تل أبيب: زيارة نتنياهو لإفريقيا هدفت لتعميق التحالف الأمنيّ والاستخباريّ مع مصر وتجنيد دول أخرى للانضمام إليه ولم نُشارك ببناء سدّ “النهضة” الإثيوبيّ

آخر تحديث 2016-07-16 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

كشفت صحيفة (معاريف) العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ الدول العربيّة باتت على قناعةٍ بأنّ هدف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو للدول الأفريقية خلال الأسبوع الماضي ترمي لتعميق التحالف الأمني والاستخباري مع مصر وتجنيد دول أخرى للانضمام إلى هذا التحالف، ولحلّ المشكلة التي تقض مضاجع الرئيس السيسي، وهي الجفاف الذي ينتاب مصر جراء شح المياه، على حدّ قول المصادر.

وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ البرلمان الأثيوبي اتخذ قرارًا عام 2013 ينص على تغيير اتفاقية تقسيم مياه النيل والتي وقعت في الثلاثينات من القرن الماضي. ويقول الأثيوبيون، بحسب الصحيفة الإسرائيليّة، إنّ الاتفاقية تمنح أفضلة في تقسيم مياه النيل للسودان ومصر، وأنّ هذه الاتفاقية لم تعد تناسب الواقع الحالي، وطرح البرلمان الأثيوبي مخططًا لبناء سدٍّ على مصادر النيل الأزرق، وقد أدّى بناء السد إلى تباطؤ تدفق المياه لمصر، مما أدّى إلى المساس بقطاع المياه المصري الذي يعتمد بصورة أساسية على النيل.

علاوة على ذلك، قالت الصحيفة العبريّة إنّ الرئيس المصريّ الأسبق، محمد أنور السادات قال عام 1979 إنّ المياه هي الأمر الوحيد الذي سيجعل بلاده تخوض حربًا، وقد أدلى وريثه في السلطة محمد حسني مبارك بتصريحات أشّد، والتي وُجهت بصورةٍ مباشرةٍ لأثيوبيا، وكذلك على عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي، والتي أشارت إلى أنّ مصر تدرس إمكانية تفجير السد بقصفٍ جويٍّ. ولفتت الصحيفة، اعتمادًا على المصادر الإسرائيليّة الرفيعة، لفتت إلى أنّ معارضي مبارك اتهموه بإهمال العلاقات مع أفريقيا، وقيادة سياسة عديمة المسؤولية لا تهتم باحتياجات المياه المصرية.

وتابعت قائلةً: لقد بدأت عملية تجميد العلاقات المصرية مع أثيوبيا والسودان عام 1995 وذلك على خلفية محاولة اغتيال مبارك، إبان توجهه إلى أثيوبيا للمشاركة في اجتماعات اتحاد الدول الأفريقية، فقد هبط مبارك في مطار أديس أبابا، انتظر سيارات الحماية، بيد أنّ هذه السيارة لم تصل بعد وقت طويل من الانتظار، لذا قرر التوجه إلى الاجتماع مع طاقم حمايته الخاص. هذا في الوقت الذي كان عشرة مسلحين يحملون بغالبيتهم الجنسية السودانية قد قضوا ليلة قبل قدومه في فيلا بالقرب من السفارة الفلسطينية في أثيوبيا، وقد نصبوا كمينًا لسيارة الرئيس المصري وفتحوا النار باتجاهها، وقد نجح حراسه في قتل خمسة من المسلحين، وعاد مبارك إلى المطار، وعاد من هناك إلى القاهرة.

وأشارت الصحيفة العبريّة أيضًا في سياق تقريرها إلى أنّ الرئيس السيسي أدرك أنّ العلاقات المصرية مع أفريقيا باردة، ومثيرة للمشاكل بالنسبة لمصر، لذا بدأ العمل بصورة مكثفة من أجل تعزيزها، وسارع حال توليه الرئاسة للاجتماع مع الرئيس الأثيوبي في نيويورك، ثم بدأ المسؤولون الأثيوبيون في استئناف العلاقات بين الدولتين. كما استضاف السيسي في مصر وفدًا رفيع المستوى من السودان من أجل إقامة مشاريع مشتركة حول النيل بين البلدين.

وفي آب (أغسطس) 2015 توجه السيسي لزيارة تاريخية في السودان من أجل حل مشكلة المياه، وتم التوقيع على الاتفاقيات في صورة احتفالية، بيد أن المشكلة نفسها لم تحل، فالأثيوبيون لا زالوا يتحكمون بضخ المياه، ولا يبدو أنّهم يعتزمون رفع يدهم عنها، بحسب المصادر الإسرائيليّة.

بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ المعارضين لرواية الغرام المصرية الإسرائيلية يشيرون إلى دور الشركات الإسرائيلية في بناء سد النهضة الأثيوبي، رغم أنّ دور هذه الشركات ليس واضحًا تمامًا. وأشاروا أيضًا إلى أن زيارة نتنياهو لأفريقيا اقتصرت على الدول ذات العلاقة بالنيل، مثل أثيوبيا، كينيا والسودان، كدليل على أنّ إسرائيل تسعى لخلق تحالف من تلك الدول من أجل السيطرة على المياه. ونسبت الصحيفة الإسرائيليّة إلى ناجي الرطيبي مساعد وزير الخارجية المصري السابق قوله في مقابلة إلى صحيفة المصريون: أنّ إسرائيل لم تشارك في بناء السد، بل إنّ الصين وإيطاليا هما اللتان بنتاه.

وتحدث عن التحالف القوي بين مصر وإسرائيل، وقال: القاهرة وتل أبيب تقيمان علاقات متميزة حاليًا، وأنّ مصر لا تخشى قيام إسرائيل بأية عمليات سرية في أفريقيا، على حدّ تعبيره. جديرٌ بالذكر، أنّه بدأت في الآونة الأخيرة، مشاهد جفاف الأراضي الزراعية في عدد من المحافظات المصرية، حتى أصبحت ظاهرة واضحة للعيان، وذلك في تأثير واضح لأزمة سد النهضة الإثيوبي، والذي تفاقمت آثاره خاصة بعد بدء إثيوبيا فعليا في حجز 14 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان في مياه النيل، لصالح سد “النهضة”.

وتسعى إثيوبيا تسعى إلى توفير التمويل لتركيب بقية التوربينات البالغ عددها 60 توربينا مع حلول عام 2017، مشيرة إلى أنّ المرحلة الأولى من التخزين ستخصم 14 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان في خلال السنة المائية التي تبدأ في يوليو المقبل. وسيتم توليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء عن طريق استغلال تدفق مياه النهر، الذي يقدر في المتوسط بنحو 1500 متر مكعب في الثانية، يتطلب عمليا خصم هذه الكمية من المياه. والمشروع يتكون من سد رئيس من الخرسانة المضغوطة والسد الفرعي على المناطق المنخفضة المجاورة للخزان لمنع غمرها بالمياه، ومحطتين لتوليد الطاقة الكهربية، ومنطقة تحويل بطاقة 500 كيلو فولت، إضافة إلى المفيض، بسعة تخزين 74 مليار متر مكعب عند مستوى الإمداد الكامل، ويغطي مساحة 1680 كيلومترًا مربعًا سيتم استخدامها بشكل أساسي في توليد الطاقة الكهربية.