الكاتب / عبد الامير رويح
مع تفاقم وازدياد المشكلات البيئية والاقتصادية التي يشهدها العالم، بسبب الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة التقليدية من الوقود الأحفوري والبترول والفحم والغاز الطبيعي، والتي اثرت سلبا على صحة الإنسان والبيئة، اصبح الاهتمام والبحث عن مصادر الطاقة النظيفة والتي تحقق التنمية المستدامة وكما يقول بعض الخبراء من اهم الامور لدى العديد من الدول والحكومات والمؤسسات المختلفة، التي سعت الى تكثيف جهودها وابحاثها العلمية والاستفادة من التطور العلمي والتقني الهائل في لأجل الحصول على مصادر البديلة للطاقة.
والطاقة المتجددة هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن ان تنفذ ومصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهريا عن الوقود الأحفوري أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطاقة المتجددة في العادة مخلفات كثاني أكسيد الكربون أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الإنحباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضارة الناتجة من مفاعلات القوي النووية. وتنتج الطاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس, كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارة أرضية وكذلك من بعض المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت.
وازداد مؤخراً كما تنقل بعض المصادر، ما يعرف باسم تجارة الطاقة المتجددة وهي نوع من الأعمال التي تتدخّل في تحويل الطّاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والتّرويج لها، وعلى الرغم من وجود الكثير من العوائق التي تمنع انتشار الطّاقات المتجددة بشكل واسع مثل كلفة الاستثمارات العالية البدائية وغيرها إلا أن ما يقارب 65 دولة تخطط للاستثمار في الطّاقات المتجددة، وعملت على وضع السّياسات اللّازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطّاقات المتجددة.
الكهرباء من النباتات
وفي هذا الشأن فحقل أزر ينتج على مدار الساعة تيارا كهربائيا لبلدة نائية في جنوب شرق آسيا … بات هذا المشروع الخيالي يتجلى في هولندا حيث يطور علماء نظاما يولد الكهرباء بواسطة نبات ينمو في بيئة متخمة بالمياه. وشرحت ماريولين هيلدر التي تدير شركة “بلانت-إي” التي تتخذ في فاخينيغن (شرق هولندا) مقرا لها أن “المبدأ هو أن تنتج النبتة طاقة أكبر من تلك التي هي بحاجة إليها. وميزة هذا النظام بالمقارنة مع الطاقة الهوائية أو الشمسية هو أنه يعمل في الليل وفي غياب الرياح”. وأسست شركة “بلانت-إي” في العام 2009 وهي تبيع وتطور نظاما من تصميم باحثين في جامعة فاخينيغن شمل ببراءة سنة 2007.
ويسمح هذا النظام بتوليد الكهرباء عند توفر نبات ينمو في بيئة متخمة بالمياه على نطاق واسع، مثلا في المانغروف والمستنقعات وحقول الأرز، أو ضيق، مثل حديقة أو مجرد إناء. وصرحت جاكلين كرامر الأستاذة المحاضرة في المشاريع الابتكارية المستدامة في جامعة أوتريخت والوزيرة السابقة لشؤون البيئة في هولندا “لا يزال المشروع في بداياته ولا يزال ينبغي تحسين مسائل كثيرة، لكن قدرته كبيرة جدا”. وأضافت “في حال أثبت هذا النظام جدارته، يمكننا استخدامه لتوفير الكهرباء في مناطق منعزلة أو حتى اعتماده في المدن والأرياف لإنتاج طاقة خضراء”.
وهذه التقنية مرتبطة بالتمثيل الضوئي وهي عملية تنتج النبتة خلالها المواد العضوية. وتستخدم النبتة هذه المواد وهي ترمي الفائض منها في الأرض عبر جذورها التي تنتشر حولها الكائنات الصغرى التي تتغذى منها وتطلق إلكترونات. ومن خلال وضع أقطاب كهربائية من الكربون في محيط الجذور، تحصد هذه الإلكترونات ويولد تيار كهربائي. وليس إنتاج الكهرباء من النبات مفهوما جديدا، لكن في هذه الحالة لا تتعرض النبتة لأضرار.
