«البرازيليون» لقبًا ولعبًا ...
تقرير | محمود عبد الرحمن تابعه عبر تويتر
لعبت الصدفة وحدها دورًا في وصول ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي لدور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى منذ عام 2001 عندما بلغ المباراة النهائية وخسر أمام الأهلي المصري.
الصدفة التي أتحدث عنها جاءت بعد أن كان الفريق المعروف بلقب «البرازيليون» قد ودع بالفعل البطولة من دور الـ16 بفارق الأهداف أمام فريق فيتا كلوب الكونجولي، والغريب أن الفريق لقى المصير ذاته حينما تحول لكأس الكونفدرالية وخرج على يد ميدياما الغاني.
لكن تحصل صن داونز على قبلة الحياة حين قرر الاتحاد الأفريقي إعادته لأمجد مسابقات الأندية الأفريقية على حساب فيتا كلوب الذي أشرك لاعبًا موقوفًا.
هذا القرار كان بمثابة ولادة جديدة لفريق المدرب بيتسو موسيماني، الذي قدم عروضًا ولا أروع في المسابقة، وأصبح أول فريق يضمن وصوله للدور نصف النهائي بعد أن كرر الفوز على الزمالك في دور المجموعات، ليحصل على العلامة الكاملة 9 نقاط من 3 انتصارات.
صن داونز دشن مشواره بشكل مثالي في المسابقة بتفوقه على وفاق سطيف الجزائري في عقر دار الأخير 2/0 وبمردود مثالي ليحصل على أول 3 نقاط، لكن الاتحاد الأفريقي قرر الإطاحة بالفريق الجزائري بسبب شغب جمهوره، وحرم صن داونز من نقاطه!
مرة أخرى لم يعرف الفريق الجنوب أفريقي الانكسار، وتفوق على إنييمبا النيجيري قبل التفوق على الزمالك ذهابًا وإيابًا، ليحصل على 9 نقاط، ليُصبح أكثر فريق في المجموعتين حصولاً على نقاط، حتى بالرغم من خصم نقاطه من فوزه على وفاق سطيف.
تألق صن داونز ما هو إلا دلالة على تطور كرة القدم في جنوب أفريقيا، وقد لعب كأس العالم 2010 دورًا كبيرًا في نقل بلاد «قوس قزح» التي كانت تئن تحت وطأة التمييز العنصري لمستوٍ آخر في كرة القدم على غرار الولايات المتحدة الأمريكية بعد استضافتها لمونديال 1994.
جنوب أفريقيا عززت من بنيتها التحتية، ومن جودة ملاعبها، وهناك دوري هو الأفضل كأحترافية في أفريقيا السمراء.
والدلالة هذا التطور وصول فريق أورلاندو بايريتس لنهائي دوري أبطال أفريقيا 2013 ونهائي كأس الكونفدرالية 2015، وقد خسرا في المباراتين على يد الأهلي والنجم الساحلي على التوالي، كما أن صن داونز نفسه قد وصل لنهائي دوري الأبطال 2001 وخسر على يد الأهلي.
المميز في الكرة التي تقدمها فرق جنوب أفريقيا، أنها مختلفة كلية عن الكرة الأفريقية المعروفة بالقوة البدنية، إذ أصل صن داونز معنى لقب «البرازيليون» الذي يُلقب به، بكرته الجذابة، التي تعتمد على التمريرات القصيرة السريعة، إضافة لمهارات نجومه.
ويزخر الفريق بنجوم جذبوا الأنظار بمستوياتهم، وعلى رأسهم جناح الفريق خاما بيليات، اللاعب المهاري والسريع، والذي بات هدفًا لقطبي الكرة المصرية الزمالك والأهلي، كما قبل أن نادي موناكو الفرنسي يسعى للحصول على خدماته.
بيليات لديه قدرة على شغل مركز الجناح أو المهاجم الثاني بجوار المهاجم الكولومبي ليناردو كاسترو، الذي يعد هو الآخر من أبرز أسلحة الفريق، كمهاجم قوي ومشاكس، ومحطة كبيرة لفريق يلعب كرة على الأرض، ويعطي المساحات للآخرين.
في حين يتحول بيليات لمركز المهاجم الثاني تتحول الطريقة إلى 4/4/2 صريحة، بتواجد اللاعب الجنوب أفريقي المميز كيجان دولي في مركز الجناح الأيسر وأنتوني لافور أو ثيمبا زواني على اليمين، والمميز هنا أن كاسترو وبيليات كلِ منهما يُكمل الآخر، الأول مهاجم قوي متمرس داخل المنطقة، والآخر مهاجم متحرك يعطي ديناميكية أكثر للهجوم، فتارة يكون خلف كاسترو لتصبح الطريقة 4/2/3/1 بتواجد دولي ولافور على الأطراف وتارة تصبح 4/4/2 كما أسلفنا.
هذه المرونة جعلت هجوم صن داونز هو الأفضل في المجموعتين، فعلى الورق أحرز 5 أهداف بعد حذف هدفيه في شباك وفاق سطيف، لكن اعتباريًا فالفريق سجل 7 أهداف حتى الآن مثل زيسكو في المجموعة الأولى.
في بعض الأحيان الفرق المهارية والتي تلعب بأسلوب مباشر، تعاني من ثغرات دفاعية، لكن على العكس تمامًا صن داونز، بفضل مدافعه وقائد الفريق تابو نتيتي، وشراكته المميزة مع وايني أريندسي، إضافة للدور الكبير الذي يقوم به ثنائي الوسط تياني مابوندا وألفيوس كيكانا في الانضباط الدفاعي وحماية رباعي الدفاع بشكل مميز، وحتى ذلك لا يؤثر على مهام مابوندا تحديدًا في دعم الهجوم، وشاهدنا ذلك في الهدف الذي أحرزه في شباك الزمالك في مباراة القاهرة.
المستويات التي يُقدمها صن داونز تجعل جمهور جنوب أفريقيا يأمل في كسر عقدة النهائيات أمام فرق شمال أفريقيا، وكسر النحس في البطولة التي لم تتذوقها جنوب أفريقيا سوى مرة واحدة حين توج بها أورلاندو بايرتس في عام 1995 عندما كانت البطولة تقام بنظام الأدوار الإقصائية وكانت تعرف بإسم كأس أبطال الأندية الأفريقية.
فرق جنوب القارة بشكل عام تعاني من عقدة النهائيات، فمن تلك المنطقة وصل نكانا ريد ديفيلز الزامبي لنهائي 1990، وديناموس من زيمبابوي لنهائي 1998.
فهل ينجح صن داونز في كسر العقدة ويتوج بطلاً من «الصدفة»؟!
تواصل مع محمود عبد الرحمن | ||
رئيس القسم الإنجليزي | على فيسبوك | |
على تويتر |