إحسان الخالدي
يكاد الجدل حول تحديد مصير محافظة نينوى ما بعد داعش يطغى على جدل تحرير تلك المدينة في المشهد السياسي العراقي، والدولي إلى حدا ما.
وفي وقت لا تزال فيه قضية المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كرستان معلقة، تطالب بعض الجهات العراقية بتشكيل إقليم مستقل لمحافظة نينوى، في حين تشدد جهات أخرى على حق أقليات تلك المنطقة في تقرير مصيرها.
ارسموا الحدود أولا
والحديث عن تقرير مصير محافظة نينوى كما يقول عضو مجلس النواب عن المحافظة أحمد الجربا يستدعي أولا رسم حدودها بشكل واضح، فالهدف ليس مدينة الموصل فقط وإنما بقية المناطق المتنازع عليها أيضا.
ويؤكد الجربا لـ"راديو سوا" أحقية مكونات المحافظة كافة في تقرير مصيرها، مشيرا إلى أن الصراع في هذا الشأن ليس اجتماعيا وإنما سياسي.
من جهته، قال رئيس كتلة المواطن النيابية حامد الخضري إن صورة الوضع الحالي غير واضحة لكنه شدد على أهمية منح المحافظات صلاحيات أوسع بموجب الدستور لضمان مرونة أكبر في مواجهة مشاكل من هذا النوع.
حق الأقليات مسؤولية أخلاقية
وبمعزل عن الحدود والصلاحيات، طالب القيادي في كتلة الرافدين النائب عماد يوخنا، عقب لقائه مع السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز الجمعة، بضمانات دولية لحماية المكون السرياني الآشوري في سهل نينوى بعد تحرير مناطقهم من تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وأكد يوخنا ضرورة إبعاد المناطق التاريخية عن الصراع بين الحكومة في بغداد وأربيل، وتمكين أهالي مناطق سهل نينوى من مسك الملف الأمني، وإعطاءهم فرصة إدارة شؤونهم بأنفسهم حسب الدستور العراقي في المادة 125.
بطريارك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو لم ير في الحديث عن تقرير مصير محافظة نينوى أي حكمة وأرضها ما تزال محتلة وشعبها ما يزال مهجرا، حسب قوله.
وقال ساكون إن أمام الولايات المتحدة "مسؤولية أخلاقية" لمساعدة العراق في هذا الشأن.
موقف غامض
وكشف رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان وليم وردة عن لقاءات مغلقة تجري بين المسؤولين في غياب الأقليات لكنها لا تسفر عن نتائج لغياب موقف دولي واضح في هذا الشأن.
ورأى وردة في حديثه لـ"راديو سوا" أن الصراع والتنابذ السياسي الحاصل لتقرير مصير المحافظة هو السبب في تأخير تحريرها في المقام الأول.
المصدر: راديو سوا