الحرة حدث
بقلم..احمد النعيمي
بعد سنوات من اختفائه عن المشهد الأمني في الع ارق٬ فوجئ سكان العاصمة الع ارقية بغداد بعودة أحد زعماء الفتنة الطائفية التي حصدت أرواح الآلاف٬ وتسببت بتهجير مئات الآلاف بين 2006 و٬2008 المدعو إسماعيل حافظ اللافي٬ والمعروف باسم أبو درع أو "زرقاوي الشيعة"٬ متوعدا من موقع اعتداء الك اردة بالثأر للضحايا.
ظهور أبو درع ولّد ردود فعل غاضبة داخل الشارع الع ارقي بشكل عام٬ حيث تمت مطالبة الحكومة بوقف استغلال دماء الضحايا من قبل قيادات وزعامات المليشيات الطائفية.
وأدى هجوم بواسطة انتحاري يستقل سيارة مفخخة٬ يوم الأحد الماضي٬ في حي الك اردة ببغداد٬ إلى سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح٬ بينهم أطفال ونساء من مختلف مكونات الشعب الع ارقي.
وغاب اسم أبو درع عن الساحة بعد إصدار زعيم "التيار الصدري"٬ مقتدى الصدر٬ بيانا أعلن فيه طرده من صفوف "جيش المهدي" ورفع ما وصفه بـ"الحصانة" عنه٬ لثبوت تنفيذه ج ارئم قتل وتطهير طائفية.
وقد تمكنت القوات الأميركية من اعتقاله بعد ذلك٬ وأودع السجن٬ وأطلق س ارحه مطلع العام 2010 في عهد حكومة نوري المالكي٬ واستقر الحال به في إي ارن طيلة الفترة الماضية٬ قبل أن يخرج ليلة أمس السبت بخطبة شحن طائفي٬ حيث كان ي ارفقه عدد من المسلحين يرتدون الملابس السوداء.
وأظهر تسجيل نشره ناشطون أبو درع وهو واقف في مكان تفجير الك اردة ويصرخ بعبا ارت طائفية وبتهديدات مباشرة تنذر بمرحلة عنف جديدة في البلاد.
يذكر أنه لم يكن أحد يجرؤ على المرور بالطرق التي تسيطر عليها مليشيات أبو درع في بغداد وضواحيها وح ازمها٬ واشتهر بأساليب التعذيب الوحشية٬ كثقب أجساد المختطفين بالمثاقب الكهربائية٬ وصهر أجسادهم بالحامض وهم أحياء٬ ليعيد ظهوره في موقع تفجير الك اردة إلى الأذهان آلام الفتنة الطائفية عامي 2006-٬2008 حيث دق الخب ارء والمحللون ناقوس الخطر٬ مطالبين بمنع ظهور مثيري الفتنة الطائفية في البلاد.
وجاء ظهور أبو درع بعد يومين من زيارة زعيم مليشيا "بدر"٬ هادي العامري٬ ومليشيا "العصائب"٬ قيس الخزعلي٬ ما أثار تخوف العراقيين من تصعيد طائفي قد يضرب البلاد مجدداً٬ واعتبر الهجوم على مرقد ديني قرب سام ارء٬ قبل يومين٬ مؤش ار خطي ار على ذلك.
ووفقا لمصادر أمن ع ارقية٬ فإن "أبو درع تسلم منصبا مهما في مليشيا العصائب بقيادة قيس الخزعلي٬ وأنه يتنقل حاليا بين دمشق وبغدادٕواي ارن".
وأكد مسؤول بالأمن الع ارقي أن "وجود هذه الشخصية مجددا في بغداد بمثابة نذير شؤم".
وكان رئيس الوز ارء الع ارقي٬ حيدر العبادي٬ قد تعهد٬ السبت٬ خلال لقائه مع وفد من أهالي الك اردة٬ بـ"لجم الأصوات التي تحرض طائفيا وتريد تقسيم البلاد"٬ وذلك عقب خطب طائفية أطلقها زعماء المليشيات من موقع الانفجار.
وقال الخبير الأمني٬ حسن الياسري٬ إن "ظهور أبو درع مجدداً في موقع تفجير الك اردة ي ارد منه التصعيد الطائفي بلا شك٬ خاصة أنه حاول استنهاض مشاعر معينة بعبا ارته الطائفية٬ رغم أن من قتلوا في التفجير سنة وشيعة ومسيحيون".
وأضاف الياسري أن "على رئيس الوز ارء حيدر العبادي أن يمنع وصول مثل هؤلاء الطائفيين إلى مواقع التفجي ارت٬ بهدف استغلالها للشحن الطائفيٕواح ارق البلاد مرة أخرى في أتون حرب طائفية لا تبقي ولا تذر".
ويعتبر م ارقبون أن تفجير الك اردة٬ وما أعقبه بأيام من تفجي ارت استهدفت مرقداً دينياً شمال بغداد٬ هي "محاولات مستمرة لإثارة الفتنة الطائفية في البلاد تقودها إي ارن ومليشياتها".
وتأتي هذه التطو ارت في وقت توجهت فيه أصابع الاتهام بعد تفجير الك اردة٬ واستهداف المرقد الديني قرب سام ارء مؤخ ارً٬ نحو إي ارن بشكل واضح من قبل مواطنين وخب ارء أمنيين ومصادر أمنية وسياسية من داخل المنطقة الخض ارء٬ إذ تصاعدت وتيرة النبرة الطائفية من قبل زعماء المليشيات لإذكاء الفتنة الطائفية في البلاد مجدداً٬ بحسب الخب ا