رغم تصدره التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم ، أفلت المنتخب الأرجنتيني من كمين مضيفه الفنزويلي بصعوبة وانتزع التعادل الثمين 2 / 2 في الدقائق الأخيرة من المباراة التي كشفت مدى تأثر التانجو الأرجنتيني بغياب نجمه الكبير ليونيل ميسي.
وأظهرت المباراة مساء أمس الثلاثاء وجود حالة من “الاعتماد الشديد” للمنتخب الأرجنتيني على نجمه الشهير ومدى التأثر بغيابه وهو ما يلقي بظلاله على مستقبل الفريق.
وكان ميسي أعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد خسارته مع الفريق نهائي كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) منتصف العام الحالي لكنه عدل عن القرار وسط ضغوط هائلة عليه وعاد لصفوف الفريق.
رغم هذا ، أجبرت الإصابة ميسي على مغادرة معسكر المنتخب الأرجنتيني قبل أيام والعودة إلى برشلونة للعلاج من الإجهاد العضلي في الساق اليسرى بعد مباراة الفريق التي فاز فيها على منتخب أوروجواي يوم الخميس الماضي بهدف نظيف سجله ميسي.
ولكن المباراة أمام فنزويلا أكدت مدى تأثير ميسي في فريق التانجو الأرجنتيني وأهمية عدوله عن قرار الاعتزال الدولي حيث أصبح غياب ميسي بمثابة كابوس لأنصار الفريق.
وكشفت المباراتان أمام أوروجواي وفنزويلا السبب وراء الزلزال الذي أثاره ميسي قبل نحو ثلاثة شهور بإعلان اعتزاله اللعب الدولي بعد نهائي كوبا أمريكا 2016 في الولايات المتحدة.
ولم يكن هدف الفوز هو كل ما قدمه ميسي في لقاء أوروجواي بل كان اللاعب مصدرا للثقة ورمانة للميزان في أداء الفريق لما يمتلكه من خبرة هائلة.
وكشفت مباراة فنزويلا أكثر من أي وقت سابق عن مدى أهمية تواجد ميسي في صفوف الفريق حيث كان المنتخب الفنزويلي متقدما 2 / صفر.
وقال خافيير ماسكيرانو نجم خط وسط المنتخب الأرجنتيني : “أبرز تعزية لنا هي أننا كافحنا حتى النهاية. ولكننا افتقدنا الانسيابية في المباراة مما كلفنا فقدان نقطتين… قلب النتيجة إلى تعادل بعد تأخرنا صفر / 2 يؤكد قدرة الفريق على الكفاح والمنافسة”.
وأدرك إدجاردو باوزا المدير الفني الجديد للمنتخب الأرجنتيني ، والذي خاض أمس مباراته الثانية فقط مع الفريق ، مدى اعتماد الفريق على ميسي.
وقال باوزا : “الآن ، لدينا الكثير من الأمور لمناقشتها”.
ولا يمثل ميسي ماكينة لأهداف الفريق فحسب وإنما يعتبر القلب النابض للمنتخب الأرجنتيني حيث يكون تواجده في المباريات مصدرا للإلهام والتوازن في صفوف الفريق وعنصرا للمفاجأة في الأداء بالنسبة للمنافسين لما يمتلكه من قدرات هائلة في صناعة اللعب والتمرير الدقيق الحاسم.
كما أظهرت الدقائق القليلة التي شارك فيها باولو ديبالا مهاجم يوفنتوس الإيطالي خلال مباراة أوروجواي ، قبل طرده ، أنه يشكل ثنائيا رائعا مع ميسي.
ولم تتح الفرصة الكافية أمام باوزا لتجميع اللاعبين قبل بداية مبارياته مع الفريق حيث اقتصرت فترة التجمع لهاتين المباراتين على أسبوع واحد فحسب.
واجتاز باوزا الاختبار الأول الصعب بفوز ثمين على أوروجواي ولكن غياب ميسي في لقاء فنزويلا حرمه من اجتياز الاختبار الثاني.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها مدرب التانجو مشكلة وتجربة غياب ميسي حيث عانى منها سلفه خيراردو مارتينو من قبل عندما اضطرت الإصابة ميسي للغياب عن بداية مسيرة الفريق في التصفيات نفسها العام الماضي ليعاني الفريق من النتائج السيئة التي أبعدتها عن المراكز التي يتأهل أصحابها لكأس العالم 2018 .
ولم يدخل المنتخب الأرجنتيني في هذه المراكز إلا بعد عودة ميسي لصفوف الفريق.
وعانى باوزا أيضا في بداية مسيرته مع الفريق ن غياب نجميه سيرخيو أجويرو وجونزالو هيجوين للإصابات ولكنه سيستعيد اللاعبين وميسي في المباريات التالية بالتصفيات بداية من مواجهتي بيرو وباراجواي في السادس و11 من تشرين أول/أكتوبر المقبل.