يقود الأرجنتيني دييجو سيميوني للموسم الخامس على التوالي مشروع أتلتيكو مدريد الطموح الذي لا يوجد سقف له دون التخلي عن مبدأه الدائم في كل المنافسات بضرورة عدم النظر بعيدا والسير “مباراة تلو الأخرى”.
وواصل الفريق في الموسم الماضي اعلان ثورته، ليس فقط على قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة بمنافسته على لقب الليجا حتى الجولة قبل الأخيرة، بل كبار الكرة الأوروبية ووصوله لنهائي دوري الأبطال بعد اقصاء كل من البرسا وبايرن ميونخ الألماني، ولكنه سقط في النهائي بركلات الجزاء على ملعب سان سيرو أمام الفريق الملكي.
وعاش أتلتيكو صيفا مقلقا بعض الشيء، خاصة بعد تصريحات سيميوني عقب خسارة نهائي ميلانو التي أثارت الشكوك حول مستقبله مع الـ”روخيبلانكوس”.
لم يمر وقت طويل حتى تبددت الشكوك وتأكد استمرار الأرجنتيني، بل وقيادته التخطيط للموسم الجديد بالتعاون مع الإدارة الرياضية للنادي.
قال سيميوني بعدما تأكد استمراره مع الأتلتي بخصوص تلك الفترة “خسارة الـ(تشامبيونز) كانت بمثابة الموت بالنسبة لي وكل وفاة تحتاج لفترة من الحداد”.
ويخوض أتلتيكو الموسم الجديد أكثر قوة من أي وقت مضى فيما يتعلق بقوة الفريق، حيث أن فريق الـ”كولشونيروس” تمكن من جلب المهاجم الفرنسي كيفين جاميرو والجناح الأرجنتيني نيكولاس جايتان، في الوقت الذي رحل فيه لوسيانو فييتو معارا لإشبيلية ومن المتوقع أن يحدث نفس الأمر مع أوليفر توريس نحو فريق أخر.
وجلب سيميوني بالمثل الكرواتي شيمي فيرساليكو ليعوض رحيل خيسوس جاميز نحو نيوكاسل الإنجليزي، هذا بجانب انضمام الصاعد البرتغالي دييجو جوتا للفريق، الذي لم يتضح بعد إذا ما كان سيدخل في مشروع هذا الموسم مع المدرب الأرجنتيني ام سيخرج معارا لتجهيزه.
بجانب هذه المستجدات لا يزال الأتلتي يحتفظ بـ18 لاعبا من قوام الموسم الماضي وهو الأمر الذي يقول جابي فرناندز عنه “هذا الأمر يعكس جيدا عمل الفريق. إنها آلية تعمل بمفردها. نحن معا منذ فترة وقاعدة الفريق الأساسية لا تزال مستمرة. يمكنني القول أننا نلعب من الذاكرة”.
ويحظى هجوم أتلتيكو كالعادة بخيارات متنوعة: الفرنسي انطوان جريزمان الذي تطور بشكل رهيب منذ انضمامه للـ”روخيبلانكوس” قادما من ريال سوسييداد، والمخضرم فرناندو توريس رجل المباريات الكبيرة الذي مدد عقده لمدة عام وأيضا أنخل كوريا، بجانب الوافد الجديد كيفين جاميرو الذي فضل الأتلتي على برشلونة.
ويعلق الفريق آمالا كبيرة على جاميرو الذي سجل 29 هدفا الموسم الماضي، على الرغم من أنه لم يكن خياره الأول، فمحاولات أتلتيكو الأساسية كانت تتعلق إما باعادة دييجو كوستو أو ضم الأوروجوائي ادينسون كافاني أو الأرجنتيني جونزالو إيجواين، ولكن المطالب المادية دائما ما وقفت عائقا أمام اتمام أي من هذه الصفقات المفترضة.
وفي وسط الملعب ازاداد هذا الخط قوة بضم جايتان، الصفقة التي كان سيميوني يسعى لضمها منذ عامين، بينما عاد تياجو مينديش عقب خمسة شهور من الغياب بسبب الاصابة، فيما أن كلا من يانيك كاراسكو وكوكي ريسوركسيون وساؤول نييجيز وجابي فرناندز وتوماس بارتي وأوجوستو فرناندز سيكونون جاهزين دائما لتلبية متطلبات سيميوني.
وفي الخطوط الخلفية الصلبة والأكثر تميزا خلال السنوات الأخيرة، لا يزال الوجود المؤثر لكل من خوانفران توريس وفيليبي لويس قائما في الرواقين بينما يدخل فيرساليكو ليزيد المنافسة وتنوع الخيارات، أما محور الدفاع فلا يزال الأتلتي سعيدا باستمرار كل من دييجو جودين وخوسيه ماريا خيمينيز وستيفان سافيتش ولوكاس هيرناندز، فيما أن مركز حراسة المرمى مؤمن بشكل كبير في وجود كل من السلوفيني الرائع يان أوبلاك وميجل انخل مويا.
ويهدف أتلتيكو هذا الموسم للمنافسة على كل شيء إنطلاقا من مبدأ “مباراة تلو الأخرى”، بعد فترة اعداد قوية استمرت لمدة شهر ونصف وشهدت أربعة انتصارات وتعادلا وهزيمة.