والمشكلة الوحيدة هي أن النظام قد يتوقف عن العمل في حال تجمدت المياه أو تبخرت، لكن يكفي إضافة الماء لحل المشكلة، بحسب ما أوضحت مارجولين هيلدر التي لفتت إلى أن مناطق كثيرة في العالم لا تعاني من هذه المشكلة. وتبيع “بلانت-إي” حاليا نظامها على شكل لوحات بلاستيكية صغيرة تركب ببعضها. ويمكن وضعها في الأماكن العامة وعلى أسقف المباني خصوصا. وتكلف هذه الآلية 60 ألف يورو لتغطية 100 متر مربع.
لكن نظاما آخر هو قيد التطوير على شكل أنبوب يغرس مباشرة في البيئة المتخمة بالمياه. وكثيرة هي التطبيقات المحتملة لهذه الآلية، لكن يبدو ان جنوب شرق آسيا الذي يزخر بحقول الأرز والمانغروف وغيرها من المناطق الرطبة وهو حيث النفاذ إلى الكهرباء صعب، هو الموقع الأنسب له. وبحسب أرقام البنك الدولي، أقل من نصف سكان كمبوديا (31%) وبورما (49%) يتمتعون بنفاذ إلى الكهرباء. والوضع ليس أفضل بكثير في بنغلادش (55%)أو لاوس (66%). بحسب فرانس برس.
ولا تزال الطريق طويلة قبل تطبيق مشروع “بلانت-إي” التي تتكل على المساعدات والتي ينبغي لها أن تزيد من الفعالية وتخفف من النفقات. وتأمل الشركة أن يصبح في وسعها إنتاج 2800 كيلوات في الساعة سنويا من مساحة 100 متر مربع، وذلك “في غضون بضع سنوات”، أي 80% من حاجات أسرة هولندية متوسطة (2,2 شخص) إلى الكهرباء. وأرسي نظامان كلفا في المجموع 120 ألف يورو في جسر وفي مركز اقتصادي بدعم من السلطات المحلية لتجربة النظام. وكانت النتائج الأولى مشجعة ووقعت مشاكل لم تكن تدخل في الحسبان، مثل تعرض المصابيح للسرقة أو التخريب.
طاقة تبخر المياه
من جانب اخر اعلن باحثون اميركيون انهم استخدموا طاقة تبخر المياه لتشغيل محركات في حل رخيص ومراع للبيئة. وصنع فريق من جامعة كولومبيا في نيويورك وجامعة لويولا في شيكاغو جهازين تجريبيين يعملان بشكل مستقل بوجود رطوبة في الجو. وكان لب التجربة استخدام غبيرات بكتيرية وهي وحدات دائرية تتشكل داخل خلية بكتيرية. وتنتفخ الغبيرات بفعل الرطوبة وتتقلص ما ان تجف. وحركة الانتفاخ والتقلص تولد طاقة.
واوضح اوزغور شاهين من جامعة كولومبيا والمشارك في وضع الدراسة في شريط فيديو بثته مجلة “نيتشر كومونيكيشنز”، “كنا قد تمكنا حتى الان من حبس طاقة المياه التي تنزل من الغيوم واردنا الان ان نحبس طاقة تبخر المياه التي عادة ما تضيع في الجو”. واضاف “هذه العملية قوية جدا لكننا كنا عاجزين حتى الان من حبس هذه الطاقة بشكل فعال”. بحسب فرانس برس.
