قلق في ميامي من ان يكون المبيد المضاد لمرض زيكا اسوأ من المرض نفسه

آخر تحديث 2016-08-20 00:00:00 - المصدر: فرانس 24

ميامي (أ ف ب) - يتساءل سكان ميامي فيما السلطات ترش بالطائرات مبيدات للقضاء على البعوض الناقل لفيروس زيكا ان كان الدواء اسوأ من الداء نفسه اذ ان هذه المبيدات ممنوعة في اوروبا حيث تعتبر خطرة.

وتظهر الطائرة بين الحين والآخر في سماء حي وينوود الذي يقصده السياح في شمال ميامي، فهناك ظهرت اولى حالات الاصابة المحلية بعدوى هذا المرض الذي قد يصيب الاجنة بتشوهات خلقية خطيرة.

ويرجح ان يكون البعوض الذي نقل العدوى هناك قد التقطها من شخص مصاب.

وتمطر الطائرة سماء الحي بمبيد يستخدم في مكافحة البعوض منذ عقود، لكن استخدامه بات محظورا في دول الاتحاد الاوروبي.

وهذا الحظر الاوروبي هو ما يثير قلق السكان في ميامي.

ويقول فيرمين غونزاليس البالغ من العمر 38 عاما "لا نعرف ما هو هذا المبيد، ولا كيف يتفاعل، ولا ثقة لدينا بالسلطات".

ويضيف لمراسل وكالة فرانس برس "لكني لا اظن انه جيد للصحة".

ازاء هذه المخاوف، قرر عدد من التجار في وينوود تنظيم صفوفهم ورفع الصوت ضد رش المبيدات من الجو.

ويقول بعض العلماء وخبراء البيئة ان هذا المبيد "نالد" من شأنه ان يسبب امراضا في الجهاز التنفسي كما انه قد يسبب مرض سرطان الدم للاطفال.

في العام 2012، حظر الاتحاد الاوروبي استخدام هذا المبيد بسبب المخاطر الصحية والبيئية التي قد تنجم عنه، لكن الامر ليس كذلك في الولايات المتحدة حيث ترى السلطات المعنية ان استخدامه بعناية لا يترتب عنه اي خطر.

الا ان ذلك لا يقنع الكثيرين، على غرار نيشال هاريوت مديرة منظمة "بيوند بستيسايدز" غير الحكومية التي تناضل لطي عهد استخدام المبيدات.

وتقول "كيف يمكن ان يكون هذا المبيد ضارا في اوروبا وآمنا في ميامي؟"

- كميات صغيرة -

يؤكد توم فريدين مدير المراكز الفدرالية لمراقبة الامراض والوقاية منها ان هذا المبيد المستخدم منذ العام 1959 للقضاء على البعوض ليس ضارا للانسان والبيئة في حال استخدم بكميات صغيرة.

اما الاشخاص المصابون بحساسية، فتوصيهم السلطات الصحية بالبقاء في منازلهم اثناء رش المبيد من الطائرات.

وترد هايروت بالقول "الامر يتعلق بطول المدة، فان واصلت السلطات رشه خلال الاشهر المقبلة علينا ان نشعر بالقلق اذن".

وتقول الفيا ميلينديز اكرمان استاذة علوم البيئة في جامعة بورتو ريكو ان "التجارب العلمية اظهرت ان استخدام مبيد ناليد بنسب عالية يمكن ان يسبب الدوار والتقيؤ والضعف والشلل والتشنجات وعوارض اخرى يمكن ان تصل الى توقف التنفس والموت".

الى ذلك، يولد هذا المبيد مادة تدعى "ديكلوروفس" اعتبرت في العام 1991 مادة مسببة للسرطان، بحسب منظمة الصحة العالمية.

واظهرت دراسة نشرت العام 2013 في مجلة السلطات الاوروبية المعنية بسلامة الاغذية ان هذا النوع من المبيدات قد يسبب سرطان الدم لدى الاطفال ومرض باركنسون.

ولا تقتصر المخاوف من هذا المبيد على صحة الانسان فحسب، بل انه يشكل خطرا على البيئة ايضا، فهو لا يكتفي بالقضاء على البعوض الضار، وانما يقضي ايضا على النحل والفراشات والاسماك وانواع حية اخرى.

لذا، تناصر ميلينديز حظر هذا المبيد في بورتوريكو منذ زمن طويل، وقد تكللت هذه الجهود باقناع السلطات المحلية بذلك في تموز/يوليو الماضي.

وبدأت حملة مكافحة فيروس زيكا في الولايات المتحدة بعد تسجيل حوالى الفي اصابة بفيروس زيكا خصوصا في فلوريدا مع اكثر من 500 اصابة مرتبطة برحلات الى الخارج اضافة الى 36حالة اصابة محلية.