خطط لتحقيق نقلة نوعية في انتاج وتصدير النفط

آخر تحديث 2016-08-22 00:00:00 - المصدر: NEN عراق

خاص – NEN عراق

تشير كل الدلائل الى ان العراق مقبل على زيادة في انتاج النفط  الخام في المدة المقبلة وسط محدودية الطلب العالمي حاليا عليه ما قد يوجد مضامين اساسية وستراتيجية في السوق تقتضي المباشرة بالاستعداد لها بما يحد من تداعيات اسعار النفط على اقتصاد البلد.

وفي هذا الشأن قال الخبير الاقتصادي  احمد ابريهي : ان الطلب الاضافي على النفط الخام محدود ويشير الى ان البرنامج النفطي العراقي سوف يحاصر بضيق السوق ، لكن الانتاج الفعلي سيكون قابلا للتعديل بما يساعد على تجنب العراق خسارة جوهرية بسبب عدم تناسب الاستثمارات مع الايرادات الفعلية منها والتقديرات المتداولة لنمو الطلب على النفط في الوقت الحاضر متأثرة بمسار النمو في البلدان المتقدمة في السنوات الماضية ونتائج الازمة المالية الدولية الاخيرة.

واضاف ابريهي لا تعتمد الفسحة الاضافية في السوق لاستيعاب نفط العراق فقط على الزيادة في الطلب بل على تعويض انحسار المصادر الحالية للعرض، وفي كل الاحوال سيكون للعراق دور كبير في اسواق الطاقة بحيث لم يعد السعر معطى تماما من خارجه بل لقراره في الانتاج والتصدير اثر جوهري في الاسعار عندما يصبح واحدا من اكبر منتجين اثنين في العالم ، وهذا العنصر الاضافي له مضامين اساسية وستراتيجية تقتضي التهيؤ لها .

ولفت ابريهي  الى ان تقارير وزارة النفط والالتزامات التعاقدية مع الشركات الاجنبية تفيد بان العراق باشر بتنفيذ خطط تؤدي الى نقلة نوعية في حجم الانتاج وامكانات التصدير ، ويبدو ان انسجام المصالح بين العراق والعالم سوف يساعد على تذليل الصعوبات ، لكن الامر لا يتوقف عند عمليات الحفر وانشاءات الابار بل التزامن والتعاقب المنطقي في برامج المشاريع التكميلية لتهيئة المياه الكافية ومنظومات الخزن الموضعية والتجميعية وشبكات انابيب النقل والضخ وارصفة التحميل والتصدير كلها ضرورية للوصول الى الاهداف.

واشار الى ان كثرة نقاط الاعاقة المحتملة تحتم الحذر من التباطؤ والتلكؤ ، وتقتضي الاهمية الحاسمة لقطاع الطاقة في العراق العناية الفائقة بجميع عناصر المخاطرة الجيوبولتيكية.

وتابع على مايبدو ان السنوات الباقية من عمر البرنامج النفطي تكفي لتحقيق الاهداف مع وفرة التمويل ، اذ لا تحتاج مشاريع مد الانابيب الى اكثر من ثلاث سنوات بالمتوسط في منطقة الشرق الاوسط ، ومشاريع الخزانات اقل من ذلك ومشاريع تطوير النفط الخام واستخراج الغاز لا تزيد الكبيرة منها على اربع سنوات .

وخلص ابريهي الى القول: يتطلب السيناريو العراقي المرتفع لتطوير النفط الخام توسيع الامكانات التقنية وزيادة اعداد فرص العمل وتسريع عمليات الحفر وبناء الطاقات الكافية للخزن وتهيئة المياه الكافية لرفع ضغط المكامن وقدرات نقل عالية بشبكة الانابيب وصولا الى سعات تصدير بقدر من المرونة والفائض الذي يسمح بالمناورة ، وعليه نامل قيام وزارات النفط والكهرباء والصناعة باعداد تقديرات التكاليف استنادا على حسابات بقدر كاف من التفصيل والتدقيق في الاسعار والبيانات المتاحة عن الانشطة المماثلة في دول اخرى، ان الاستخدام الداخلي للنفط والغاز وطاقات المصافي بحاجة الى اعادة نظر، كما ان تقديرات النمو الاقتصادي ارتباطا بالبرنامج النفطي

لا يعتد بها.

ابريهي انهى حديثه بالاشارة الى موضوع الخام الاميركي قائلا: لقد رسمت التقارير العالمية صورة ضخمة للنهضة المتوقعة للولايات المتحدة الاميركية في استخراج النفط والغاز من المصادر غير التقليدية (احجار السجيل ) التي تحتوي داخلها الهايدروكاربونات التي تستخرج بتثقيبها او تكسيرها، وبات معروفا ان لها دورا واسعا في اعادة رسم خارطة الطاقة في العالم، ولها مضامين في الاسواق ومسارات التجارة الدولية للطاقة، لكن التقديرات حول مستقبل المصادر غير التقليدية للنفط في كندا والولايات المتحدة الاميركية ليست مستقرة واستخراجه من تجاويف الصخور فضلا عن اعتماد الطريقة على اعمال ميكانيكية بقوة كبيرة واستخدام كميات من المياه كبيرة لحفر الابار ذاتها، ان الحفر الافقي المشار اليه في التقارير الدولية ليس للبحث عن مكامن بل يستمر في تفتيت الصخور لاستخراج النفط والغاز، اما استخراج النفط من الاحجار النفطية للنفط الصلب يحتاج الى صهر تلك الاحجار في مكانها لضغطها الى الاعلى وعادة هذا النوع يكون ثقيلا يتطلب معالجات اضافية لمواصلة دفعه بالانابيب النفطية .