وصمم الفريق محركات متناهية الصغر مع شرائط بلاستيكية رفيعة مغطاة بغبيرات تغذي سيارة منمنمة ولمبات “ال اي دي”. وعند التعرض للرطوبة تتمدد الغبيرات ومعها الشرائط البلاستيكية. وهي تتقلص ما ان يحجب عنها مصدر الرطوبة. وحركة التمدد والتقلص هذه يمكنها ان تحرك دواليب او مكابس. واوضح الباحث “عندما نجمع الكثير من هذه الشرائط نزيد من قوة الطاقة التي تنتجها”. ولا تزال هذه التقنية في مرحلة تجريبية لكن قد تستخدم يوما في صنع الاطراف الاصطناعية او في الروبوتات والبطاريات ومولدات الكهرباء او لتصميم ملابس رياضية تتفاعل مع الحرارة.. فكلما تعرق الشخص كلما انتج طاقة.
المراحيض ومكب النفايات
الى جانب ذلك فمرحاض مبتكر يولد الكهرباء من البول سيضيء قريبا مناطق مظلمة من مخيمات اللاجئين بعد ان اختبره بنجاح طلبة في المملكة المتحدة في اطار مشروع للتعاون بين وكالة أوكسفام للاغاثة وجامعة وست إنجلاد في بريستول. ويحول المرحاض الميكروبات الحية التي تتغذى على البول الى طاقة كهربائية.
وطور الباحثون خلايا وقود ميكروبية تستخدم البكتيريا التي تتغذى على البول وحولوها الى كهرباء. وفي عام 2013 استخدموا 24 من خلايا الوقود الميكروبية ليثبتوا ان البول يمكن ان يولد كهرباء تكفي لتشغيل هاتف محمول. وفي المرحاض الجديد الذي يحول البول الى كهرباء استخدموا 288 خلية وقود ميكروبية. وفي نسخة الابتكار يعتزمون استخدام ألف خلية.
وقال الاستاذ الجامعي ايوناس ايروبولوس الذي قاد التجربة ان الامدادات الوفيرة والمجانية من البول هي التي تجعل من هذا الابتكار مفيدا لوكالات الاغاثة لاستخدامه ميدانيا في مخيمات اللاجئين. وقال “أوكسفام تحدتنا كي نفكر في امكانية استغلال البول في الانارة لتستخدمه في المخيمات.”
في السياق ذاته كان مكب قمامة يرجع الى الحقبة السوفيتية وسط مستنقع يقع على مشارف العاصمة اللاتفية ريجا يمثل في وقت ما عقبة أمام حصول البلاد على عضوية الاتحاد الاوروبي أما الآن فقد صار نموذجا لحسن استغلال الموارد وادارة النفايات وهو الأمر الذي يسعى صناع السياسة في اوروبا جاهدين للنهوض به. أما بالنسبة الى سكان ريجا فان الرموز الجديدة لمكب جتليني للقمامة فهي ثمار الطماطم (البندورة) الصفراء التي زرعت بالاستعانة بمصادر الطاقة المتجددة التي تم توليدها من غاز الميثان المنبعث من النفايات.
ويجري تلقيح واخصاب هذا المحصول بالاستعانة بالنحل الطنان المستورد من بلجيكا مقر الاتحاد الاوروبي الذي جعل من اصلاح المكب -الذي تعيث فيه الفئران فسادا ويمثل مصدرا للمخاطر الصحية- شرطا لانضمام لاتفيا لعضوية الاتحاد الاوروبي. وفضلا عن ان المكب -الذي تم تعديله ليستعين بغاز الميثان الذي يتسبب في ظاهرة الاحترار بكوكب الارض والذي يتعامل مع نصف قمامة لاتفيا- يغطي الملوثات الاخرى بطبقة طينية فانه قد حول تلالا وأكواما من القمامة الى منحدرات خضراء ترعى فيها الاغنام. وتتمثل الخطوة المقبلة في الاستغناء عن المكب. بحسب رويترز.
