حماس تسير بحذر بين النقط

آخر تحديث 2016-08-24 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين

د. رؤوبين باركو يعتبر أن حماس تحاول السير بين النقط من خلال إطلاق الصواريخ والقول إنها ليست هي التي أطلقتها، إلا أن اسرائيل بحسب الكاتب لا تقتنع بذلك وهي ترد بالمثل.

الكاتب: صاروخ القسام الذي سقط أول أمس في سدروت لم يكن رصاصة أطلقت بالخط.

  صاروخ القسام الذي سقط أول أمس في سدروت لم يكن رصاصة أطلقت بالخطأ، بل جزءاً من سياسة تبنتها حماس من اجل سفك دمائنا دون التورط في مواجهة مباشرة وشاملة مع اسرائيل، أي "التحرك بين النقط والبقاء جافا". حماس بالطبع ستتهم جهات غير منضبطة باطلاق القسام على اسرائيل، بدون موافقتها. هل هذا ممكن؟ فليحاول أحد ما سرقة رغيف في الشجاعية، على الفور سيحيطه الملثمون ويقطعون رأسه مثل البطيخة.          ورغم رغبة حماس في اقتحام الطريق المسدود الذي دخلت اليه، هي تفضل في الوقت الحالي عدم المواجهة المباشرة مع اسرائيل، فما زالت دروس الجرف الصامد عالقة على جلدها ولا يوجد لها أي بشرى عسكرية جديدة ونوعية. في سياق التنافس التكنولوجي ضد اسرائيل، تم اسقاط صواريخها وتم الكشف عن انفاقها أو أنها انهارت على رؤوس من يقومون بحفرها. وتبدو في صفوفها علامات التفكك والانكسار.          في الوقت الحالي، منازل غزة مهدمة والمواطنون هناك يعانون من البطالة واجهزتها العسكرية والاقتصادية ضئيلة الامكانات وهي تعاني من الحصار، سواء بسبب السياسة الاسرائيلية أو بسبب الرد العسكري المصري العنيف ضد جبهة حماس اللوجستية في سيناء. في ظل الوضع الاستراتيجي الذي توجد فيه حماس، فان نشطاء في صفوفها مثل غازي حمد، يشككون في نجاعة المقاومة المسلحة العسكرية ضد اسرائيل ويدعون الى العودة الى "ارهاب الافراد". وقد تراجع ايضا التأييد السياسي لأجندة "التحرير" لحماس في العالم، لا سيما على خلفية الخوف المتزايد من الاسلام في الغرب. وتراجع تأييد حماس في الدول العربية، حيث أن هذه الدول تهتم بحروبها الداخلية ضد اخوة حماس العسكريين والأبناء الوحوش لحركة الاخوان المسلمين. إن تأييد حماس يقتصر الآن على ايران (التي تتحفظ من حماس بسبب تضامنها مع السنة في الصراع ضد نظام الاسد) وتركيا وقطر. ولكن في ظل الظروف الجيوسياسية في العالم والمنطقة فان اليد المنقذة قصيرة.          على خلفية العزلة المتزايدة، المواجهة وعدم الثقة المتبادل بين حماس والسلطة الفلسطينية، تمت اعادة طرح موضوع الوحدة الوطنية بين الحركتين بوساطة مصرية. وهذا في ظل وجود انتخابات المجالس المحلية في الضفة وقطاع غزة في تشرين الاول القادم. حماس تعرف أنه لا توجد فرصة للوحدة، لذلك فهي تواصل تحرشها باسرائيل.          في أعقاب اكتشاف نفق يصل الى اراضينا، أطلقت حماس في الرابع من أيار هذا العام قذائف نحو عسقلان، وفي 2 تموز أطلقت صاروخ قسام على سدروت. واضافة الى سفك دماء اليهود، فان هدف هذه العمليات الاساسي هو الاثبات أن حماس ما زالت موجودة وتقوم بتجميع النقاط في صراعها ضد السلطة الفلسطينية على قيادة الشعب الفلسطيني عشية التبديل المتوقع لأبو مازن. وتعود اسرائيل وتؤكد لحماس، عن طريق التدمير الفوري والمؤلم للبنى التحتية واصابة نشطائها، بأنها هي المسؤولة الوحيدة عن التعرض للمواطنين والجنود. وعاد مسؤولون من حماس وألقوا المسؤولية على الآخرين. ورويدا رويدا يتعلمون الدرس على الطريقة البافلوفية.

المصدر: صحيفة "اسرائيل اليوم"