بغداد/متابعة البغدادية نيوز/.. رغم تأكيدات الفرنسى ميشيل بلاتينى الرئيس السابق للاتحاد الأوروبى لكرة القدم على أن بطولة اليورو التى استضافتها فرنسا وفازت بها البرتغال ستكون البطولة الأمتع والأكثر جمالأ فى تاريخها بعد تعديل نظامها و زيادة عدد الفرق من 16 إلى 24 فريق مثل كأس العالم، إلا أن الواقع بدا عكس ذلك تماماً فلقد أسفرت تلك التغييرات عن عدة سلبيات أبرزها امتداد مدة البطولة إلى شهر كامل وهو الأمر الذى أفقد اليورو أهم عامل اعتمد عليه اليويفا فى تسويقها.
البطولة كانت تسوق على أنها ليست مثل كأس العالم وتمتاز بأنها قصيرة وسريعة، لكن بالنظام الجديد أصبحت أشبه بكأس عالم جديدة لكن بين دول أوروبا فقط، وهو ما جعلها مملة فى نظر البعض، بالإضافة إلى أن نظام البطولة الحالى الذى قام بتوزيع الـ24 فريقاً على 6 مجموعات يتأهل منها أول فريقين وأربعة منتخبات اخرى كأفضل ثوالث جعل دور المجموعات دون جدوى حقيقية فقد لعبت الفرق حوالى 36 مباراة من أجل إقصاء 8 فرق فقط، وهو ما يعنى أيضاً أنه دون هذا النظام لم تكن البرتغال والتى حلت فى المركز الثالث بمجموعتها لتتأهل إلى دور الـ16 وتفوز بالبطولة فى النهاية.
لكن فى المقابل ساعد هذا النظام على ظهور عدد لا بأس به من الفرق التى استحقت المشاركة فى البطولة الأوروبية الكبيرة مثل ويلز وأيسلندا وجمهورية أيرلندا، رغم مساعدة تلك الفرق على ظهور عدة ظواهر سلبية فى البطولة نرصدها تالياً.
الزيادة فى الاعتماد على الكرة الدفاعية السبب الرئيسى الأخر الذى جعل تلك النسخة أقل من النسخ الماضية هو تذمر المشاهدين من مستوى البطولة وهو أقل مما اعتادوا عليه من قبل، ففى البطولات السابقة شهدت الأدوار الاقصائية مستوى رائع من كرة القدم وهو ما لم يحدث فى يورو 2016، فقد غلب الأداء الدفاعى على معظم الفرق وهو ما ساعدها على الذهاب بعيداً فى البطولة عكس ما كان متوقعاً لها مثل أيسلندا و أيرلندا والمجر، وأسفر الاعتماد على هذا التكتيك عن ظهور البطولة بمظهر ممل وإيقاع بطيء للغاية.
مثال على ذلك مباراة سويسرا وبولندا فى دور الـ16 والتى انتهت بركلات الترجيح بعد اعتماد الفريقين على اللعب الدفاعى وعدم المخاطرة هجومياً طوال أحداث المباراة، مباراة البرتغال وكرواتيا فى نفس الدور أيضاً شهدت أقل معدل تسديد على المرمى فى مباراة واحدة.
انخفاض معدل الأهداف فى المباراة الواحدة أمر أخر سلبى حدث فى البطولة بسبب زيادة عدد المباريات إلى 51 مباراة بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة، وهو الهبوط فى معدل تسجيل الأهداف فى المباراة الواحدة، ورغم أنه من المنطقى أن يزيد معدل الأهداف بزيادة عدد الفرق المنافسة، إلا انه لم يحدث فى يورو 2016 فشلت فى تخطى المعل الذى حققته يورو 2012 والذى كان 2.45 فى المباراة الواحدة بعد إحراز 76 هدف فى 31 مبارة، فنسخة 2016 حققت معدل 2.12 فى المباراة بعد إحراز 108 هدف فى 51 مباراة.
اعتماد معظم الفرق على اللعب بتأمين دفاعى عوضاً عن المخاطرة الهجومية أسفر عن نسخة شهدت العديد من المباريات التى انتهت بالتعادل السلبى و الاعتماد على ركلات الترجيح فى الأدوار الاقصائية وهو ما حول اهتمام الإعلام عن متعة البطولة وشهدنا تصدر برج إيفل الذى تلون بأعلام البلدان المشاركة الحدث، بالإضافة إلى جماهير أيسلندا التى أبهرت الجميع والعنف المتبادل بين جماهير روسيا وإنجلترا فى مدينة مارسيليا، وتراجع الحديث عن متعة البطولة أو الأهداف القاتلة بجانب أشياء ليس لها علاقة مباشرة بما يحث فى المستطيل الاخضر.انتهى21/م