ويفكر مسؤولو لاتفيا في خطة لفتح مصنع لاعادة تدوير النفايات قرب هذا الموقع في اكتوبر تشرين الأول القادم فيما تهدف الخطة على مدى عشر سنوات لاعادة استغلال ما بين 85 الى 90 في المئة من قمامة تزن 300 طن تتراكم سنويا في المكب. وتتزامن جهود لاتفيا تلك مع جدل يجري هذا الاسبوع في البرلمان الاوروبي في ستراسبورج بفرنسا بشأن استغلال الموارد. وتم انشاء مكب جتليني الذي تملكه السلطات المحلية منذ عقد من الزمن بتكلفة 21 مليون دولار مولتها حكومتا لاتفيا والسويد والبنك الدولي. ويعمل في المكب 100 عامل ويدر عائدات سنوية نصل لنحو 12 مليون يورو بما في ذلك الطاقة الكهربية المولدة فضلا عن أكثر من 450 طنا من الطماطم (البندورة).
مشروع في أمريكا
على صعيد متصل بدأت شركة (ديب ووتر ويند) في ولاية رود آيلاند الأمريكية في اقامة المنشآت لأول محطة لتوليد الطاقة من الرياح قبالة سواحل أمريكا الشمالية في خطوة فارقة تقول الشركة إنها قد تمهد الطريق أمام صناعة ترسخت منذ فترة طويلة في أوروبا لكنها لا تزال تواجه معارضة في الولايات المتحدة. وتتضمن محطة الرياح وطاقتها 30 ميجاوات خمسة توربينات تقام على بعد نحو خمسة كيلومترات من ساحل جزيرة بلوك آيلاند بولاية رود آيلاند وهي مصيف سياحي ومن المتوقع ان تستغرق عملية الانشاءات أكثر من عام على ان تبدأ المحطة في توفير الكهرباء لسكان الجزيرة وباقي اراضي الولاية بحلول نهاية العام المقبل.
ويقول جيفري جريبوسكي المدير التنفيذي لشركة ديب ووتر ويند “نعتقد انه فور ان تعمل (محطة) بلوك آيلاند ستنتقل صناعة توليد الطاقة من الرياح من المنصات البحرية من النظرية الى الواقع في الولايات المتحدة وتفتح الافاق لبناء مشروعات أكبر.” وتوفر المشروعات البحرية لتوليد الطاقة من الرياح امدادات الكهرباء لاوروبا منذ تسعينات القرن الماضي ويعمل في هذه الشبكة نحو 2500 توربين لكن مثل هذه المشاريع تجاهد لتجد لنفسها موضع قدم في الولايات المتحدة بسبب التكلفة ومخاوف متعلقة بالنواحي الجمالية لدى بناء توربينات للرياح على مرأى من الساحل وأيضا بسبب تأثيرها على الطيور والحيتان.
وكان من المفترض أن يكون مشروع منافس لشركة كيب ويند لاقامة محطة لتوليد الطاقة من الرياح تشمل 130 توربينا قبالة سواحل نانتاكيت ساوند أول مشروع من نوعه في أمريكا لكنه متعثر منذ سنوات وأيضا مشاريع مماثلة قبالة سواحل ولايات نيوجيرزي وديلاوير ونيويورك. ويقول جريبوسكي وداعما المشروع بنك (سوسيتيه جنرال) الفرنسي وبنك (كي بانك) ومقره اوهايو إن مشروع ديب ووتر كان مختلفا لانه أصغر نسبيا فسهل تمويله كما يتمتع موقعه بتأييد محلي من السكان وحكومة الولاية. بحسب رويترز.
واختيرت بلوك آيلاند لتكون موقعا لتوليد الطاقة من الرياح عام 2007 ووقع عليها اختيار الولاية لانها في واقع الامر تحل مشكلة الطاقة المزمنة لدى السكان البالغ عددهم الف نسمة وظلوا لسنوات يعتمدون على مولدات مكلفة تعمل بوقود الديزل لتوليد الكهرباء. وجاء في دراسة أجرتها هيئة المرافق في بلوك آيلاند انه فور عمل المحطة ستنخفض الاسعار بنسبة 40 في المئة.
