترة وأخرى يظهر في وسائل الاعلام الصربية، التي تشير إلى الاحتجاجات المعادية للسلطات، ولكن رئيس الحكومة كان يتجاهلها. إلا أنه علق في الأسبوع الماضي خلال الاتهامات التي وجهها للغرب بطريقة غريبة حين قال "ما الجديد هنا؟".

في إثناء هذا علمت صحيفة "Blic" الصربية الواسعة الانتشار بأن هناك خطة لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في صربيا بالقرب من بلغراد، إضافة إلى المركز الإنساني في نيس. وحسب معلوماتها سوف يتم استخدام مطار "ايتشكا" القديم الذي يبعد حوالي 50 كلم عن بلغراد في انشاء مركز تدريب وميدان للتدريب على العمليات في الحالات الطارئة. وتضيف الصحيفة أن جميع هذه الأمور سيناقشها رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف في بلغراد خلال زيارته المقررة في الخريف المقبل.

www.senica.ru

المركز الروسي - الصربي الإنساني في صربيا

بعد هذا بدأ الحديث في صربيا عن تأزم العلاقات مع الغرب والتحول نحو روسيا، حيث طلب زعيم الحزب الديمقراطي بويان بايتش من رئيس الحكومة توضيح الأمور للشعب والتطرق إلى مسألة القاعدة الروسية في صربيا وكذلك عن زيارته القصيرة إلى موسكو، لأن "وسائل الاعلام الموالية للحكومة بدأت حملة شعواء ضد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". من جانبه قال المحلل السياسي الصربي بوسكو ياكوشيتش، "هذه أول أزمة جدية في العلاقات بين صربيا والغرب منذ أن أصبح فوتشيتش رئيسا للحكومة، فبعد عودته من موسكو ، حيث تمت صياغة متطلبات روسيا بشأن ضم وزراء إلى الحكومة الصربية من المدافعين عن علاقات التعاون الصربية – الروسية، ما تسبب في تغير العلاقات مع الغرب".

Reuters Ivan Milutivic

علاقات صربيا والاتحاد الأوروبي

ويذكر ان زيارة فوتشيتش السرية إلى موسكو كانت في 26 مايو/أيار الماضي. وعلى الرغم من أن وسائل الاعلام أعلنت انها زيارة خاصة وأن هدف رئيس الحكومة هو التشاور مع الأطباء بشأن ضغط الدم المرتفع الذي يعاني منه، إلا انه اجتمع خلالها مع الرئيس بوتين الذي عبر عن أمله أن يكون في الحكومة الصربية الجديدة أشخاص يهتمون بتطوير العلاقات بين روسيا وصربيا.

Sputnik

لقاء بوتين وفوتشيتش

وتشير "كوميرسانت" إلى أن مصادر مطلعة في بلغراد لا تستبعد أن تكون اللهجة السلبية لرئيس الحكومة الصربية مع الاتحاد الأوروبي لعبة فقط.  فحسب رئيس محرري وكالة "بيتا" الصربية للأنباء، ايفان تسيفيتش "يحتمل ان فوتشيتش قرر التحدث مع الغرب بصفته سياسيا غاضبا ومعتدى عليه، مستعدا للتخلي عن سياسة التقارب مع الاتحاد الأوروبي، بهدف كسب اهتمام أكبر للشركاء الغربيين". وحسب قوله "لا توجد أسباب اقتصادية أو سياسية لتأزيم العلاقات مع الغرب بصورة جدية. لأن صربيا تعتمد بصورة كبيرة على بروكسل وواشنطن، أي أن برودة هذه العلاقات يسبب تدهورا كبيرا في الأوضاع الاجتماعية – الاقتصادية في صربيا".

من جانبهم يؤكد المسؤولون في بروكسل على عدم وجود أي ازمة في العلاقات مع صربيا وانهم في انتظار زيارة رئيس الحكومة الصربية.