نتنياهو قامر.. وإسرائيل تدفع الثمن

آخر تحديث 2016-09-16 00:00:00 - المصدر: قناة الميادين

سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إعطاء إسرائيل أكثر بكثير ولكن في حزمة واحدة وكله بالدولارات شريطة ألا تقوم إسرائيل بإزعاجه في الحصول على الدعم من داخل الولايات المتحدة في سياسته حيال إيران، إلا أن بنيامين نتنياهو وبمقامرة متهورة رفض الصفقة فهو سافر إلى الكونغرس لمحاربة أوباما وفشل في ذلك.

نتنياهو سافر إلى الكونغرس لمحاربة أوباما وفشل في ذلك

المساعدات الأميركية الضخمة لإسرائيل، والتي بلغت أكثر من مائة مليار دولار منذ حرب يوم الغفران (حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973) مرت بأشكال مختلفة – القروض والمنح، العسكرية والاقتصادية، والسنوية ومتعددة السنوات. ويوجد في أساس هذه المساعدات افتراضان: الأول هو أن إسرائيل القوية الواثقة بقوة الجيش الإسرائيلي وبصلابة الدعم الأميركي لن تسارع إلى (القيام) بحرب وقائية بسبب الذعر على جودها. والثاني هو أن الصناعات الأمنية الأميركية تخرج مستفيدة من تقديم الأسلحة والعتاد والمعرفة إلى إسرائيل، وذلك لأن الدولارات تبقى في الوطن في الوقت الذي يتم فيه نقل المواد جواً إلى قواعد سلاح الجو، أو بحراً إلى حيفا وأشدود.  هذا الواقع قائم منذ حوالي أربعة عقود، والتي سبقت انتخاب باراك أوباما وبنيامين نتنياهو لمنصبيهما. والتغييرات التي تسبب بها الزمن هي تغييرات هامشية بالنسبة للإطار الشامل: فاعتراض الصواريخ، الذي لم يشغل كثيراً الساحة الإسرائيلية حتى عام 2006، قفز إلى مقدمة اهتماماتها، وكان لا بدّ من الحصول على  مساعدة أميركية من خارج ما تمّ الاتفاق عليه. وفي مقابل ذلك فإن الطلب الإسرائيلي لتمويل ربع المساعدات لتمويل المشتريات من الصناعات (العسكرية) المحلية - وهو مال حيوي للصناعات العسكرية الإسرائيلية - تحول من وجهة نظر الأميركيين إلى أمر غير مشروع. وكانت النتيجة هي زيادة المبالغ، حتى تشمل أيضاً الدفاع ضد الصواريخ، إلى جانب التراجع عن الاستعداد للتحويل إلى الشيكل، والاعتراف الأميركي بالخطر الأمني الكامن في الاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب التقدير بأن الفرصة الكامنة في الاتفاق هي أكبر بكثير من مخاطره.  لذلك سعى أوباما إلى إعطاء إسرائيل أكثر بكثير، ولكن في حزمة واحدة، وكله بالدولارات - شريطة ألا تقوم إسرائيل بإزعاجه في الحصول على الدعم من الداخل (داخل الولايات المتحدة) في سياسته حيال إيران. إلا أن نتنياهو، وبمقامرة متهورة، رفض الصفقة. فهو قد سافر إلى الكونغرس لمحاربة أوباما وفشل في ذلك. لكن الفشل، وكذلك استياء أوباما، لم يوقفا نتنياهو: فوفق مصادر أمنية، حتى بعد التوقيع على اتفاق فيينا مع إيران تمّ التوصل إلى تفاهمات على مساعدات بمبلغ 45 مليار دولار على مدى عقد, إلا أن نتنياهو أصرّ على بذل جهد آخر لاستخدام الكونغرس ضد الرئيس، وفشل مرة أخرى. إن المحاولات الإسرائيلية لتخريب سياسة البيت الأبيض تكلفت في نهاية المطاف بثمن غالٍ: سبعة مليارات دولار، 38مليار بدلاً من 45 مليار. ومحاولات رئيس الحكومة عرض الاتفاق على أنه انتصار أقل ما يقال فيها أنها محرجة.
إفتتاحية هآرتسترجمة : مرعي حطيني

المصدر: صحيفة هىآرس