اثيوبيا وبنجلادش
من جانب اخر تهب الرياح عاتية في مرتفعات اداما الصخرية التي تعلو الفي متر عن سطح البحر في الهضبة الاثيوبية، مشكلة ظروفا مثالية لانتاج الطاقة الكهربائية التي تعول عليها اثيوبيا كثيرا، وجهزت لها اكبر حقل من التوربينات الهوائية بين دول افريقيا جنوب الصحراء. ويقول سولومون يسماو المهندس في موقع اداما 2 الذي افتتح في شهر ايار/مايو الماضي على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب شرق العاصمة اديس ابابا “في شباط/فبراير، خلال موسم الجفاف، يكون الهواء قويا جدا بحيث يصعب على المرء ان يبقى واقفا”. في هذا الموقع، ينتصب مئة وتوربينان مصنوعة في الصين بارتفاع 70 مترا. ويولد هذا الحقل 153 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، ليكون اكبر حقل لتوليد الطاقة الكهربائية من الهواء في دول افريقيا جنوب الصحراء.
وانشئ هذا الحقل العام الجاري لينضم الى حقلي اشيغودا الذي افتتح في العام 2013 بطاقة 120 ميغاوات، واداما 1 الذي افتتح في العام 2011 بطاقة 50 ميغاوات. وتعول اثيوبيا على مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير لتأمين الطاقة اللازمة لاقتصادها المتنامي بسرعة، ولاسيما لكونها تفتقر الى النفط والغاز الطبيعي. ولهذه الغاية، انشئت سلسلة من السدود باتت تؤمن حتى الآن 90% من الطاقة الكهربائية. لكن تدفق مياه النيل ليس ثابتا بل يتأثر بالتقلبات المناخية.
ويقول سولومون يسماو “لدينا محطات لتوليد الطاقة من المياه، لكن في اوقات الجفاف ينخفض منسوب المياه فينحسر انتاج الطاقة، فتعوض لنا محطات توليد الطاقة الهوائية هذا الفرق”. ويعمل المزارعون في حرث الارض بوسائل تقليدية بدائية تتلائم مع الحياة الريفية وتتناقض مع التوربينات المزروعة هنا وهناك والتي تعكس طموح البلاد في السير نحو الحداثة.
ويبلع عدد سكان اثيوبيا 94 مليونا، يعيش 75% منهم في مناطق ريفية لا تصلها الكهرباء، اما المناطق المتصلة بالشبكة الكهربائية، فان انقطاع التيار فيها امر شائع، ويشكل ما معدله ثلاثة اشهر في السنة. وازاء هذه الحاجة الكبيرة لزيادة انتاج الطاقة بما بين 20 الى 25% سنويا، تعول السلطات بشكل كبير على المصادر البديلة، من السدود على ضفاف نهر النيل، ولاسيما سد النهضة الذي سيكون اكبر سد في افريقيا، الى توربينات توليد الطاقة من الهواء وغيرها.
ويقول وزير الطافة ونديمو تيكلي “اولويتنا ان نطور امكانياتنا في توليد الطاقة الكهرمائية، ولكن لا ينبغي ان نعتمد عليها كليا، بل علينا ان نتوقع آثار التغير المناخي، ولهذا السبب نعتمد على التوربينات الهوائية والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الارضية”. ويضيف “سننشئ 28 الف نظام لتوليد الطاقة الشمسية للسكان، بالتعاون مع البنك الدولي”. بحسب فرانس برس.
وما يميز التوربينات الهوائية لتوليد الطاقة الكهربائية انها ذات تقنية بسيطة، وتكاليف متدنية. وتأمل اثيوبيا ان يؤدي اعتمادها على مصادر الطاقة الخضراء الى تقليص ارتباطها بالوقود المكلف والملوث. وقد حددت السلطات هدفا يقضي بان تنتقل اثيوبيا من نادي الدول الفقيرة الى نادي الدول المتوسطة الدخل بحلول العام 2025، على ان تكون اثار التنمية الاقتصادية على البيئة محدودة. وقد التزمت اديس ابابا بتخفيض انبعاثات غازات الدفئية بنسبة 64% بحلول العام 2030 بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وهو التعهد الاكثر طموحا المقدم تمهيدا للقمة الدولية حول المناخ المقرر عقدها في باريس آخر العام الجاري.
