في مطلع الشهر الجاري، اقتحم مسلحون منزل امرأة تبلغ من العمر 49 عاماً تدعى جميلة، كانت قد اقدمت قبل 24 عاماً على قتل زوجها في حي روناكي بمدينة كركوك، وقام المسلحون بقتلها وزوجها الثاني. تقول عائلة "جميلة" انها قتلت على يد ذوي الزوج الاول، فيما ينفي المسلحون هذه الاتهامات. ويقول مصدر في مركز شرطة "عروبة" الذي يحقق في الحادثة "سأل عدد من المسلحين عن منزل هذه المرأة وبعد التأكد من العنوان، قاموا باطلاق النار على رأسها، وحينما اراد زوجها ان يتدخل اطلقوا رصاصتين عليه ايضاً". ويضيف "قال المسلحون للمرأة اثناء الحادثة، انهم ينتقمون منها على ما حدث قبل 24 عاماً"، في اشارة الى قيام جميلة بقتل زوجها الاول. وبعد تلك الحادثة، تزوجت جميلة من رجل آخر يدعى "قاسم" وعاشا معاً لسنوات قرب مدينة الرمادي، ورزقا بثمانية ابناء، وقام قاسم في العام الماضي بالزواج من امراة ثانية رزق منها بطفلين، واسكن زوجتيه بمنزل واحد. يقول صاحب احدى المنازل القريبة من مسكن قاسم، "بعد اطلاق النار هرع الاطفال وقالوا ان أمنا قتلت ووالدنا مصاب (توفي فيما بعد متأثراً بجراحه)، والى ذلك الحين لم نكن نعلم ان لجميلة أعداءً، لان عائلتها قدمت للسكن في هذا الحي قبل عدة اشهر وكانت هادئة جداً". وتقول عائلة قاسم، ان جميلة اقدمت مع شقيقتها على قتل زوجها السابق، رداً على قتله بالاشتراك مع عدة اشخاص، والدي جميلة وعمها. وقال شقيق قاسم، "كريم محمد"، "في عام 1992 قام زوج جميلة السابق بقتل والد ووالدة وأحد اعمام جميلة في جمجمال، بقصد سرقة الاموال والمصوغات الذهبية، وعلى الرغم من اعتقاله لكنه انكر ذلك وتم الافراج عنه"، مضيفاً "بعدما تأكدت جميلة من أن زوجها هو من ارتكب الجريمة بالتعرف على السكين المستخدم، قامت بالاشتراك مع شقيقتها بقتله". واضاف كريم، "اعتقلت جميلة لمدة عام، ثم تم الافراج عنها، لتذهب للسكن مع احدى شقيقاتها في الكوت، وهناك تزوجها شقيقي قاسم"، متابعاً "ان احدى أخوات الزوج السابق، هددت جميلة بالانتقام، كما اننا نعلم انهم خططوا لذلك منذ عودة جميلة وقاسم الى كركوك". ويروي كريم الحادثة على لسان شقيقه "قال قاسم كان عدد المسلحين من ذوي زوج جميلة السابق 9 اشخاص، دخل ستة منهم الى المنزل، وبقي اثنان منهم في الخارج بينما انتظر الاخر في السيارة، ومن بين المسلحين الذين نفذوا العملية، لم يكن اثنان منهما ملثمين، وحين شاهد صورتهما في المستشفى تعرف عليهما على الفور". وتابع "حينما دخلوا المنزل، سألوا قاسم عن زوجته، الذي قال لهم انها غير موجودة في المنزل، لكن بعد عثورهم عليها قتلوها في مطبخ المنزل، حاول اخي الدفاع عنها، لكنهم اطلقوا النار عليه ايضاً، وتوفي بعد اربعة ايام متأثراً بجراحه". لكن ذوي الزوج السابق لجميلة الذين يقيمون في جمجمال، ينكرون تورطهم في الحادثة، وقالت شقيقة زوج جميلة السابق "لا نعلم اي شيء عن مقتل جميلة وزوجها، لقد اُبلغنا بالحادثة من الناس"، مضيفة " لم تكن ترغب جميلة بالزواج من شقيقي، لذا قامت في عام 1992 بالاشتراك مع شقيقتها بقتله". ونفت قيام أخيها بقتل عدد من أفراد أسرة جميلة، بالقول "يشهد الكثير من الناس لنا، بانه ليست لأخي اي علاقة بهذه الحادثة، عائلة جميلة هي من تعلم هوية الجناة".