السيلفي .. يقطع أرزاق مصوري الجامعات العراقية

آخر تحديث 2016-08-18 00:00:00 - المصدر: NEN عراق

خاص – NEN عراق

كان الطالب الجامعي أول شيء يفعله بعد قبوله في الجامعة ودخوله بهذا العالم الجديد ، هو التقاطه صورا تذكارية لتوثيق هذا اللحظات الجميلة من العمر، وتبدأ مسيرة التقاط الصور بشكل يومي وفي كل مناسبة وأثناء تساقط الامطار حيث صفاء الجو وكذلك في بدء الربيع ويختتم مسيرته في الجامعة بصورة جدارية كبيرة مع دفعته بالجامعة يُعلقها في الحائط تبقى تذكره بأربع سنوات هنَّ من أجمل السنوات بعد اقامة حفلة التخرج الرسمية ،هذا بالاضافة الى كم هائلٌ من صور ألتقطها مجموعة من الطلبة ذكوراً واناثاً وهم يرتدون أزياء تنكرية قد تكون رياضية او عسكرية او ريفية وبدوية وغيرها من الاشياء العالمية وازياء المسلسلات فتنتهي بالتقاط الصور التي قد تقلبها الاصابع بعد زمن التخرج واطلاق الابتسامات العفوية لمجرد رؤية الطلاب انفسهم في تلك المرحلة من العمر .
وكان المصورون المنتشرون في ساحات الجامعات والجوالون مطلوبون جداً بحيث يصل الامر الى الحج المسبق عندهم لإلتقاط الصور في عدسات لاسيما بعد اضافة اللمسات الجميلة وبعض الرتوش على الصور التي ينتجونها.
فيبدو بأنَّ التطور التكنولوجي الحاصل في الحياة الان قد قضى على عدداً من المهن والصنع القديمة وأزالها من الوجود تدريجياً، ومن هذه المهن هي “المصور الجوال في الجامعة” ، حيث ان انتشار الهواتف النقالة والآبياد والكاميرا الديجاتل الشخصية ساعد وبشكل كبير جدا على اضمحلال عمل هؤلاء المصورين الى مستوى النصف واكثر من هذه النسبة احيانا ، فكما يقول “المصور عمر” والذي عمل مصوراً جوالا في جامعة بغداد لعدة سنوات ان عمله بدأ يتناقص والزبائن بدأوا بالانفضاض شيئا فشيئا حتى اصبح عددهم نصف الاعداد وهذا كله بفضل “الهواتف الذكية” ، مع اننا ندفع أموالا طائلة كبدل ايجار عن هذه الساحات والكشكات التي نستخدمها للتصوير، واضاف عمر بأنّ المناقشات الخاصة بالدراسات العليا نقوم بتصويرها كاملة لتوثيقها .
بينما يضيف أحد الطلبة في كلية الاداب بأنَّه فعلا قد التخلي عن المصورين في الجامعات بسبب انتشار وظهور هواتف واجهزة تصوير ذكية وطرق للتصوير حديثة من دون الحاجة الى احد ان يقوم بتصويرك وه “السيلفي” وظهور كاميرات موبايل ذات دقة عالية في التصوير من دون الحاجة الى اللجوء الى المونتاج ، وحتى إلتقاط صور المعاملات او الصور الشخصية لايحتاج الذهاب للمصورين لانها جاهزة في ذاكرة خزن الهاتف ولا تحتاج الا سحب من جهاز الطابعة الليزرية ، واضافة الى ذلك فان “السيلفي” لايكلف شيئا مادام التلفون الذكي موجودا بالجيب وعلى استعداد دائم لالتقاط الصور والفيديوهات ومشاركتها على التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي من عناء اخذها عن طريق الاسكنر او جهاز التصوير فوق الاشعة الحمراء او البنفسجية والسينية وغيرها من الطرق .
وقامت نقابة الصحفيين العراقيين بفسح المجال للمصورين العراقيين وعدتهم من الكوادر المهمة للعمل الصحفي واحد الركائز المهمة للعائلة الصحفية ، وشملتهم بالمنح المالية غيرها من الامتيازات .
يذكر بأن نقابة المصورين العراقيين قد تأسست بتاريخ 21 اذار 2015 كمنظمة غير ربحية تقوم على العضوية الاختيارية واستناداً وتوافقاً مع نصوص المواد (22 /ثالثاً) و(38) و(39) من دستور جمهورية العراق ومواده الأخرى النافذة.
وقد أعلنتْ بأن أهدافها هي الدفاع عن المصالح المعنوية والمادية والمهنية لأعضائه، وتلتزم العمل، وفق أحكام الدستور، لضمان حقوقهم وضمان حرية المصورين وفق اسس ملتزمة وتوفير الحصانة لهم أثناء أداء عملهم والمحافظة على كرامتهم وضمان حقوقهم وحرمة مكان عملهم و تمثيل اعضائها أمام الجهات الرسمية وسلطات التحقيق في المنازعات التي يتعرضون لها اثناء ممارسة العمل أو بسببها والدفاع عن استقلالية المصور العراقي وحفظ مهنيته وأيضا المساهمة في العمل العام من أجل تنمية ثقافة بصرية واعية تنقل ما يدور في المجتمع بصدق دون تزييف الحقائق ، اضافة الى تعزيز كفاءات الأعضاء وتنمية خبراتهم عن طريق تنظيم دورات متخصصة تواكب التطورات في ميدان الفوتوغراف والعلوم والفنون ذات العلاقة بها، إقامة المعارض المحلية و العربية والدولية ودعم وتشجيع المعارض الشخصية للشباب والرواد وجيل ما بعد الرواد و الاسهام في الحفاظ على سلامة المهنة وتطويرها ورفع مستواها في جميع المجالات وترسيخ العلاقات والتعاون فيما بين اعضاء النقابة و الاهتمام بالمبدعين من الرواد وجيل ما بعد الرواد وتقديم الدعم بمختلف اشكاله واثراء المكتبة الوطنية بمنجزهم الإبداعي.
بينما وضعت شروطاً للأنتساب لها ، أن يكون العضو عراقياً كامل الأهلية غير محكوم عليه بجناية أو جنحة مخلة بالشرف و يباشر بصفة اساسية ومنتظمة مهنة التصوير ، سواء كان عمله في مجال التصوير السينمائي والتصوير الفوتوغرافي او عمل في المؤسسات الاعلامية ذات الهيكل التنظيمي ،او يعمل بصفة مصور جوال على أن يقدم الوثائق التي تثبت استحقاقه العضوية. ويشكل مجلس النقابة لجنة تتولى التدقيق في أهلية المتقدم لطلب العضوية و قد انتظم في ممارسة احدى هذه المهن التالية : مصور فوتوغرافي او مصور صحفي او مصور صحفي رياضي او مصور سينمائي او مصور تلفزيوني او مصور فيديو او مصور في مختبرات واستديوهات التصوير والعاملين في مجال تجارة واستيراد مواد التصوير بكافة أنواعها والفنيين في مجال الإضاءة في مختلف الاستوديوهات .
وقد ساهم المصورون لاسيما العاملون في الفضائيات العراقية والعربية في نقل المعلومة من ارض المعركة ونقل الوقائع والمعارك ميدانيا مما عرض بعضهم الى الاستشهاد او الاصابة بجروح بسبب تفجير عبوات ناسفة او من خلال القناص الذي لايفرق بين صحفي ومقاتل .