نتنياهو راهن واسرائيل تدفع الثمن

آخر تحديث 2016-09-16 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بقلم: أسرة التحرير

   المساعدة الامريكية الهائلة لاسرائيل، أكثر من 100 مليار دولار منذ حرب يوم الغفران، اجتازت تحولات مختلفة – قروض ومنح، عسكرية واقتصادية، لسنة واحدة ومتعددة السنين. في اساسها تقبع فرضتيان: اسرائيل قوة، واثقة بقوة الجيش الاسرائيلي وبعزم المعونة الامريكية، لن تسارع الى حرب وقائية انطلاقا من فزع وجودي؛ والصناعة الامنية الامريكية ستستفيد من اعطاء السلاح، العتاد والعلم لاسرائيل، إذ أن الدولارات تبقى في البيت عندما تنقل البضائع جوا الى قواعد سلاح الجو، أو بحرا الى حيفا واسدود.

هذا واقع يعود الى نحو 4 عقود، سبق انتخاب براك اوباما وبنيامين نتنياهو لمنصبيهما.

ما التغييرات التي أحدثها الزمن فتغير الموقف من الاطار العام: اعتراض الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، والذي لم تنشغل به كثيرا المنظومة الاسرائيلية حتى العام 2006، رفع الى رأس مصادر قلقها، وصارت مطلوبة مساعدة امريكية من خارج الاتفاق السابق. وبالمقابل، فان المطلب الاسرائيلي لاستبدال ربع المساعدة للشراء من الصناعة المحلية – وهو مال حيوي للصناعة الامنية الاسرائيلية – اصبح في نظر الامريكيين غير شرعي. وكانت النتيجة زيادة المبالغ كي تتضمن أيضا الدفاع ضد الصواريخ، الى جانب التراجع عن الاستعداد للاستبدال بالشواكل، واعتراف امريكي بالخطر الامني الكامن في الاتفاق النووي مع ايران، الى جانب التقدير بان الاحتمال الكامن في هذا الاتفاق أكبر من الخطر.

  ولهذا فقد سعى اوباما الى منح اسرائيل قدرا أكبر، ولكن بدفعة واحدة، كلها دولارات – شريطة الا تزعجه اسرائيل في نيل التأييد الداخلي لسياسته تجاه ايران. ولكن نتنياهو، برهان سائب، رد الصفقة. طار الى الكونغرس للقتال ضد اوباما وفشل. غير أن الفشل، ومثله أيضا استياء اوباما، لم يوقف نتنياهو: فحسب مصادر أمنية، حتى بعد توقيع اتفاق فيينا مع ايران، تحققت توافقت على مساعدة بحجم 45 مليار دولار في 10 سنوات. غير أن نتنياهو أصر على بذل جهد آخر لتفعيل الكونغرس ضد الرئيس، ومرة اخرى فشل.

    ان المحاولات الاسرائيلية للتخريب على سياسة البيت الابيض جبت في نهاية المطاف ثمنا باهظا: 7 مليار دولار؛ 38 بدلا من 45. ان محاولات رئيس الوزراء عرض الاتفاق كانتصار هي بالحد الادنى محرجة.

هآرتس 16/9/2016