إشبيلية وتحدي “الكرة الشاملة” مع سامباولي بعد انجازات إيمري

آخر تحديث 2016-08-16 00:00:00 - المصدر: موقع سوبر الرياضي

سوبر - 

يبدأ إشبيلية في الموسم الجديد حقبة جديدة من تاريخه تحت قيادة المدرب الأرجنتيني خورخى سامباولي في ظل وجود الكثير من التحديات.

يتمثل التحدي الأول في ضرورة تحقيق نجاحات تفوق ألقاب دوري أوروبا الثلاثة التي حصدها النادي الأندلسي مع مدربه السابق أوناي إيمري الذي انتقل لتدريب باريس سان جيرمان الفرنسي؛ أما الثاني فيتعلق بمحاولة تخطي مرحلة المجموعات في دوري الأبطال، فيما يتعلق الثالث بأقلمة الفريق على فكر وأسلوب سامباولي الذي يعتمد على الكرة الشاملة.

يقول سامباولي أنه يمتلك “فكرة” لا تقبل التفاوض والنقاش تتعلق بلعب كرة شاملة هجومية قائمة على الضغط في كل أنحاء الملعب. إنه ذلك المبدأ الذي يتمسك به الأرجنتيني ودائما ما دافع عنه طوال مسيرته وقادته للتتويج بكوبا أمريكا 2015 مع منتخب تشيلي.

ولم يظهر بأي حال من الأحوال أن سامباولي قد يغير من تفكيره بعد الهزيمة المؤلمة في الدقائق الأخيرة من الوقت الاضافي بكأس السوبر الأوروبي أمام ريال مدريد الإسباني، حيث أنه حاول تطبيق نفس الأسلوب في ذهاب كأس السوبر الإسباني يوم الاثنين أمام برشلونة الذي خسره بهدفين نظيفين على ملعب سانشيز بيثحوان.

“الفوز بأي طريقة ليس هو المطلوب لأنه سيخلط الأمور بخصوص الأسلوب والطريقة التي نرغب في اللعب بها”. هذه هي كلمات وفلسفه سامباولي الذي رفض عرضا لتدريب منتخب بلاده بعدما ارتبط مع إشبيلية.

وكان عرض الاتحاد الأرجنتيني لسامباولي هو واحد من أشياء كثيرة أقلقت ادارة إشبيلية وتخطيطها هذا الصيف للموسم الجديد. كان صيفا متوترا؛ شهد في البداية أقاويل حول ان المدير الرياضي للنادي العبقري صاحب العين الثاقبة رامون رودريجز الشهير بـ”مونتشى” سيرحل نحو مانشستر يونايتد الإنجليزي، ولكنه في النهاية قرر الاستمرار مع النادي الأندلسي.

وجاءت بعد ذلك مسألة رحيل إيمري عن النادي وقدوم مدرب جديد صاحب فلسفة جديدة ووجهة نظر مختلفة عن كرة القدم، لتطرأ تغييرات أخرى تمثلت في رحيل عدد من اللاعبين مثل الأرجنتيني إيفر بانيجا نحو إنتر ميلانو الإيطالي والبولندي جريجورز كريتشوفياك نحو باريس سان جيرمان ليصاحب مدربه القديم.

يأتي هذا بخلاف انتقال خوسيه انطونيو رييس أحد أكثر اللاعبين المحبوبين في إشبيلية نحو إسبانيول وخورخي اندوخار “كوك” نحو شالكه الألماني، بل وأيضا كيفين جاميرو نحو أتلتيكو مدريد.

ولتعويض رحيل جاميرو أقدم النادي على ضم مهاجم تولوز، الفرنسي التونسي وسام بن يدر ليتولى مسئولية قيادة الهجوم الأندلسي في بداية حقبة سامباولي.

واختار المدرب لاعبيه الجدد بعناية، حيث ظهر أن تركيزه كان منصبا على لاعبين يتمتعون بمقومات بدنية معينة تتناسب مع الأسلوب والتكتيك الذي يرغب في استخدامه لصقل فريقه الجديد، لهذا لم يكن ضم الياباني هيروشي كيوتاكي والإسباني بابلو سارابيا أمرا غريبا.

بعدها بدأ وصول ما أسمته الصحف “الأسطول الأرجنتيني” بوصول كل من فرانكو فاسكيز وجابرييل ميركادو وخواكين كوريا وماتياس كرانفيتر ولوسيانو فييتو والبرازيلي باولو جانسو، وذلك في ظل سعي سامباولي لامتلاك خيارات وبدائل تكتيكية وبدنية متنوعة.

ومنذ المباريات الأولى التي لعبها إشبيلية تحت قيادة سامباولي في أورلاندو، بات جليا أن المدرب الأرجنتيني يرغب في طريقة لعب هجومية قائمة على الضغط العالي والكثير من التمريرات ومتطلبات بدنية وتكتيكية متنوعة ومجهدة.

3-4-3 هي الخطة الدائمة لسامباولي والتي طبقها في أغلب أوقات مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام ريال مدريد، وعلى الرغم من الهزيمة بثلاثة أهداف لاثنين أكد الأرجنتيني ضرورة التحلي بالشجاعة والايمان بفكرة اللعب هذه، وهو ما تكرر يوم الأحد أيضا أمام برشلونة في ذهاب كأس السوبر الإسباني.

وحتى ولو خسر إشبيلية مباراة العودة في كامب نو ومعها كأس السوبر الإسباني، فإن مثل هذا التغيير ومثل هذا الأسلوب لا يمكن الحكم عليه بناء على ثلاث مباريات فقط.

يحتاج الفريق للوقت وخوض عملية من التأقلم ولا يوجد ما هو أنسب من موسم كامل للحكم على الأمر. موسم لن تكون بدايته سهلة على الإطلاق حيث سيصطدم سامباولي بإسبانيول كيكي سانشيز فلوريس “الجديد كليا” إن صح التعبير في 21 من الشهر الجاري على ملعب سانشيز بيثخوان.