125 سنة على اول عزاء حسيني في العاصمة البحرينية المنامة

آخر تحديث 2016-08-01 00:00:00 - المصدر: نون

A+AA-صورةالزيارات: 13


الاثنين 01 آب 2016 - 08:58

في متابعة لوكالة نون الخبرية عن اول عزاء حسيني في كل دولة عربية وجدنا في صحيفة الوسط البحرينية في العدد 4442 الصادر الأربعاء 5/ نوفمبر / 2014م، الموافق 12 محرم 1436هـ، مقالة للكاتب محمد العلوي، قال فيها أن "مواكب عزاء المنامة كما بدت في منتصف القرن الماضي نقلاً عن كتاب لعبد الكريم إسماعيل بعنوان ((شعائر الصورة.. مواكب عزاء عاشوراء المنامة في أوائل القرن التاسع عشر))، قال فيها الباحث التاريخي علي بوشهري إن المنامة تمثل العاصمة الحقيقية للعزاء في البحرين، مستدلاً على ذلك بالإشارة إلى أن المنامة كانت المكان الذي شهد قبل 123عاماً، خروج أول مواكب العزاء من داخل المأتم إلى الشارع".
ويضاف لها عامي 2015 و2016 فيصبح تاريخ اول عزاء حسيني مع سنة 1438 القادمة 125 عاما، ويتابع بوشهري قوله،"الذي تمتلئ ذاكرته بمحطات فاصلة من تاريخ العزاء البحريني، يتكئ فيها على وثائق تختص بمأتم العجم وتعود إلى العام 1926م، يؤكد أن توثيق تفاصيل تاريخ العزاء لا يزال خجولاً، مبيناً في الوقت ذاته، أن الكثير من الوثائق اللازمة لإنجاز ذلك غير متوافرة بسبب عدم اهتمام القائمين على العزاء في السابق بذلك".
وفي حديثه مع «الوسط، أشار إلى أن «المعلومات المتوافرة لدينا، تقول إن أول موكب عزاء خرج من داخل المأتم إلى الشارع، كان في العاصمة المنامة، تحديداً من مأتم بن رجب الذي يعتبر من أقدم المآتم في البحرين، وهذا يعني أن المنامة هي المهد الحقيقي للعزاء بمآتمه ومواكبه".
وأضاف "شكل العام 1891م عاماً فاصلاً في تاريخ العزاء في البحرين، فقبل هذا العام كانت مواكب العزاء مقتصرة على داخل المآتم، لتخرج بعد ذلك من مأتم بن رجب لتقطع أزقة المنامة القريبة من المأتم نفسه، ولتلتحق به بعد ذلك مآتم أخرى من بينها مأتم العجم الذي كان مبناه القديم يقع بالقرب من مأتم بن رجب، ثم بعد ذلك بثلاثة أعوام توالت عملية انفصال المآتم عن موكب عزاء مأتم بن رجب".
وفي كتابه الموسوم بـ "شعائر الصورة: مواكب عزاء عاشوراء المنامة في أوائل القرن التاسع عشر"، تحدث الباحث عبد الكريم إسماعيل عن بدايات وأنواع مواكب العزاء، بالقول: "هنالك 6 أنواع من المواكب، وتتمثل في: موكب الصدر، الحيدر أو القامة، الزنجيل أو الصنقل، الموسيقى، الطبول، التشابيه أو التمثيلية".
وهنا يؤكد بوشهري أن أول مواكب العزاء التي خرجت تمثلت في موكب عزاء الصدر".
وردّاً على سؤال بشأن تقييمه لعملية توثيق تاريخ العزاء في البحرين، أجاب بوشهري: "للأسف الشديد لم يوثق حتى اللحظة، وإنجاز ذلك يتوقف على توافر الوثائق المكتوبة والتي تؤرخ لبدايات العزاء ومراحله، متطرقاً، في هذا الصدد، إلى عدم اهتمام غالبية المآتم بذلك، والذي قد يعود إلى الصبغة العائلية التي التصقت بها وحالت دون توثيقها لتفاصيل إحياء العزاء سابقاً".
وأضاف "على إثر ذلك، سيواجه مشروع التوثيق هذا تحديات ليست بالبسيطة"، مؤكداً امتلاكه وثائق تختص بحسابات مأتم العجم والتي تحويها دفاتر تعود إلى العام 1926م، وتتضمن تحديد لتواريخ خروج المواكب والتفاصيل الخاصة بالمصروفات، بما في ذلك مبلغ مقداره خمسة روبيات تم دفعه للفرقة الموسيقية للشرطة والتي كان المأتم يستعين بها لتنظيم الموكب الخاص بذلك".
أما علاقة القرى والأطراف ببدايات العزاء في البحرين، فينوه بوشهري إلى أن القرى قبل العام 1891م تحديداً، لم تكن فيها مآتم للعزاء كما هو متعارف عليه حاليّاً، فضلاً عن المواكب، موضحاً أن بعض القرى كانت تتضمن مدارس دينية تتحول إلى مآتم في مناسبات دينية معينة، من بين ذلك مدرسة العلامة الشيخ حسين العصفور والتي تقع في الشاخورة، والتي نقش على جدارها مدرسة دينية ومأتم الحسين (عليه السلام)".
وأضاف "ما يعزز من هذا الكلام ومن صواب هذه المعلومات، هو المنقول سواءً عن كبار السن أو السياح، أو حتى ما هو معروف من تواريخ تأسيس المآتم في البحرين والتي لا يتجاوز عمر أقدمها 150 عاماً".
كما أوضح "حتى القراءة الحسينية التي كانت تنعقد في عدد من القرى في السابق، كانت تقام في مجالس المنازل، ولم يكن هنالك مبنى معروف ومحدد باسم المأتم، باستثناء ما وجد في المنامة قبل أكثر من 100 عام".
وتفسيراً لريادة المنامة في هذا الشأن، تطرق بوشهري إلى جملة أسباب، تبدأ بالوضع المالي الميسور لعدد من شخصيات العاصمة، والذي لم يكن متوافراً بالمستوى نفسه لدى أهل القرى، بالإضافة إلى الاختلاط والتنوع العرقي الذي ميز مجتمع المنامة، ما هيأ لها استقطاب واستحضار التجارب والأفكار من بلدان عديدة".