خاص بموقع الحرة
مع اقتراب انطلاق معركة تحرير الموصل، وفي الوقت الذي تواصل فيه وحدات من الجيش العراقي تقدمها عبر القرى والنواحي القريبة من المدينة، يتصاعد الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية حول ما إذا كانت هناك ضرورة لإشراك الحشد الشعبي في المعركة.
زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح أسامة النجيفي أعرب، عقب لقاء مع بريت ماكغيرك مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي، عن رفضه لإشراك الحشد في معركة الموصل، وقال في بيان الجمعة إن ذلك سيثير "حساسية وتخوفا من أجندات لا تصب في صالح المحافظة وإرادة أبنائها".
في المقابل قال وزير الخارجية رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري الذي زار مقر فرقة العباس القتالية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي في البصرة الجمعة، في بيان: "إن ليس هناك ما يمنع مشاركة الحشد في معارك التحرير.
ويحرص المسؤولون الأميركيون على التأكيد أن تحديد طبيعة القوات المشاركة في تحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم داعش شأن عراقي.
ميدانيا
يرى الخبير في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي أن مشاركة الحشد في معركة تحرير الموصل تأتي تلبية لحاجة عسكرية لا يعرفها سوى أصحاب القرار على أرض المعركة، إذ أن معركة تحرير الموصل، حسب رأيه، تحتاج إلى عديد قوى يبلغ 80 ألف مقاتل.
ونقلا عن قيادات أمنية عراقية، يقول الهاشمي إن القوات العراقية المشتركة جهزت 45 ألفا، وتشارك قوات البيشمركة الكردية بـ10 آلاف، في حين سيشارك الحشد الشعبي بـ15 ألفا من قواته، ويتم استكمال عديد القوات المشاركة في تحرير الموصل بـ10 آلاف مقاتل من عشائر نينوى والأقليات الموجودة فيها مثل التركمان والشبك وغيرهم.
سياسيا أيضا
لكن فرض مشاركة الحشد في معركة الموصل، تقول النائبة عن محافظة الأنبار لقاء وردي، ينطوي على إغفال لرغبة أهالي المحافظة في تحرير أرضهم بأنفسهم، الأمر الذي ينبئ ببروز مشاكل كبيرة في المستقبل.
ورغم إقراره بشرعية المخاوف من حدوث انتهاكات أو "حساسيات"، يحذر الخبير هشام الهاشمي من تأثير المبالغة في هذا الاتجاه، سلبا على سير المعركة، مذكرا بالاعتراضات التي رافقت مشاركة الحشد في معارك تحرير الفلوجة وبيجي وتكريت.
وبدلا من الحديث من مشاركة الحشد في معركة الموصل من عدمها، يؤكد الهاشمي أن الحشد لن يدخل مدينة الموصل "سيسمح لهم بالتواجد، لكن لا يؤذن لهم باقتحام المدينة". وسيشاركون، حسب الهاشمي، في معارك القيارة، الشورة، حمام العليل، وتلعفر، "هذا بتوافق قيادة العمليات المشتركة مع التحالف الدولي".
من زاوية أخرى
"أنا كمواطن من محافظة نينوى لست شيعيا لكن أتمنى مشاركة الحشد"، يقول النائب في جبهة الإصلاح عبد الرحمن اللويزي، لأسباب يضع في مقدمتها عدم إتاحة الفرصة للقوات الكردية لـ"الاستحواذ" على مزيد من الأراضي في نينوى، الأمر الذي ينفيه الأكراد بشدة.
ويتحدث اللويزي عن "ضرورة اجتماعية" تتمثل بحق الأقليات في المشاركة في تحرير مناطقها، ومن هذه الأقليات الشيعة في تلعفر والشبك في شرق الموصل، والمسيحيون الذين بات لديهم قوات حشد شعبي يمكنها دعم عملية التحرير.
في المقابل، رأى أسامة النجيفي، أن "دعم الحشد الوطني والعشائري وإسناده عامل مهم في كسب المعركة ذلك أنهم من أهل الموصل"، وقال إن "ماكغيرك عرض رؤية الولايات المتحدة للمعركة والاستحضارات القائمة، مع التأكيد أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم العراق وتوفير المصادر والموارد المطلوبة".
المصدر: موقع الحرة