على صعيد متصل وقع البنك الدولي على اتفاقية منحة قيمتها 15 مليون دولار مع بنجلادش لزيادة حصول مناطق ريفية مستهدفة على الطاقة النظيفة. وقال بيان من البنك إن من المتوقع أن تُفيد هذه المنحة 1.1 مليون شخص يعيشون في مناطق فقيرة ونائية ببنجلادش تفتقر حاليا إلى الحصول على الكهرباء من شبكة الكهرباء. وسيجعل هذا المشروع الطاقة النظيفة متاحة لمنازل أصحاب الدخول المنخفضة دون استخدام شبكة الكهرباء من خلال تقليص تكلفة 225 ألف نظام إنارة منازل بالطاقة الشمسية و2500 وصلة بشبكات كهرباء صغيرة.
وستستهل هذه المنحة الاستثمارات في الري بالطاقة الشمسية لنحو 6600 مزارع مخفضة التأثير المالي والبيئي لمضخات الديزل. وستوفر المنحة أيضا وسائل الطهي النظيف لأكثر من 9850 منزلا من خلال محطات الغاز الحيوي. وستنفذ شركة تمويل مشروعات البنية الاساسية المملوكة للدولة في بنجلادش المشروع بالشراكة مع مؤسسات تمويل صغيرة ومنظمات أهلية ورعاة من القطاع الخاص.
حرب في استراليا
من جانب اخر أدت معارضة رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت لمزارع الرياح التي وصفها بأنها “بشعة المنظر” الى التأثير سلبا على هذه الصناعة ما قد يهدد بالخطر أضخم مشروع للطاقة المتجددة بالبلاد حجمه مليارا دولار اضافة الى محطات أخرى للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شمال البلاد. وفي مؤشر مبكر على ان السياسة الاتحادية الجديدة في استراليا قد تحجم من المشروعات الرئيسية للطاقة المتجددة قالت الشركة التي تعتزم بناء محطة قدرتها 1200 ميجاوات إنها قد تبذل جهودا مضنية كي تجتذب تمويلا بعد ان أوقفت الحكومة الاسترالية دعمها لمزارع الرياح.
ورئيس الوزراء الاسترالي المحافظ أبوت من المنتقدين البارزين لمزارع الرياح التي وصفها بأنها “قبيحة الشكل ومصدر للضوضاء” وشن حملة لانشاء محطات طاقة تعمل بالفحم. ومثل هذا الموقف يجعل أبوت على خلاف مع دول مثل الولايات المتحدة والصين اللتين تعيدان اصلاح صناعاتهما في مجال الطاقة كي تتواءم مع الأهداف البيئية الطموح. وبعد ان خفض أبوت من أهداف الطاقة المتجددة بواقع الخمس فاجأ صناعة الطاقة الخضراء بأن أصدر أمرا للمؤسسة الحكومية لتمويل الطاقة النظيفة وحجمها عشرة مليارات دولار بوقف استثماراتها في مزارع الرياح التي تمثل ثاني أكبر مصدر للطاقة النظيفة في البلاد بعد الطاقة الكهرومائية.
وقال روجر برايس رئيس شركة ويندلابس المنفذة للمشروع ومقرها كانبيرا على هامش مؤتمر للطاقة النظيفة في سيدني إن مثل هذا القرار المناهض لمزارع الرياح قد يحول دون ان تقدم المؤسسة الحكومية لتمويل الطاقة النظيفة تمويلا في المراحل الأولى من مشروع متنزه كنيدي للطاقة في كوينزلاند وحجمه 1200 ميجاوات ما يجعله أقل جذبا للتمويل من جانب القطاع الخاص.
