تحولت خلافات الحدود مع الكيان الصهيوني ، وبدرجة أقل الانقسامات الداخلية ، إلى صخور تعيق استخراج النفط والغاز اللبناني في مياه البحر المتوسط ، بحسب محللين اقتصاديين لبنانيين.
وتتواصل منذ عقود الخلافات بين لبنان والكيان الصهيوني حول حدودهما البحرية التي تحتوي المناطق الواقعة على جانبيها على حقول غاز طبيعي ونفط. عدم الاتفاق يجعل بيروت عاجزة عن التصرف في تلك الحقول.
الخبير الاقتصادي اللبناني جاسم عجاقة قال ” ان خلافات الحدود مع الكيان الصهيوني واحدة من أهم أسباب عجز الحكومة عن اتخاذ أية قرارات بشأن تطوير الحقول قبالة سواحل المتوسط، ولا تلوح في الأفق الآن امكانية حلها.
وأضاف أن من اسباب الخلافات مع الكيان الصهيوني تتمثل في استيلائها على نحو 840 كم مربع من المياه الإقليمية اللبنانية , وموقف الحكومة واضح أنه لا مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني في هذا الموضوع.
وزار مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة والنفط والغاز آموس هوكستاين (الذي تتولى بلاده وروسيا مسؤولية التفاوض بين لبنان والكيان الصهيوني)، بيروت في مايو/أيار الماضي لبحث خلافات الحدود بين البلدين.
وقال النائب في البرلمان اللبناني والخبير النفطي، عاصم قانصوه، أن الدراسات الرسمية في البلاد كشفت في بحر لبنان أوجود كثر من 123 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وحوالي 35 بليون برميل نفط خام.
وطالب بضرورة تأسيس وزارة نفط في لبنان وليس هيئة عامة لإدارة القطاع مؤلفة من 6 أعضاء بطريقة طائفية ,مشدداً أهمية ان تتولى الوزارة التصدي للعقبات التي تواجه صناعة النفط والغاز في البلاد.
وتوقع أن تأخذ عملية بدء استخراج النفط والغاز من لبنان وقتاً طويلاً بسبب خلافات الحدود والمناكفات السياسية والطائفية، بين مختلف القوى اللبنانية.
في المقابل يمتلك الكيان الصهيوني 8 حقول للغاز الطبيعي قبالة سواحلها ، وبدأت مؤخراً بتسريع إجراءات تطوير عدد من الحقول لزيادة حجم صادراتها بالتعاون مع شركة أمريكية.
من جهته يعتبر مازن عبود ، الناشط البيئي والمستشار في التنمية المستدامة أن الأجواء السياسية المتشنجة في لبنان تعرقل البت بقضية استخراج النفط والغاز من البلاد ، مشيراً إلى ضرورة استغلال تشكل جو دولي مرتبطة بملف نفط لبنان.
وأشار إلى أن أهم ما يتم بحثه دولياً في ما يتعلق بنفط البحر الأبيض المتوسط هو حصة لبنان وإسرائيل، وعدم وقوع أي هجوم من حزب الله على الكيان الصهيوني أو العكس في هذا المجال.
وتتخوف شركات تنقيب أجنبية من تنفيذ أية عمليات بحث أو تطوير قبالة سواحل لبنان في البحر المتوسط، تحسباً لأية هجمات ينفذها سلاح البحرية للكيان الصهيوني.
شارك هذا الموضوع:
مرتبط