Sun, 18 Sep 2016 11:25:43
#الجمهورية_نيوز
قررت الجهات الحكومية في إمارة دبي، إلغاء توقيع الحضور والانصراف الالكتروني المعروف بـ"البصمة"، لتبدأ عهداً جديداً مع موظفيها، الذين قابلوا القرار بترحاب شديد، في تجربة فريدة تجعل الضمير والشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة الوطن الرقيب الوحيد على سلوك الموظفين.
ورأى موظفون في هيئة تنمية المجتمع في دبي، تحرروا، أخيراً، من بصمة الحضور والانصراف، أن هذا النظام يبدأ مع الإنسان منذ بداية حياته بشكل ضمني، في المنزل ثم المدرسة، ولاحقاً الجامعة، إلى أن يلتحق بالعمل، ليصبح النظام بآلة كشف مادية، تبدو كنوع من الرصد والملاحقة، ومن ثم يصبح الأمر عبئاً ثقيلاً، ومزعجاً لأنه يوحي بالتشكيك وعدم الثقة بالشخص المعني بإثبات وجوده، وموظفون كثر في مختلف بقاع العالم، يتشاركون حالة عدم الانسجام مع نظام الحضور والانصراف.
واتجهت دوائر إلى استخدام تطبيق ذكي، يسجل حضور وانصراف موظفيها، باستخدام هواتفهم النقالة دون الحاجة إلى التوقيع في مقر العمل، ويتولى نظام الحضور الذكي، الذي يمكن تحميله على الهواتف، رصد ساعة دخول الموظفين إلى مكان عملهم، كما يحدد عدد ساعات الحضور.
لكن ذلك لم ينجح في ردع بعض الموظفين غير الملتزمين، إذ أكدت موظفة في إحدى الدوائر، طلبت عدم نشر اسمها، أن زملاء لها كانوا يصلون إلى موقع صف المركبات التابعة للدائرة، ويقومون بالبصمة عبر التطبيق داخل السيارة، حيث لا يمكن الدخول إليه إلا ضمن نطاق التغطية الخاصة بالدائرة، والتي تصل إلى موقف المركبات، ثم يغادرون بعد البصمة، دون تأدية واجبات وظيفتهم، ويعاودون الكرة في فترة الظهيرة.
وتاريخياً، تنوعت وسائل إثبات الحضور منذ بداية عهد المؤسسات، لعل من أبرزها التوقيع على كشوفات ضخمة، تضم خانات بأسماء الموظفين وأقسام عملهم، ليقوم الموظف بتسجيل موعد حضوره وانصرافه، ممهوراً بتوقيعه في الخانة المقابلة لاسمه، وتطورت الأساليب حتى وصلت في أيامنا الحالية عند البصم، وقد يكون اختيار استخدام البصمة وسيلة للتعريف بالموظف، وتأكيد حضوره الأكثر إيحاءً بالتشكيك في صدق الموظف، الأمر الذي دفع عدداً من الدوائر الحكومية في دبي، منها هيئة تنمية المجتمع، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وغيرها، إلى أخذ قرار بإلغاء بصمة الموظف في الصباح والظهيرة، بهدف إزالة أي آثار سلبية قد يتسبب فيها ذلك النوع من التدقيق على مدى التزام الموظف في أداء واجباته الوظيفية.