وقال برايس إن مؤسسة ويندلابس لا تزال متفائلة بأن مشروع كنيدي سيجتذب تمويلا من القطاع الخاص وهو المشروع الذي يعد واحدا من بين أكبر عشرة مشروعات للطاقة المتجددة في العالم والذي سيوفر نحو 80 في المئة من امدادات الطاقة المحلية وسينقل الطاقة الخضراء الى الساحل الشمالي لكوينزلاند قرب تاونزفيل. بحسب رويترز.
وفي وقت سابق أغضبت حكومة أبوت وزير الزراعة الاسترالي بان منحت الموافقة التنظيمية النهائية لشركة شينهوا الصينية للطاقة لإنشاء منجم للفحم بتكلفة مليار دولار استرالي على أراض ضمن الرقعة الزراعية. واستراليا من كبريات الدول المنتجة للفحم في العالم ومن بين أكبر دول العالم من حيث الانبعاثات الكربونية.
بطارية لتغيير نظام الطاقة
الى جانب ذلك كشفت مجموعة تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة “تيسلا” عن “بطارية للمنازل” من شأنها، بحسب مؤسس المصنع إلون ماسك، أن تغير “البنى التحتية الخاصة بالطاقة في أنحاء العالم أجمع”. ويمكن لهذه البطارية المعروفة بـ”تيسلا باوروال” أن تخزن الكهرباء التي تزودها بها ألواح شمسية أو شبكات كهرباء تقدم تيارا معقول الكلفة، لا سيما في ساعات الليل، بحسب ما شرحت المجموعة التي أوضحت أنه من الممكن استخدام هذه البطارية أيضا عند انقطاع التيار الكهربائي.
وصممت هذه البطارية بطريقة تسمح بتثبيتها على جدار المنزل أو المرآب ويمكنها أن تساعد على تزويد المساكن بألواح كهربائية ضوئية مستقلة بالكامل عن الشبكات الكهربائية التقليدية. وقال إلون ماسك أمام وسائل الإعلام قبل الكشف عن “تيسلا باوروال” في إحدى ضواحي لوس أنجليس إن “هدفنا هو تحويل البنى التحتية العالمية الخاصة بالطاقة بالكامل لتصبح أكثر استدامة، من دون إصدار انبعاثات كربون”.
وستكلف البطارية 3500 دولار عند طرحها في السوق الأميركية في وقت قريب. ومن المرتقب تسويقها في أنحاء العالم أجمع العام المقبل. وأكد ماسك أنه من شأن “تيسلا باوروال” أن تشكل “تقدما كبيرا بالنسبة إلى الشعوب الفقيرة في العالم … لأنها تسمح بالاستغناء عن الشبكات الكهربائية”. وكانت “تيسلا” قد أعلنت العام الماضي عن تشييد أكبر مصنع في العالم لبطاريات ليثيوم-ايون في ولاية نيفادا الأميركية بميزانية 5 مليارات دولار، وذلك بالتعاون مع مجموعة “باناسونيك” اليابانية. والهدف من هذا المصنع العملاق هو تخفيض أسعار البطاريات، وبالتالي السيارات الكهربائية ليزداد إقبال المستخدمين عليها. وتصنع “تيسلا” عددا محدودا من السيارات الكهربائية، لكنها قد اشتهرت في هذا المجال بفضل نوعية قطعها العالية. بحسب فرانس برس.
وتهرب ماسك من الرد على سؤال عما إذا كانت النشاطات في مجال الطاقة ستحل محل تلك الخاصة بالسيارات في “تيسلا”. وإلون ماسك هو رجل أعمال أصله من جنوب افريقيا سطع نجمه قي قطاع السيارات والملاحة الفضائية (سبايس اكس). وكان قد جنى ثروته سابقا من خدمة “باي بال” للدفع على الانترنت. وهو يملك 26,7% من أسهم “تيسلا” المقدرة قيمتها في بورصة “وول ستريت” بأكثر من 7 مليارات دولار.
المصدر / شبكة النبأ المعلوماتية
مرتبط